ما هي خيارات الرد الإيرانيّ؟

السبت 04 يناير 2020 07:48 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ما هي خيارات الرد الإيرانيّ؟



وكالات

الخيارات المتاحة أمام إيران للرد على الاغتيال الأميركيّ لقائد فيلق القدس، قاسم سليماني، تبدو كثيرة، وتتراوح بين تعبئة الحلفاء في العراق للقيام بعمليّات في مضيق هرمز، وبين هجمات إلكترونيّة. وبعد عدة مواجهات بين إيران وأميركا، وتسارع الأزمة بصورة مفاجئة، يشير الخبراء إلى عدة خيارات، دون أن يتخيل أحد أن اغتيال الجنرال سليماني، القيادي المحوري للنظام الإيراني، من سيمر دون عقاب. وشددت طهران، الجمعة، على أنها ستنتقم لسليماني "في التوقيت والمكان المناسبين".

بيد أن مسؤول منظمة الأزمات الدولية للعراق وسورية ولبنان، هيكو ويمين، أوضح أنه "هناك طيفًا واسعًا من الردود الممكنة لكن لا تنطوي جميعها على عمل عسكري أو عنيف".

وأضاف "كلا المعسكرين لا يريدان الحرب وكلاهما لا يرى فيها مكسبًا. الخطر يكمن في وجودهما في مواجهة مباشرة، وكل منهما يأمل تراجع الآخر. وإذا لم يتراجع أي منهما، يمكن أن يؤول الأمر إلى كارثة".

ومن المتوقع أن يكون العراق حيث تتمتع إيران بداعمين كثر، في قلب الردود الأولى، وذلك من خلال المجموعات المسلحة التابعة لطهران أو المتعاطفين معها.

ويرى الخبير في الشأن الإيراني في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، أليكس فاتانكا، أنّ "العراق سيصبح أول ميادين المعركة وسيكون هناك ضغط كبير على الوجود العسكري في العراق"، مذكرًا بأن الأميركيين سيخسرون كثيرًا على المستوى الإستراتيجي، إذا اضطروا للانسحاب من العراق.

ودعا قادة الفصائل المؤيدة لطهران في بغداد مقاتليهم إلى "أن يكونوا على أهبة الاستعداد"، وأعلن الزعيم العراقي الشيعي مقتدى الصدر، عن إعادة تفعيل "جيش المهدي" الذي حله قبل عقد من الزمن، بعد أن شكل صداعًا للمحتل الأميركي في العراق.

كما يمكن تنفيذ عمليات ضد الأميركيين في لبنان وربما اليمن وسورية، حيث تنشط إيران عبر مجموعات مؤيدة لها مثل حزب الله اللبناني والحوثيين. واتهمت إيران مرارًا في 2019 بتلغيم ناقلات نفط قبالة المملكة السعودية والإمارات، ثم بمهاجمة سفن أخرى قرب مضيق هرمز، المعبر المائي المهم. ويشتبه أيضًا في وقوف إيران وراء الهجوم المشهود على منشآت نفطية سعودية في البقيق وخريص، الذي كان له تأثير كبير.

وتساءل رئيس مركز تحاليل الإرهاب بباريس، جان شارل بريزار أن "إيران أثبتت أنها قادرة على ضرب سفن وتعطيلها، فهل يمكن تخيل حصار عليها؟".

وأعلنت الدول الغربية عدة عمليات لتأمين النقل في هذه المنطقة التي تشهد انتشارًا عسكريًا كثيفًا.

وقال مدير وكالة المخابرات الوطنية دان كوتس، المشرفة على مختلف أجهزة المخابرات الأميركية، في كانون الثاني/ يناير 2019 أمام مجلس الشيوخ، إنه "تحاول إيران حيازة قدرات شن هجوم إلكترونيّ يتيح لها مهاجمة بنى تحتية رئيسية لدى الولايات المتحدة وحلفائها".

ويجمع الخبراء على أن إيران هي لاعب كبير في المشهد الإلكتروني العالميّ، وأوضح الأمين العام لمجمع المهنيين الفرنسيين المختصين في الأمن والإعلام، لويد غيزو، أنه "شكّل الإيرانيون جيشًا إلكترونيًا إيرانيًا بايع مرشد الجمهورية علي خامنئي، رغم أنه ليس هيكلًا رسميًا".

وأضاف: "تركّز عملياتهم أكثر على البنى التحتيّة من النوع الصناعي، وهم يثيرون الخوف نسبيًا في هذا المستوى مع إمكانية مهاجمة سدود في الولايات المتحدة، أو تسلل لأنظمة إنتاج الطاقة الأميركية وغيرها".          

واشتبه في تسلل الايرانيين في 2013 إلى النظام المعلوماتي لسد صغير قرب نيويورك. ومنذ أيار/ مايو 2019 تخلّت إيران عن سلسلة من التّعهدات التي قطعتها في الاتفاق النّووي الدولي لعام 2015، وذلك ردًا على انسحاب واشنطن في 2018 من الاتفاق، وفرضها عقوبات مشددة على طهران تخنق اقتصادها.

والمرحلة المقبلة مرتقبة يوم الإثنين، القادم مع احتمال إعلان طهران عن قرارات جديدة تقرّب نهاية اتفاق 2015، على غرار إعادة تشغيل منشآت محظورة أو تجاوز عتبة جديدة في تخصيب اليورانيوم.

ودعت فرنسا في هذا الصدد، الجمعة، إيران إلى تفادي "أزمة انتشار نووي عميقة". ويرى أليكس فاتانكا، أن سليماني كان شخصية مهمة واغتياله "يتطلب خطاب انتقام مكثّف" من إيران، لكن لا واشنطن ولا طهران ترغبان في مواجهة كبرى تقليدية وعنيفة.

وأضاف المحلل انه سبق أن قتل قادة آخرون "ولم يتم الانتقام لهم أبدًا حقيقة". وتابع أنّ النظام الإيراني لديه صعوبات كبيرة داخلية، ولا يملك أدنى فرصة في كسب حرب بهذا الحجم، مضيفًا "خوض الحرب يكون وفق الإمكانيات ولا أراهم يخطئون في تقدير إمكاناتهم".