التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في واشنطن أمس، الإثنين، مع عدد من قادة مجلس المستوطنات، بهدف معرفة رد فعلهم في حال شملت خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب،، لتسوية مزعومة للصراع الإسرائيلي – فلسطيني، "صفقة القرن"، دولة فلسطينية، حسبما ذكرت القناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية اليوم، الثلاثاء.
ونقلت القناة عن مصدرين شاركا في اللقاء مع نتنياهو، قولهم إن الأخير سأل قادة المستوطنين "كيف تعرّفون دولة؟ وإذا لم يكن لديها جيش، هل هذه دولة؟". وحسب القناة، فإن نتنياهو أراد معرفة التبعات السياسية لخطوة كهذه.
ووفقا للتفاصيل التي رشحت عن "صفقة القرن" في تقارير إعلامية، فإن هذه الصفقة تشمل دولة فلسطينية منزوعة السلاح على جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وتقضي بضم أجزاء واسعة منها إلى إسرائيل.
لكن المستوطنين قالوا إن نتنياهو رفض إعطاء تفاصيل حول الصفقة ومضمونها، وقال إنه تعهد لترامب بألا يكشف تفاصيل قبل خطابه المتوقع مساء اليوم. كذلك رفض نتنياهو الإجابة على أسئلة حول ما إذا كان سيتم طرح "صفقة القرن" في الحكومة الإسرائيلية والكنيست للمصادقة عليها، وإذا كان يعتزم ضم مناطق في الضفة. وقال نتنياهو إنه "ستحدث غدا أمورا كبيرة، دعونا ننتظر ونرى".
من جهة ثانية، بعث رؤساء المستوطنات رسالة إلى نتنياهو، أمس، وطالبوه بعدم الموافقة على "صفقة القرن"، بصيغتها التي تسربت إلى وسائل الإعلام. وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم، فإن المستوطنين يتخوفون من إخلاء مستوطنات وبؤر استيطانية عشوائية وإقامة دولة فلسطينية.
وكتب المستوطنون في رسالتهم أن "فرض السيادة الإسرائيلية على مناطق الوطن في يهودا والسامرة بعد 53 عاما من الانتظار، وترسيخ مجمل المستوطنات على الأرض، هو أمر مفرح... وإلى جانب ذلك، فإنه بحسب ما يُنشر في وسائل الإعلام، يوجد خطر ليس مستبعدا ألا تفرض إسرائيل سيادة سوى على المستوطنات الإسرائيلية، وبضمنها حزام أمني صغير حولها. وفي وضع كهذا ستتحول جميع المستوطنات إلى جيوب، ولا يمكننا الموافقة على ذلك".
وأردف قادة المستوطنين أنه "لن نوافق على منح تفويض للسلطة الفلسطينية لكي تبني جدران قرب مستوطناتنا وتحويلها إلى حلقات خانقة. ولن نتمكن بأي شكل تحمل واقع يسير فيه أولادنا وعائلاتنا في طرق محاطة. وإذا فعلت إسرائيل ذلك، فإنها تتخلى بأيديها عن أمننا... وإذا لم تتم الاستجابة لمطالبنا، سنضطر إلى معارضة الخطة، وخاصة عندما يكون الحديث عن حياتنا وحياة أولادنا".
وحسب القناة 13، فإنه لا يتوقع أن تعارض دول الخليج العربية "صفقة القرن"، وإنما إصدار بيان يؤيدها والقول إنها تشكل "بداية جيدة". لكن القناة نقلت عن مسؤول رفيع في إحدى دول الخليج، قوله إنه على الرغم من البيان المتوقع، لكن إذا سمحت الولايات المتحدة، في إطار "صفقة القرن"، لإسرائيل بضم أجزاء من الضفة بشكل فوري، فإن دول الخليج ستضطر إلى التنكر للصفقة.