بين عشية وضحاها، وبعيد تجمع قرابة الـ 40 ملكاً ورئيس دولة في إسرائيل، انحرفت الأضواء فجأة نحو ما يعرف إعلامياً بـ "صفقة القرن".
نائب الرئيس الأمريكي "مايك بينيس"، يخطف الأضواء ويجذب وسائل الإعلام الإسرائيلية نحو تصريحه، بدعوة زعيمي أكبر حزبين سياسيين في إسرائيل، "بنيامين نتنياهو وبيني غانتس"، للبيت الأبيض الأمريكي، للاطلاع على آخر التطورات فيما يتعلق بما يسمى خطة السلام الأمريكية "صفقة القرن".
إن كان يعلم "نتنياهو" بالموعد مسبقاً أو لم يعلم، فالمؤكد أنه سيكون المستفيد الأول في الساحة السياسية الإسرائيلية، كون الإعلان عن خطة السلام قبيل الانتخابات الإسرائيلية بخمسة أسابيع فقط.
المعارضة الإسرائيلية لن تكون سعيدة بفرض السيادة على مزيد من الأراضي الفلسطينية، قبل أن يحاكم "نتنياهو" بقضايا الفساد التي يحاول تجاهلها.
"صفقة نتنياهو للقرن"
بعدما تأكد نشر تفاصيل "صفقة القرن" قبل الانتخابات الإسرائيلية بخمسة أسابيع، بدأت تشتعل فوضى سياسية في إسرائيل.
إذ اعتبر الكاتب والصحفي السياسي الإسرائيلي "ناحوم بارنياع"، أن توقيت نشر "صفقة القرن"، هو مرساة النجاة لـ"نتنياهو".
وتابع "ناحوم" في مقال نشره عبر صحيفة "يديعوت أحرونوت العبرية" تحت عنوان "صفقة نتنياهو للقرن"، من الواضح أن نتنياهو يريد الصفقة، فالأحداث في واشنطن ستشتت الانتباه عن مناقشات الكنيست حول الحصانة بسعادة غامرة.
وأشار المحلل الإسرائيلي أنه في حال ذهب "غانتس" إلى واشنطن، فسيكون ذلك احتفالاً بين ترامب ونتنياهو، ولكن إذا فعل العكس فسوف يشعران بالحرج ويفقد "نتنياهو" الأصوات.
وحذر "ناحوم" من أن نشر الصفقة قبل الانتخابات، سيغير بشكل أساسي المقاربة التي كانت مقبولة لجميع الحكومات الإسرائيلية، اليمين واليسار حول مبادرات التسوية الأمريكية.
تدخل في الانتخابات الإسرائيلية
من جانب آخر اعتبر عدد من المحللين والمختصين في الشأن الإسرائيلي، أن تلاعب الولايات المتحدة الأمريكية في موعد نشر خطة "صفقة القرن"، هو تدخل أمريكي في الانتخابات الإسرائيلية.
مشيرين في ذلك إلى أن نشرها قبل الانتخابات الإسرائيلية بخمسة أسابيع، سيعزز مكانة نتنياهو أمام خصومة السياسيين، وسيزيد من فرصته لكسب مزيد من الأصوات.
المختص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، رأى في الاستدعاء الأمريكي لنتنياهو وغانتس الأسبوع المقبل لبحث صفقة القرن، يتمحور حول ثلاثة حقائق.
وأوضح أبو عامر في منشور له عبر موقع الفيس بوك، أن أول حقيقة لهذا الاستدعاء، هو التدخل الأمريكي الفج في الانتخابات الإسرائيلية لصالح اليمين المتطرف.
فيما تتمثل الحقيقة الثانية بتغييب كامل للفلسطينيين أصحاب القضية؛ وثالثا محاولة لفرض الصفقة على الأرض؛ وعلى المتضرر من ذلك تحضير بيانات الشجب والاستنكار.
فوضى في إسرائيل
تشهد إسرائيل منذ مساء أمس الخميس حالة من الترقب الحذر، والانتظار بشغف لما ستؤول إليه الأحداث خلال الأسبوع القادم فيما يخص "صفقة القرن".
المتابع والمختص في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات قال، إن حالة من الفوضى السياسية لأول مرة في إسرائيل، فلا قائد، ولا زعيم، ولا سياسي، ولا عضو كنيست، قادرين على فهم حقيقة ما يحدث.
وأضاف بشارات، "أن بيني جانتس وبعد اتهامه بفقدان الاتجاه، وضعف القدرة على التقدير السياسي العميق، يفكر بالتراجع عن موافقته الذهاب لواشنطن مع نتنياهو، خاصة بعد اكتشافه أن الموضوع منسق بين ترامب ونتنياهو".
وتابع، "ليبرمان استشعر أنه مهمش منذ يومين، وأن الأمور تُلعب لصالح نتنياهو، فخرج بتصريح قال فيه: أن الوقت ليس مناسباً الآن لنشر صفقة ترامب، تستطيع أن تنتظر حتى 3 مارس، علينا التركيز على الحصانة وضم الغور".