هيئة الأسرى و"القدس المفتوحة" تكرمان عائلة الشهيد سامي أبو دياك

الأربعاء 08 يناير 2020 02:06 م / بتوقيت القدس +2GMT



رام الله / سما /

كرمت هيئة شؤون الأسرى والمحررين وجامعة القدس المفتوحة، اليوم الأربعاء، عائلة الشهيد الأسير سامي أبو دياك، أحد طلبة برنامج التعليم في سجون الاحتلال، الذي تنفذه الجامعة بالتعاون مع هيئة الأسرى، وذلك في مقر رئاسة الجامعة بمدينة رام الله.

وسلم رئيس مجلس الأمناء عدنان سمارة، ورئيس الجامعة د. يونس عمرو، ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، شهادة البكالوريوس الفخرية لعائلة الشهيد الطالب سامي عاهد أبو دياك، ودرعاً تكريمية.

وقال سمارة في التكريم: "كنا نتمنى في هذا اليوم أن يكون سامي بيننا، لنعبر له عن اعتزازنا وفخرنا بهذا المناضل الكبير، ولكن أراد الله له الشهادة، والشهداء خير منا جميعاً"، مضيفاً: ان من أهم أهداف الجامعة هو "الأخذ بيد مناضلينا وأسرانا وعائلات شهدائنا، ولقد وفرنا التعليم للمحررين، ونوفره اليوم لأبناء شعبنا في خمسة سجون يقبع بها أسرى الحرية".

من جانبه، قال اللواء أبو بكر: "نحن اليوم في جامعة القدس المفتوحة لتكريم الأسرى والشهداء وعائلتهم، وهي تثبت كل يوم أنها نصير الأسرى وأبناء الشهداء، وهي جامعة وطنية بالدرجة الأولى، ونحن بحضرة عائلة الشهيد سامي أبو دياك، الذي تميز عن كثير من الشهداء، فقد أصابه قبل 5 سنوات مرض السرطان بسبب الإهمال الطبي، وعانى خلالها الكثير جراء الإهمال والسجن".

وأضاف اللواء أبو بكر: ان أبو دياك استشهد بين زملائه في السجن، وكان يتمتع بمعنويات عالية جدا رغم كل محاولات الاحتلال لكسر ارادته".

وتابع: "ان الأسرى في سجون الاحتلال يعانون الكثير من ممارسات الاحتلال، خصوصا في فصل الشتاء حيث يعاني الأسرى من عدم توفر الأغطية والماء الساخن، إلى جانب الاقتحامات المتكررة للسجون، وثمة سجون أخرى غرقت بالمياه بفعل الأمطار، فالمعاناة متواصلة وبحاجة إلى تدخل دولي لوضع حد لها".

مشيراً إلى أن: "المعاناة صفة عامة لجميع الأسرى القابعين في سجون الاحتلال، فالسجون مليئة بالأشبال في الوقت الحالي، فأكثر من 200 طفل فلسطيني موجودون في السجون، والعشرات حوكموا من سن 12 سنة، وحكم على بعضهم بأكثر من عشر سنوات سجنا. كما أن الاحتلال يفرض اليوم حرباً اقتصادية على الأسرى في الوقت الحالي، خصوصاً الأسرى من أراضي 48. وها هي معركتنا لا تزال مفتوحة مع الاحتلال".

من جانبه، قال د. عمرو: "نلتقي لتكريم مناضل من مناضلي فلسطين بذل دمه دفاعاً عن الأرض والعرض، وهو الشهيد سامي أبو دياك، الذي نعتز به، هو وإخوانه من شهدائنا ومناضلينا في جامعة القدس المفتوحة بوجه خاص، وفي سائر الوطن ومؤسساته بوجه عام، مسجلين لهذه الجامعة أنها تبنت الأسرى القابعين خلف القضبان والمحررين الذين قيّض لهم الخروج، وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهيئة الأسرى والمحررين.

وأضاف ان "أبو دياك هو أحد فوارس جامعة القدس المفتوحة الذي كان يتلقى التعليم داخل السجون هو وشقيقه سامر. والشباب المناضلون، وعلى رأسهم الشهيد أبو دياك، حملوا السيف في يد والقلم في أخرى، ونحن اليوم نكرم الشهداء والأسرى بهذه الشهادة الفخرية، متمنين سرعة الإفراج عن كافة المعتقلين، وآملاً أن تكون هذه المناسبة حافزاً لمواصلة دعم الأسرى والوقوف إلى جانبهم".

وأضاف ان "الجامعة تولي اهتماماً خاصاً بالأسرى والمحررين والمناضلين الفلسطينيين بوجه عام، فضلاً عن المرأة التي حظيت باهتمام خاص. ولدينا اليوم على مقاعد الدراسة حوالي 1200 طالب بين ملتحق وخريج في أقبية السجون، وتبذل الجامعة بالتعاون مع هيئة شؤون الأسرى والمحررين جهوداً كبيرة ليحصل الأسرى على علومهم المطلوبة".

وقال إن "القدس المفتوحة" أدت رسالة مهمة لهؤلاء الأسرى، خاصة المحررين، بتوفير التعليم لهم ليحيوا حياة كريمة.

من جهته، قال مساعد رئيس الجامعة لشؤون الطلبة د. محمد شاهين، إن جامعة القدس المفتوحة "تنفذ برامجاً لتعليم الأسرى داخل سجون الاحتلال على مدى السنوات الماضية، والذي جاء نتاجاً لمذكرة التفاهم بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وهيئة شؤون الأسرى، وجامعة القدس المفتوحة؛ ليشمل حتى الآن 5 سجون يلتحق به حوالي 900 طالب أسير".

وأضاف: ان هذا البرنامج مميز، وقد تخرج منه حوالي 200 طالب حصلوا على شهادات البكالوريوس في عدد من التخصصات التي تقدمها الجامعة، ويجري التدريس في خمسة سجون: النقب، وريمون، وجلبوع، ونفحة، وعسقلان.

من جانبه، قال راغب أبو دياك، ممثل عائلة الشهيد أبو دياك، إن "سامي كان فلذة كبد العائلة، وهو شهيد خالد فينا، ولم يكن استشهاده إلا جزءاً من المسلسل التآمري بحق شعبنا الفلسطيني، ونحن نشكر القدس المفتوحة على هذه اللفتة الكريمة من هذا الجسم الوطني، وبكل ما قدمته -منذ نشأتها- لشريحة الأسرى والشهداء وعائلاتهم، فقد كانت شريكاً حقيقياً في نهضة شعبنا الفلسطيني على طريق تحقيق هدفه الأكبر بإقامة الدولة الفلسطينية والتحرر من الاحتلال".

وأضاف: ان "القدس المفتوحة مؤسسة وطنية بامتياز، وسارت جنباً إلى جنب مع الأسرى، فأفشلت مساعي الاحتلال، إذ حولت تلك السجون من مقابر لدفن الأحياء إلى مناهل علم ومعرفة"، وتابع: "أتت الجامعة بنكهة وطنية بامتياز لتحقق حلم الأسرى بالتعليم الذي أصبح حقيقة. أما عني فقد تخرجت من هذه الجامعة بعد خروجي من الأسر، أما الآن فأشغل موقعاً في مؤسسات دولة فلسطين".

وفي الختام، تلا د. جمال إبراهيم نص منح شهادة البكالوريوس الفخرية للطالب الشهيد أبو دياك، وتبادلت جامعة القدس المفتوحة وهيئة شؤون الأسرى الدروع التقديرية.

يذكر أن الشهيد أبو دياك (36 عاماً)، من بلدة سيلة الظهر في محافظة جنين، استشهد بتاريخ 26 تشرين الثاني 2019، بعد عملية قتل بطيء استمرت منذ عام 2015، حيث تعرض لخطأ طبي عقب خضوعه لعملية جراحية في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي، وتم استئصال جزء من أمعائه، وأُصيب جرّاء نقله المتكرر عبر ما تسمى بعربة "البوسطة" - التي تُمثل للأسرى رحلة عذاب أخرى- بتسمم في جسده وفشل كلوي ورئوي، وعقب ذلك خضع  لثلاث عمليات جراحية، وبقي تحت تأثير المخدر لمدة شهر موصولاً بأجهزة التنفس الاصطناعي، إلى أن ثبت لاحقاً إصابته بالسرطان.