دعا أهالي الأسرى الذين تعرضوا للتعذيب في سجون الاحتلال، المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية للضغط على إسرائيل لإنهاء جريمة التعذيب بحق الأسرى، ووضع حد للحصانة التي يتمتع بها المحققين في سجون الاحتلال.
وتطرق أهالي الأسرى خلال مؤتمر صحفي نظم، اليوم السبت، في بلدية رام الله، إلى تفاصيل ما تعرض له الأسرى من تعذيب جسدي ونفسي، وضرورة الالتفاف حولهم وإعلاء صوتهم.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر إن مسألة التحقيق العنيف ليست بالسياسة الجديدة على حكومة الاحتلال، فمنذ بداية الاحتلال سقط عشرات الأسرى نتيجة التعذيب الوحشي، مشيرا إلى أنه في الفترة الأخيرة، وتحديدا خلال فترة اعتقال سامر العربيد، حيث صدر قرار بالتحقيق معه، وأعطت محكمة الاحتلال المحققين كل الصلاحيات لانتزاع الافادات منه.
وأوضح أن الهيئة عقدت عدة ورش للاستماع للأطفال وتفاصيل التعذيب الذي تعرضوا له.
من جانبها، أوضحت وزيرة الصحة مي كيلة أن سلطات الاحتلال تمارس التعذيب بشكل ممنهج وعلى نطاق واسع، الأمر الذي خلف العديد من الاعاقات الجسدية والنفسية بحقهم، ما يستوجب على الجميع التدخل للجم السلطات ومحاسبتهم على جرائمهم.
ولفتت الى أن الوزارة تقوم بكل ما يلزم لعلاج الذين تعرضوا للتعذيب في سجون الاحتلال، والعمل على إعادة تأهيلهم بالتعاون مع كافة الجهات، إضافة إلى التنسيق الدائم للتواصل مع المؤسسات الحقوقية من أجل وضعهم في صورة ما يتعرض له الأسرى.
بدوره، قال عضو الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء عيسى قراقع إن سياسة التعذيب مستمرة ولكنها تصاعدت بشكل ملحوظ نتيجة عدم وجود رادع لحكومة الاحتلال، وبات التعذيب بهدف التسلية واشباع الرغبات، وهي وسيلة لتدمير الأسير جسديا ومعنويا، وليس من أجل نزع اعترافات.
وأكد أن تلك السياسة تعتبر جريمة حرب وضد الإنسانية، وشكل من أشكال التمييز العنصري، ويجب التحرك فورا لإطلاق سراحهم، وتشكيل لجنة قانونية من أجل محاسبة حكومة الاحتلال.
وأضاف: "منذ أن بدأت الأخبار باستخدام العنف ضد الأسير سامر العربيد، كان يجب أن يستنفر الجميع لحماية الأسرى، وأيضا التحرك على كافة المستويات للضغط على حكومة الاحتلال".
من جهته، شدد مدير عام مؤسسة الحق شعوان جبارين على ضرورة توثيق معاناة الأسر الى جانب الأسرى أنفسهم.
وقال والد الأسير طارق مطر "عندما رأيت طارق كان وضعه صعبا، حيث تعرض للتعذيب الوحشي أثناء فترة التحقيق، وجسده كان منهكا"، مشددا على أن التعذيب جريمة مخالفة لكل القوانين الدولية، ويجب على المؤسسات الحقوقية والدولية محاسبة كل من قام وأمر بالتعذيب.
أما زوجة الأسير سامر العربيد، اشارت إلى أنها تمكنت من رؤيته بعد 3 أيام من تحويله لمستشفى "هداسا" حيث كان محاطا بالجنود رغم أنه مقيد في السرير، وفي حالة غيبوبة ووجهه شاحب، إضافة لآثار كدمات على جسده، وكان معصوب العينين، في حين أنه خلال الزيارة الثانية أحضروه على كرسي متحرك وقد تم وضع جهاز أوكسجين على فمه، وكان يتنفس بصعوبة.
وقالت ابنة الأسير وليد حناتشة إن والدها وقت الزيارة كان يتكئ على الجدار ولا يستطيع المشي، حيث تعرض للتعذيب والضرب ونتف شعر لحيته.
في حين أكدت والدة الأسير ميس أبو غوش أنها تعرضت لتحقيق دام 33 يوما، ذاقت خلاله مختلف وسائل التعذيب، من ضرب وجرها من شعرها.
وقال والد الأسير قسام البرغوثي إن قسام أمضى 78 يوما في التحقيق، منها 25 تحقيقا عسكريا، وعندما زرته أول مرة أخبرني أن قدميه ويديه لونهما أزرق من شدة الضرب، وعضلة الفخذ لديه متقلصة، لكن رغم ذلك لا تزال معنوياته قوية، مشددا على ضرورة الالتفاف حول أسرانا، ودعوة المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل من أجل إنهاء جريمة التعذيب ووضع حد للحصانة التي يتمتع بها المحققون الاسرائيليون.
فيما أكدت شقيقة الأسير ربحي كراجة أنه فقد من وزنه 17 كيلوغراما، وغير قادر على التحرك أو التفاعل معنا في الزيارة، وفكه منفوخ.
وقالت زوجة الاسير أيسر معروف إن زوجها تعرض للتعذيب، ويعاني من آلام شديدة وحادة في المفاصل والعظام ولا يستطيع التكلم من شدة الضرب. أما زوجة الأسير اعتراف الريماوي أشارت الى أن زوجها تعرض للتحقيق لمدة 42 يوما، تعرض خلالها لأشد أنواع التعذيب من الوقوف على أصابع القدم لفترة طويلة، وقيام المفتش بالضغط على كتفه من أجل الوقوع.