قال جارد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره الأول إنه "إذا لم يستوف الفلسطينيون الشروط المطلوبة، فهو لا يعتقد أن على إسرائيل المخاطرة بالاعتراف بهم كدولة".
وقال كوشنر في مقابلة مع فريد زكريا الذي يدير برنامج "الميدان العالمي العام جي.بي.إس" على شبكة سي.إن إن : إن على الفلسطينيين أن يستوفوا الشروط الأمريكية- الإسرائيلية للحصول على دولتهم وفق الخارطة الأمريكية الجديدة التي نشرها البيت الأبيض يوم الثلاثاء (28 كانون الثاني 2020 الماضي)، مثل: الشفافية، واقتلاع الفساد، والدمقرطة، والصحافة الحرة ونبذ العنف، وإن "الولايات المتحدة وإسرائيل هما من يقرران إذا استوفى الفلسطينيون هذه الشروط أم لا".
وطلب مقدم البرنامج فريد زكريا من كوشنر توضيح الشروط التي تحددها الخطة للفلسطينيين.
وبعد إجابة كوشنر الذي طرح الشروط، رد زكريا قائلاً إنه "لا توجد دولة عربية واحدة تفي حالياً بالمتطلبات التي يُتوقع من الفلسطينيين الوفاء بها في السنوات الأربع المقبلة، بما في ذلك ضمان حرية الصحافة، والانتخابات الحرة والنزيهة، واحترام حقوق الإنسان لمواطنيها، والقضاء المستقل، إضافة إلى إنشاء مؤسسات مالية شفافة ومستقلة وجديرة بالائتمان قادرة على المشاركة في معاملات السوق الدولية".
وتساءل زكريا: "أليست هذه مجرد طريقة (تعجيزية) لإخبار الفلسطينيين أنكم لن تحصلوا أبداً على دولة بالفعل؟" قاتلاً بذلك حل الدولتين، فرد عليه كوشنر بالقول: "هل تقول إنه لا ينبغي أن تكون لدينا هذه المعايير، كيف نجعل إسرائيل تقدم تنازلات في النزاع الإقليمي؟".
ثم أضاف كوشنر أن إسرائيل أصبحت "قوة قوية" على الرغم من كونها "تعرضت للهجوم عدة مرات عبر التاريخ".
وقال كوشنر: "بالنسبة للفلسطينيين، إذا كانوا يريدون أن يعيش شعبهم حياة أفضل، فلدينا الآن إطار عمل للقيام بذلك". "إذا لم يظنوا أنهم يستطيعون الالتزام بهذه المعايير، فعندئذ لا أعتقد أننا يمكن أن نجعل إسرائيل تخاطر بالاعتراف بهم كدولة، للسماح لهم بالسيطرة على أنفسهم، لأن الشيء الوحيد الأكثر خطورة مما لدينا الآن هو دولة فاشلة".
ويستمر كوشنر منذ إعلان الخطة الأسبوع الماضي بتوبيخ الفلسطينيين مردداً: "لقد رفضوا الخطة قبل أن يروها، وظنوا أنها لن تكون جيدة كما اتضح... هذه الحظة فارقة بالنسبة لهم حتى يظهروا للعالم ما إذا كانوا مستعدين حقاً لأن يصبحوا دولة أم لا".
ولقيت "صفقة القرن" إشادة كبيرة من إسرائيل، حيث وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ "فرصة القرن"، في حين رفضها الرئيس محمود عباس، مؤكداً أن حقوق الشعب الفلسطيني ليست للبيع.
واعتبر فريق من المحللين الإسرائيليين أن "صفقة القرن" أعادت فجأة القضية الفلسطينية إلى موقع الصدارة، ولن تصب في مصلحة إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو شخصياً.
وقال المحلل الإسرائيلي إيهود يعاري على القناة "12" الإسرائيلية عقب انتهاء اجتماع جامعة الدول العربية (في القاهرة يوم 1 شباط 2020) عن الرئيس محمود عباس إن عباس سيطر على زعماء المنطقة (القادة العرب)، وجرهم إلى إصدار بيان يرفض صفقة القرن.
وأضاف أن "هذه صفعة لنتنياهو، وهذا إنجاز كبير على المستوى العربي، لأن بيان الجامعة العربية سيمهد لاستصدار قرار من القمة الإسلامية والأمم المتحدة لرفض (صفقة القرن)، وإذا تم ذلك فإنه سيعني وفاة الصفقة قبل أن تعيش".
واعتبر محللون آخرون أن الصفقة تعكس جهل صانعيها بالوقائع على أرض الصراع العربي الإسرائيلي، وأن نتنياهو سيخسر أصوات الناخبين نتيجة إعلان الصفقة.
وأشار معلق الشؤون السياسية في قناة (12) أمنون أبراموفيتش إلى أن "من كتب الصفقة لا يفقه شيئاً في الواقع، ففريدمان وكوشنر وغرينبلات منفصلون عن الجغرافيا، ومن ثم فإن صفقة كهذه تحتاج لاستفتاء شعبي لسنوات لتنفذها. حتى النفق بين ترقوميا وغزة يحتاج لعشرات المليارات وعشر سنين".
من جهتها، أكدت الصحافية الإسرائيلية رينا متسليح أن "ترامب أعاد وضع القضية الفلسطينية على رأس أولويات الحملة الإعلانية الانتخابية الإسرائيلية بعد أن ظن الإسرائيليون أنهم تجاوزوا هذه النقطة، وأنه لم يعد هناك شيء اسمه القضية الفلسطينية في الحملات الانتخابية".