سلط موقع "بازام" العسكري في تقرير نشره الضوء على الوحدة الصاروخية التابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، حيث تسعى هذه الوحدة على توسيع مدى وقوة الصواريخ، وكذلك تأثير قوة الانفجار، وبحسب الموقع فإن الطريقة التي يتم فيها إخفاء منصات الإطلاق في غزة تجعل من الصعب على سلاح الجو مهاجمتها.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي لموقع بازام إن الوحدة الصاروخية التابعة لحماس والجهاد تطلق صواريخ باتجاه البحر، كجزء من التجارب لمنظومة إنتاج الصواريخ، وأن جميع هذه العلميات تجري أمام أجهزة المراقبة والرصد التابعة للجيش الإسرائيلي.
وأضاف المسؤول الأمني: "فصائل المقاومة في غزة يوجد لديها وحدة صاروخية وقسم لتطويرها، ويوجد بها أيضاً مهندسون وكيميائيون والكثير من الخريجين الذين يعملون على تحسينها وتطوير صواريخ جديدة"-حسب قوله.
وتمتلك الوحدة جهاز محاكاة لإطلاق الصواريخ يسمح لهما أيضاً بإجراء العمليات الحسابية وتدريب مجموعات إطلاق الصواريخ.
وزعم أن معظم الصواريخ التي تنتجها حماس أو الجهاد الإسلامي تستند إلى سجلات الصواريخ الإيرانية، وأن صاروخ M-75 من إنتاج حماس هو النسخة المحلية من الصاروخ الإيراني فجر 5، والحديث يدور هنا عن صاروخ يصل إلى 75 كم برأس حربي 90 يزن كجم.
وادعى المسؤول الأمني للموقع أن وحدة إنتاج الصواريخ في غزة تعمل أيضاً على تركيب أو تجميع صواريخ مرسلة من إيران إلى قطاع غزة، حيث ينتج الإيرانيون في مصانعهم صواريخ يمكن تفكيكها ليكون من السهل تعبئتها وتهريبها، وتصل القطع إلى المصانع في قطاع غزة، حيث يتم هناك تجميعها وشحنها إلى مستودعات أو منصات إطلاق تحت الأرض جاهزة ليوم الحرب.
ويضيف المسؤول الإسرائيلي أنه يتم إرسال صواريخ فجر 3 و5 إلى غزة، وصواريخ M-302، التي يصل بعضها إلى مدى 200 كيلومتر، وعلى الرغم من وحدة إنتاج الصواريخ المتطورة، إلا أن هناك أولوية للصواريخ القياسية والأكثر موثوقية، لذلك هم لا يزالون يستثمرون في التهريب- حسب ما جاء في الموقع.
وبحسب المسؤول فإن التقديرات تشير إلى أن وحدة إنتاج الصواريخ تركز اليوم عدة مرتكزات:
§ الأول: هو إدخال أكبر عدد ممكن من المدنيين الإسرائيليين في دائرة النار.
§ الثاني: هو الرأس المتفجر ليكون بأكبر حجم ممكن، ولقد رأينا بالفعل صواريخ تحمل ربع طن من المتفجرات وأكثر.
§ الثالث: الصواريخ الدقيقة التي تعرف كيفية اجتياز حاجز القبة الحديدية، وهذه اكتسبت زخماً في السنوات الأخيرة.
وأكد "المسؤول" الذي لم يذكر الموقع اسمه على أن "عدد الصواريخ ليس هو القصة الحصرية هنا"، موضحاً أن "هذه الوحدة تنتج أيضاً منصات إطلاق صواريخ من أنواع مختلفة، فهناك مجموعة متنوعة من المنصات مدفونة في الأرض ومموهة يتم تشغيلها بواسطة جهاز توقيت أو جهاز تحكم عن بعد، بحيث يمكن إعادة تلقيمها أيضاً تحت الأرض للحفاظ على حياة النشطاء الذين يطلقونها.
وأوضح أن "هذا الجزء مهم للغاية، لأنه في الواقع هذا ما يسمح لهم بتحديد معدل إطلاق النار، وامتلاك 10000 صاروخ هو شيء واحد، فهذا لا يسمح لك بإطلاق الصواريخ بكثافة دون وجود عدد كافٍ من منصات الإطلاق".
العاملون في انتاج الصواريخ
وبحسب التقرير على موقع "بازام العسكري" وترجمه موقع عكا للشؤون العسكرية فإن وحدة إنتاج الصواريخ التابعة لحماس والجهاد الإسلامي هي هيئة تشغل آلاف العمال في العديد من الوظائف، بدءاً بالأشخاص المسؤولين عن تهريب معدات الإنتاج، وتهريب المواد التي تنتج منها الصواريخ، وأولئك الذين يصنعون الصواريخ، ويجربونها، وبالطبع المهندسين الذين يشرفون عليها.
وأشار التقرير إلى أن تكلفة المواد لا تزال منخفضة، بضع مئات من الدولارات، ولكن هذا يجب أن تضيف إلى ذلك الأجور التي يدفعها الجهاز العسكري للعمال.
ماذا يقصف سلاح الجو؟
عندما يرد سلاح الجو على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، يعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن الطائرات المقاتلة هاجمت أهدافا لبنى تحتية وأهداف لتعاظم القوة وأهداف أخرى- "موقع بازام".
ويضيف الموقع حماس حفرت مساحات واسعة تحت الأرض لغرض إدخال المخارط وغيرها من الآلات اللازمة لتصنيع أو تجميع الصواريخ، وهذه جاءت إلى القطاع من خلال التهريب بالطبع، والهدف من ذلك هو جعل تحديد واكتشاف مواقع مصانع الإنتاج أمرًا صعبًا وكذلك جعل من الصعب على إسرائيل مهاجمتها.
وحسب زعم الموقع الإسرائيلي فإن مصانع إنتاج الصواريخ متصلة ببعضها بشبكة من الأنفاق تسمح بالوصول الآمن للعمال ونقل منتجات الإنتاج من جهة وجعل الصواريخ جاهزة من جهة أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، قاموا بتوزيع أو نشر المستودعات الموجودة تحت الأرض في جميع أنحاء القطاع، بما في ذلك في غرف محصنة
ويربط بين جميع هذه المستودعات شبكة واسعة من الأنفاق التي تتيح تنقل الناشطين ونقل الصواريخ من هناك إلى منصات الإطلاق بسهولة وبأقل قدر من الانكشاف.
ومعظم منصات الإطلاق كما ذكرنا(موقع بازام العسكري) توجد تحت الأرض، والحديث يدور عن منصات متعددة الفوهات، ويمكن لأفراد الذراع العسكري أن يقرروا ما إذا كانوا سيطلقون جميع الصواريخ من منصة، أو بعضها أو صاروخ واحد فقط.
والطريقة التي يتم فيها إخفاء منصات الإطلاق في غزة تجعل من الصعب على سلاح الجو مهاجمتها، والحماية التي بنوها حول منصات تعني أنه إذا لم تصب القنبلة بشكل مباشر على المنصة أو قريب منها بما فيه الكفاية، فهي لن تتضرر.
أيضا جاء في التقرير أن هذا جزء من السبب الذي جعل الجيش الإسرائيلي يفهم أن الطريقة الوحيدة لتدمير منصة هي الوصول إليها جسدياً مع الجنود بدلاً من مهاجمتها من الجو.
القدرات الصاروخية التي تمتلكها حماس والجهاد
بحسب زعم الموقع تمتلك كلا من حماس وحركة الجهاد الإسلامي سوياً حوالي 20000 صاروخ، وربما تستطيع حماس إطلاق حوالي 500-600 في يوم قتال واحد، حيث أنه وفقًا لبعض ما نشر في هذا الخصوص، يمكن أيضاً أن تصل إلى 1000 صاروخ في اليوم. أما بالنسبة للجهاد الإسلامي، فالأرقام أقل، لكن لا يزال الحديث يدور عن بضع مئات.