ندد مدير إدارة السياسات والتخطيط في وزارة الخارجية القطرية، خالد فهد الخاطر، الأربعاء، بـ "مساهمة السياسات الانتهازية لبعض الدول في المنطقة تجاه إيران، في خلق بيئة تؤدي إلى المزيد من التوتر والتصعيد والمواجهة".
وأضاف الخاطر، خلال كلمة له في "منتدى طهران للحوار الإقليمية" في العاصمة الإيرانية طهران، أن "هذه السياسات لم تساهم في الأزمة التي نعاني منها اليوم في المنطقة فحسب، بل ساهمت أيضًا في حدوث انقسامات بين دول المنطقة، مثل اليمن وليبيا".
وأوضح أن "المحاولات الانقلابية الفاشلة والحصار والتصرفات المنفلتة الأخرى لم تؤثر سلبًا في المنطقة فحسب، بل عززت أيضًا التدخلات الخارجية، لتدعم بها تلك الدول طموحاتها."
وتابع أن "هذه الدول نفسها تدعو اليوم إلى خفض التصعيد، وتريد أن تتجنب المواجهة التي كانت نتاجًا للسياسات نفسها التي كانت تتبعها إلى الأمس القريب."
وتشهد منطقة الشرق الأوسط، منذ أشهر، توترات بين إيران من جهة، والولايات المتحدة الأمريكية ودول إقليمية حليفها لها، وخاصة السعودية، من جهة أخرى، على خلفية ملفات عديدة.
وشدد الخاطر على أن "العلاقات بين قطر وإيران ظلت في المقابل متوازنة دائمًا وأبعد ما تكون عن الانتهازية، لأنها تستند إلى مبادئ أساسية في سياستنا الخارجية، وبالتالي تعمل كجسر لمبادرات التعايش السلمي".
وأضاف أن "إيران والدول الأخرى في الخليج، بما فيها العراق، تمر بمرحلة عصيبة تتسم بالكثير من التحديات".
وتابع أن "القرارات التي تُتخذ في هذه الفترة الحاسمة سيكون لها نتائج تؤثر علينا جميعًا في المنطقة وخارجها."
ورأى أن "هناك عاملين يقفان خلف ما تعانيه منطقة الخليج منذ عقود، وهما وجود مشكلة منهجية على مستوى المنطقة، وحاجة المنطقة إلى مقاربة شاملة لمعالجة مصادر عدم الاستقرار والنزاعات".
وشدد على أنه "ليس من الضروري أن تمر المنطقة بدورة أخرى من الحروب التي ستؤثر عليها لعشرات السنين، وليس هناك حاجة لإضافة مصدر آخر للنزاع والحرب وعدم الاستقرار، تروح بسببه الكثير من أرواح شعوب المنطقة".
وأضاف أن الدوحة تؤمن بوجوب أن يقوم الأمن الجماعي في منطقة الخليج على مبادئ عدم الاعتداء، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وعدم التعدي على الحدود الدولية.