قالت حركة "حماس"، مساء اليوم الأربعاء، عما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من تفاصيل حول "صفقة القرن" هي محاولة فاشلة لمعاندة التاريخ والسير عكس مجرى الحياة، وكسر السنن الراسخة التي أثبتت عبر آلاف السنين أن كل مَن حاول فرض إرادته على شعبٍ يقاتل من أجل حريته باء بالفشل الذريع، واندحر كما اندحر الطغاة من قبله، وسجلات التاريخ تزخر بحكايات الملاحم والبطولة في مقاومة المحتلين.
وأوضحت الحركة، في بيان صحفي، أن الشعب الفلسطيني ضرب أروع صور الصمود والثبات، وقدم في سبيل التحرير التضحيات الجسام، ولم يعطِ في أي مرحلة من مراحل الصراع الدنية والخنوع، حتى بات ملهمًا ثوريًا لكل شعوب الأرض، وقدّم رجالُه ونساؤه صورًا عظيمة للرفض والمقاومة والاستبسال والتمسك بالثوابت وكامل الحقوق.
واعتبرت أن ما أقدمت عليه الولايات المتحدة أمس إعلانًا صريحًا لوحدة الحال التي تجمعها مع الاحتلال الإسرائيلي، وإنها لم تكن يومًا من الأيام طرفًا وسيطًا أو حتى مجرد منحازة للاحتلال، وستتحمل الولايات المتحدة الأمريكية كما العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا التآمر القذر ضد قضيتنا وشعبنا.
ووجهت رسالة للشعب الفلسطيني قائلةً:" يا صخرة كأداء في وجه الرياح العواتي التي تستهدف قضيتكم على مدى سبعين عامًا من الاحتلال، ها هو الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يثير زوبعة جديدة في محاولة بائسة لممارسة القرصنة والعدوان على حقنا التاريخي في فلسطين، وحق فلسطين في الانعتاق والتحرر من الاحتلال، ولن تعدو محاولات ترمب ومَن وقف إلى جانبه كونها زوبعة في فنجان.
وأكدت رفضها التام والكامل لـ"صفقة العار"، وتجندنا الكامل لمواجهتها، وتسخير كل الإمكانات والمقدرات لإنجاح الخطوات العملية لصدها وإنهائها جنبًا إلى جنب مع كل قوى الوطن.
وبين أن الإعلان عن "صفقة العار" ما هو إلا محطة أمريكية جديدة من محطات التآمر للنيل من القضية الفلسطينية وتصفيتها والتنفيذ العملي لمحاولات الاحتلال شطب الوجود الفلسطيني وترحيله عن أرضه؛ وعليه فإننا نعتبر الولايات المتحدة شريكًا كاملًا للاحتلال في كل جرائمه السابقة واللاحقة.
ودعت الحركة شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده إلى مواجهة هذا الخطر الداهم على القضية الفلسطينية، ومن جميع المستويات الشعبية والسياسية والفصائلية، وبكل السبل والأدوات.
وطالبت إلى التنصل الفوري والسريع من كل المشاريع السياسية التي رعتها الولايات المتحدة الأمريكية سابقًا، وعلى رأسها اتفاق أوسلو برمّته، ووقف كل أشكال التعاون والتنسيق مع العدو الصهيوني الغادر.
وحول موقف الرئيس الرافض لـ"صفقة القرن" أشارت "حماس" إلى أنه يجب ترجمة هذا الرفض إلى برنامج عمل وطني مشترك متفق عليه لمواجهة "صفقة العار".
ودعت إلى ضرورة عقد لقاء وطني قيادي مقرر تنبثق عنه رؤية واضحة وخطوات عملية نحو مواجهة صلبة وقوية لصفقة العار المشؤومة.
وأعربت عن استنكارها مشاركة بعض الدول العربية في حفل إعلان المؤامرة، وندعو الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم كافة إلى الرفض الواضح والصريح لهذه الصفقة التي تستهدف الحق الفلسطيني في أرضنا ومقدساتنا.
وتابعت: "إن كل شبر من أرض فلسطين دونه أرواحنا، ولن نسمح للاحتلال ولا لمَن يقف خلفه بالبقاء فيها، فالأغوار والضفة الغربية ستبقى فلسطينية مطهرة من كل المستوطنات كما حيفا ويافا وعكا وكل فلسطين، وستظل القدس عاصمتنا الأبدية مهما حاولوا تزوير التاريخ وسلب الحقوق، وإن شعبنا البطل لن يفرط أو يتنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين، وستبقى فلسطين كل فلسطين حقًا خالصًا للشعب الفلسطيني الصامد".