قالت "كايروس فلسطين- وقفة حق" إن "صفقة القرن" كانت في الواقع صفعة للتاريخ والإنسانية والشعب الفلسطيني، وصفعة للكرامة الأميركية نفسها.
وأكدت في بيان لها، اليوم الخميس، أن "الطرح الأميركي -الإسرائيلي مبني على تكريس السيطرة الإسرائيلية على كامل أرض فلسطين، وضرورة خضوع الشعب الفلسطيني لهذه السيطرة، مقابل وعود اقتصادية أقرب إلى عملية شراء الناس بل روح الشعب بالمال، والذي يسعى لشرعنة الاحتلال وشطب تاريخ الشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعية الثابتة، وفي مقدمتها حق العودة وحق تقرير المصير، في تمهيد لتصفية القضية الفلسطينية وإسدال الستار عليها بشكل نهائي".
وتابعت أن "القدس جوهر الصراع، ولا يمكن إعلانها على يد أي سلطة بشرية عاصمة لإسرائيل وحدها، هي عاصمة لله وللبشرية، وهي عاصمة لأهلها الفلسطينيين أيضا، ولا يمكن اعتبار أي حل من دون تثبيت الحق الفلسطيني فيها".
وأضافت أن "الولايات المتحدة الأميركية أعلنت نفسها صراحة أنها طرف في الصراع وليست وسيط سلام، معتبرة هذه الصفقة، والتي خلت من اية اشارة للقانون الدولي او لمقررات هيئة الامم، هي العرض الاخير للفلسطينيين وحملتهم المسؤولية الكاملة، في حال رفضهم لهذه الصفقة، عن ما سيحصل لهم".
ودعت إسرائيل والولايات المتحدة والعالم لـ"أن يصغوا إلى صوت الله القائل لهما في هذه الأرض المقدسة، وفي العالم كله: لا تسرق ولا تقتل. فيتوقفوا عن قتل الشعب الفلسطيني وسرقة أرضه"، بقي أن يصغوا إلى صوت الله، وإلى صوت الضمير، وأن يدركوا الحقيقة التي لا يمكن تغييبها، وهي أن الشعب الفلسطيني حي، طالبَ بحقوقه منذ مئة سنة وحتى اليوم، وسوف يبقى يطالب بحقوقه حتى ينالها".
وشددت على أن "طريق السلام واحدة، وهي المساواة الكاملة بين الشعبين، السلام الإسرائيلي مشروط بالسلام الفلسطيني، بل البقاء الإسرائيلي نفسه مشروط بالسلام العادل مع الفلسطينيين. وإلا فإن إسرائيل، بالرغم من كل جبروتها، ستبقى تعيش في الخوف وفي انتظار المستقبل المجهول. وكما قلنا في وثيقة وقفة حق/ كايروس إنّ مستقبلنا ومستقبلهم واحد، إمّا دائرة عنف نهلك فيها معًا، وإمّا سلام ننعم به سويَّة".
وقالت إن "السيد ترمب لم يقدم أي شيء لتوفير هذه المساواة بل ثبت السيطرة الإسرائيلية والخضوع الفلسطيني لها، وهذا يعني أن الصراع سيتسمر والدماء ستستمر والكراهية واللاإنسانية ستستمر، وأما المال الكثير المعروض على الفلسطينيين، فإنه صفعة في وجه كل فلسطيني، بل صفعة في وجه الإنسانية، لأنه عودة إلى عصر العبودية لما كان الإنسان يشترى ويباع. ليست القدس سلعة تباع ولا الإنسان الفلسطيني يباع".
وبينت أن "صنع السلام يقتضي من السيد ترمب ومن قادة إسرائيل أن يحترموا الإنسان في أنفسهم، وفي الشعب الفلسطيني، فيعاملوه معاملة الإنسان للإنسان، ولا يفيدهم أن يتهموه بالإرهاب، ليسكتوا ضمائرهم ويغطوا الإرهاب الذي يمارسونه هم في تعاملهم مع الشعب الفلسطيني، صنع السلام أخيرا يقتضي احترام الشرعية الدولية وتطبيق القرارات الدولية المتخذة في هذا الصراع، ويقتضي من الأسرة الدولية أن تشتد في تطبيق قراراتها كما فعلت وما زالت تفعل مع سائر شعوب المنطقة".
وطالبت "الكنائس والمسيحيين في كل العالم بالوقوف أمام الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، ومطالبة دولها برفض صفقة القرن رفضا قاطعا، والتأكيد أن لا سلام إلا بالعدل، والعدل يكون بإنصاف المظلومين وانهاء الاحتلال وإعطاء الفلسطينيين كامل حقوقهم".
وختمت أن "الأوان آن لكل من يهمه أمر السلام وتوفير الأمن في الشرق الأوسط أن يفتح عينيه ليرى الحقيقة، ولا يتوهم بقوته العسكرية أو المالية. السلام يصنعه أناس يريدون السلام، ويعرفون أن الطرف الآخر هو أيضا إنسان ومساوٍ لهم في الحقوق وفي الكرامة نفسها التي منحها الله للجميع".