تحتضن منطقة الواحة الساحلية من شمال غربي قطاع غزة، منذ عدة سنوات، "غابة" صبار تضم اكثر من 3 آلاف صنف من هذا النبات الذي تتعدد فوائده واستخداماته.
ورغم الحصار والأوضاع الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، إلا أن القائمين على المدينة أو كما "الغابة" كما يحبون ان يطلقوا عليها، نجحوا طوال الـ 15 الأخيرة، في الحفاظ عليها وتنميتها، حتى غدت اقرب لتحفة نباتية، رغم أنها قريبة من "الحدود" شمال غرب القطاع حيث تنتشر قوات الاحتلال.
واوضح هشام بدر (48 عامًا)، الذي يشرف على "غابة أو مدينة الصبار" بان مساحتها تبلغ حوالي 20 دونم، وتضم 3 آلاف نوع من الصبار، كل نوع منها يشمل ما بين 400 إلى 600 صنف مختلف، موضحا أن من بين الأصناف الموجودة "العصاريات"، و "الأدينيوم" المسمى (زهرة الصحراء)، وأنواع أخرى مثل "الزينة الغريبة" التي نادًرا ما تنمو.
ولفت بدر في حديث لـ "القدس" إلى عدم وجود ما يماثل هذه الغابة في فلسطين، وحتى في الوطن العربي من حيث مساحتها والأنواع التي تحتويها، مشيرًا إلى أنه تم تأسيسها قبل 25 عامًا، حين بدأ بجلب العديد من أنواع الصبار كهواية خاصة، ثم عمل لاحقًا على تكثيرها من خلال البذور والأسمدة الخاصة حتى أصبحت مع مرور السنوات بهذه الضخامة والمساحة والكم الهائل من الانواع.
وقال انه كان يجلب مثل هذه الأنواع من الصبار بطرق مختلفة من الولايات المتحدة الأميركية، والصين، ومصر، ودول أخرى، وأنه كان يعمل على إدخال ما بين 5 إلى 10 فتلات زراعية صغيرة جدًا، من هذا الصبار كل شهر أو شهرين، حتى لا يتم منع إدخالها، أو مصادرتها عبر المعابر، حتى أصبحت لديه كميات كبيرة منها عمل على زراعتها وتكثيرها رغم الصعوبات التي واجهها في البداية.
وسعى القائمون على المدينة منذ سنوات قليلة لمحاولة تسويق هذه الانواع من الصبار، إلا أن الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض منذ نحو 15 عامًا على قطاع غزة، حرمهم من تصدير أي كميات، أو استيراد أنواع أخرى.
وبين بدر أنه أصبح لديهم كميات كبيرة من الصبار، وتحولت جهوده من هواية إلى مجال أكبر لاحتواء كافة الأصناف وتسويقها، مشيرًا إلى أن عملية التسويق داخل غزة صعبة، خاصةً وأن أسعارها عالية وقد تصل احيانا إلى نحو (600 شيكل) ( نحو 170 دولار)، للنبة الواحدة، وهو ما يصعب على المواطن شرائها بشكل دائم، رغم جمال شكلها.
وأشار إلى إقبال ضعيف ومحدود من المواطنين على شراء مختلف الانواع، لكن الكثير من المواطنين يزورون المدينة بهدف مشاهدة هذه الانواع.
ولفت إلى أن الاحتلال يمنع تصدير هذه النبانات عبر المعابر، ونقلها الى الضفة الغربية او بعض البلدان العربية والاجنبية، معربًا عن أمله في أن يتم في المستقبل القريب السماح لهم بتصدير أي كميات للخارج كما يتم تصدير المنتجات الاخرى مثل الفراولة و الورود من غزة إلى دول مختلفة.