امتنعت إسرائيل عن الاحتجاج لمصر، بعد أن استبعدتها الأخيرة من "حدث يهودي" ستقيمه الجمعة في الإسكندرية. وسيفتتح وزير الآثار المصري الجمعة رسميا، كنيس "النبي إلياهو" القديم في الإسكندرية، بعد أن رُمم مؤخرا. ودعت مصر إلى حفل التدشين 25 سفيرا أجنبيا، بما في ذلك سفراء دول عربية، لكنها لم تدع ممثلين عن السفارة الإسرائيلية، وبالتالي فإنه لن يحضر الحفل أي ممثل عن إسرائيل.
لكن السلطات المصرية دعت 25 شخصا من الطائفة اليهودية في الإسكندرية، لحضور حفل التدشين. وأحد الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى الامتناع عن الاحتجاج، هو أن الجالية اليهودية في الإسكندرية، ستقيم حفل تدشين آخر للكنيس لاحقًا، بمشاركة ممثلين إسرائيليين. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية ردًا على ذلك، "ستحضر السفارة الإسرائيلية في القاهرة، حفل الافتتاح الذي سيعقد في وقت لاحق".
ويقع كنيس "النبي إلياهو" في شارع "النبي دانيال" في وسط مدينة الإسكندرية شمال مصر، ويعد من أقدم وأشهر كنس اليهود في الإسكندرية، حيث بني في العام 1354، وتعرّض للقصف في الحملة الفرنسية على مصر، عندما أمر نابليون بونابرت بقصفه. وأعادت الطائفة اليهودية بناؤه مرة أخرى في العام 1850، بعد سماح أسرة محمد علي باشا لهم بذلك.
وفي العام 1948، تم تصميمه وإعادة بنائه من قبل المهندس المعماري الإيطالي ليون برازيلون، في شكل يشبه كاتدرائية أوروبية كبيرة. ولكن في ذلك العام، غادر عدد كبير من اليهود المصريين بلادهم إلى إسرائيل بعد قيامها في ذات العام. ومنذ تلك اللحظة، عانى المبنى من حالة سيئة بسبب مرور الوقت وتسلل المياه من سقفه.
وقبل 3 أعوام، أشرفت وزارة الآثار المصرية على ترميم هذا الكنيس، على نفقة الحكومة المصرية، بمبلغ وصل إلى 4 ملايين دولار. ويتسع الكنيس لـ 700 شخص، ويحتوي على مكتبة مركزية قيّمة، تحوي نحو 50 نسخة قديمة من التوراة، ومجموعة كتب أخرى يعود تاريخ بعضها إلي القرن الخامس عشر.