كيف يتكون لدى الطفل صورة ذاتية سلبية عن نفسه؟

الأحد 16 فبراير 2020 01:32 م / بتوقيت القدس +2GMT
كيف يتكون لدى الطفل صورة ذاتية سلبية عن نفسه؟



وكالات / سما /

يعد التفكير السلبي من أهم عوامل الفشل الرئيسة عند الطفل كونه يتسبب في خفض التقدير الذاتي لديه، وكثير من الأمهات والآباء يكافحون من أجل تطبيق قواعد تربوية سليمة ليجعلوا من ابنائهم أطفالاً مثاليين يعتمدون على أنفسهم ويحسنون التصرف. ولكن أحيناً نقص المعرفة أو ضغوط الحياة تخلق لنا شخصية سلبية لا تعرف التعامل مع المواقف، فالنظرة الإيجابية تساعد الأطفال بالتغلب على أي مشكلة تواجههم خاصه وأن النكسات الصغيرة قد تؤثر عليهم بشكل سلبي، ولكن يجب أن يفهموا أنها ليست نهاية كل شيء، فإذا كان الطفل يفكر بإيجابية سيكون قادراً على حل المشكلات بسرعة ويتعلم أن ينظر إلى الجوانب المختلفة للحياة بإيجابية، فالإيجابية تعلم الأطفال المرونة.

وللحديث أكثر عن هذا الموضوع التقت "سيدتي" بالمستشارة التربوية والأسرية والنفسية الدكتورة "نادية نصير" لتعرفنا عن أسباب تكوين الطفل صورة سلبية عن ذاته وطرق العلاج.

أسباب الشخصية السلبية لدى الطفل:

- كثرة الضغط على الطفل في تعليمه السلوك السليم مع عدم الأخذ في الاعتبار أن هذه الطريقة المستمرة في تعديل السلوك تسبب للطفل الابتعاد عن المجتمع، ويكون فكرة عن ذاته أنه ليس لديه القدرة في التعبير عن مكنون ذاته.

- التربية المهملة: مع كثرة الاهتمام بتوجيه الطفل إلى السلوك السليم يجعله يقع في حيرة من أمره بكيفية التصرف في المواقف التي تصادفه، والنسبة الأكبر من الأطفال الغير موجهين يكون لديهم عدم ثقة بالنفس وغير قادرين على مواجهة المشاكل في المستقبل ويصبحون مترددين في اتخاذ القرار.

- التربية المتذمرة: التي تتذمر بطريقة دائمة من سلوك الطفل تتسبب بضياعه لعدم تسلحه بما يكفي من الحب والاهتمام من المقربين إليه، فيتخذ الوضع السلبي مع كل من حوله.

- التربية والصحة النفسية: قد يعاني بعض الأطفال من فرط الحركة والأهل يعتبرون هذه التصرفات من الشقاوة الزائدة، وهنا يبدأ العقاب المستمر دون فهم الآباء والأمهات أن طفلهم يحتاج إلى علاج، لأن فرط الحركة سوف يؤثر عليه سلباً حتى في التعليم، لأنه في هذه الحالة سوف يقل تركيزه ومع كثرة العقاب يبدأ الطفل بالانسحاب ورفض المدرسة، ومع استخدام الألقاب المُسيئة للطفل مثل (أنت كسلان وأنت لا تفهم) تتكون لديه الفكرة الخاطئة عن ذاته.

- التربية والصحة الجسدية: الطفل الضعيف جسدياً إذا لم يُعالج وتقدم له الرعاية الصحية اللازمة من فحوصات الدم ومعرفة سبب ضعفه وقلة حركته وقلة استيعابه لأوامر والدية مما يجعلهم يوجهون له اللوم الدائم حول حالته يؤدي بالطفل للسكوت وعدم الشكوى مما يشعر به، وفى النهاية يصل إلى الشعور بعدم أهمية الإفصاح عن نفسه ويصبح شخصية سلبية.

- التربية والصحة العقلية: مدركات الطفل العقلية تظهر بقوة في المراحل التعليمية، وأغلب الأطفال في الوقت الحالي يعانون من صعوبات التعلم التي تظهر بوضوح منذ المراحل الأولى في مادة القراءة والرياضيات والكتابة، فإذا لم يتفهم الأهل هذه الصعوبات ويعالجوها ويعتبرون الطفل ضعيف الذكاء وغير مقبل على التعليم يجعل الطفل يكون فكرة خاطئة عن ذاته ويعاني من الشعور بالنقص بين زملائه فيقرر الانسحاب لأن الفكر السلبي سيطر عليه.

- أي تغير في حياة الطفل سبباً في سلبيته: مثل ولادة طفل جديد وصرف اهتمام العائلة عن الاهتمام به فيشعر الطفل بالغيرة ويقع في حيرة لماذا لم يعد محبوب ويضع لنفسه عدة أسباب، وحين لا يجد الإجابة عليها يلجأ إلى الانسحاب وقد يمتنع عن الطعام واللعب والإجابة على أي أسئلة فيجب أن يتنبه الأهل إلى هذه النقطة في حياة الطفل.

- المشاكل الأسرية تخلق جميع العقد أثناء بناء شخصية الطفل: خصوصاً السنوات الأولى في حياته، لأن الطفل يسمع ويشاهد المشاكل ولكن ليس لديه الحل فيبدأ بالابتعاد والانطواء والانسحاب من المواقف لأن فكرته عن ذاته أنه لا يستطيع فعل أي شيء إيجابي.

- عدم انتباه الأهل إلى سلوك الطفل الأكثر صعوبة: ما هو السبب من ورائها هل هو جائع أو متحمس أو محبط أو غضبان أم يشعر بالملل الخ.. فإذا عُرف السبب منذ البداية ممكن تجنب أي عقدة لدى الطفل وتجنب السلبية نحو الذات.

نصائح لتربية شخصية إيجابية لطفلك:

- التحدث إلى الطفل رغم عدم قدرته على الحديث لنفهم ما بداخله، فهذه الطريقة تساعد على توجيهه إلى السلوك الإيجابي.

- تشجيع الطفل على التحدث بدون مقاطعة، فهذه الطريقة تعطي الطفل الفرصة لكن يعبر عما داخله سواء كان إيجابي أو سلبي.

- يجب التحلي بالإيجابية بما يتعلق بالأشياء الجيدة عندما يكون سلوك الطفل إيجابي.

- تشجيع الطفل من خلال ذكر تصرفاته الإيجابية، وأن كل من حوله راضي كل الرضا عنه.

- تعزيز السلوك الجيد لدى الطفل بالمكافئة والهدايا المناسبة على شرط أن يقوم بتعديل سلوكه أو القيام بما طُلب منه.

- القدوة الحسنة في حياة الطفل سواءً في المنزل أو المدرسة في السلوك الديني والأخلاقي، فكلما كانت القدوة حسنة كلما تبعها الأبناء بسهولة.