عمق إرجاء رئيس الحكومة، الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، جلسة الحكومة التي كانت مقررة، أمس الأحد، للمصادقة على "صفقة القرن"، الخلافات حتى بين قيادة المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، الذين يطالبون اتخاذ إجراءات أحادية الجانب بضم المستوطنات وغور الأردن مع تأكيدهم على رفضهم ومعارضتهم للخطة.
وحيال الخلافات في وجهات النظر، أعلن رئيس مستوطنة "أرئيل"، إيلي شابيرو، اليوم الإثنين، عن الانسحاب من عضوية مجلس المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وذلك بسبب المعارضة الشديدة التي يبديها قيادات المستوطنين للخطة الأميركية.
وقال رئيس مستوطنة "أرئيل" في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان" إن "هناك اختلافات كبيرة في الرأي بين المجلس وبيني"، مؤكدا أنه يدعم "صفقة القرن"، ويعتبرها "أفضل ما تمكنت إسرائيل من تحقيقه".
وتعكس هذه الخلافات الضغوطات التي يتعرض لها نتنياهو، الذي طار صباح اليوم الإثنين، إلى أوغندا، حيث لا تنحصر المعارضة لصفقة القرن على قادة المستوطنين وإنما تشمل أيضا وزراء حكومته من تحالف أحزاب اليمين، وأيضا معارضة داخلية من حزب الليكود.
وتواصل هذه الشخصيات والتيارات السياسية ممارسة الضغوطات على نتنياهو وتطالبه الإعلان خلال جلسة الحكومة في الأسبوع المقبل، عن ضم المستوطنات وشمال البحر الميت والأغوار وأجزاء من الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية.
وأمام الإصرار اليمين على ضم المستوطنات والأغوار، يواجه نتنياهو أيضا معارضة خارجية تتمثل بالموقف الأميركي الذي عبر عنه مستشار وصهر الرئيس الأميركي، جارد كوشنر، بامتناع إسرائيل عن أي إجراءات فورية خصوصا بكل ما يتعلق بالضم وفرض السيادة.
ويبدي وزراء اليمين وقادة المستوطنين المعارضة لـ"صفقة القرن" كونها تشمل مبدأ دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وتأتي معارضتهم للخطة الأميركية، وذلك على الرغم أن الدولة المقترحة لا تشمل أي مقومات دولة، وقوبلت برفض من الشعب الفلسطيني بكل أماكن تواجده.
وعبر رئيس مجلس المستوطنات "يشع"، دافيد لحياني، عن معارضته للخطة الأميركية، وانتقدها بشدة، ودعا إلى إلقاء الخطة في سلة النفايات بزعم أنها تشكل خطرا على وجود دولة إسرائيل، على حد قوله.
من ناحية أخرى، قال رئيس مستوطنة "أرئيل" إن "قرارات مجلس المستوطنات لا تتوافق مع المتعارف عليه. يجب اتخاذ القرارات معا. لقد اتخذت قرارات مختلفة عما تم استعراضه في وسائل الإعلام، هناك خلافات بين رؤساء المستوطنات، فسلوك المجلس يضر بمصالحه وبرؤساء السلطات الأخرى".
وأضاف شابيرو في المقابلة "الدولة الفلسطينية ليست شيئا جديدا. تحدث رابين عن ذلك، وتحدث عن ذلك باراك ، وشارون وأولمرت، ونتنياهو تحدث أيضا عن حل دولتين".
وأوضح أن هذه الخطة تتحدث ولأول مرة عن قدرة إسرائيل على الحفاظ على المصالح الأمنية في الدولة الفلسطينية، وأنه من أجل الوصول إلى دولة فلسطينية، يتعين على الفلسطينيين اتخاذ الكثير من الخطوات.
ووجه شابيرو انتقادات شديدة اللهجة إلى قيادة المستوطنين، لافتا إلى أن الكثير من رؤساء المستوطنات يعتقدون مثله بضرورة دعم "صفقة القرن"، قائلا "لا أستطيع أن أفهم لماذا يجب أن يخاف رئيس السلطة المنتخب أن يقول الأشياء كما هي. هناك الكثير من رؤساء المستوطنات مواقفهم شبيهة لموقفي".
وأضاف "أعتقد أن هناك مجموعة صغيرة من قيادات المستوطنين الذين يجرون مجلس المستوطنات إلى أماكن غير محبذة، لست متأكدا من ماهية الاعتبارات. فبعض أعضاء المجلس الذين يعارضون بشدة الخطة هم أعضاء في الليكود، وقد سافروا إلى واشنطن لعلمهم أنهم يتحدثون عن دولة فلسطينية بالخطة الأميركية".