قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير إن "هناك سلسلة تحديات أمنية وعسكرية تواجه إسرائيل بصورة متزايدة دون أن تأخذ حقها في المعالجة الرسمية داخل الدولة، ومنها حجم الخسائر الباهظة التي ستمنى بها في المواجهة القادمة مع حزب الله، وفقدان الدعم الديمقراطي في الولايات المتحدة، وعدم القدرة على القضاء على البرنامج النووي الإيراني".
لا حلول عسكرية
ونقل إيتمار آيحنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، عن تشيك فرايليخ النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي، عشية إصدار كتابه الجديد حول "نظرية الأمن القومي الإسرائيلي" قوله إنه "لا يوجد حلول عسكرية للتهديدات التي تحيط بإسرائيل، يمكن لنا توجيه ضربات للفلسطينيين مائة سنة أخرى، دون أن ننجح بتصفية الوطنية الفلسطينية بطرق عسكرية، ولذلك يجب التوصل إلى حل سياسي معهم، أو الانفصال عنهم، لا أتحدث عن خطط جديدة للانسحاب، بل يجب ان يبقى الجيش أينما كان في الضفة الغربية لأغراض عسكرية، مع التوقف عن إقامة المزيد من المستوطنات خارج التجمعات القائمة".
وختم بالقول إنه "يجب تشجيع المستوطنين في الضفة الغربية على العودة لإسرائيل، لا أعلم حجم الفوائد التاريخية والدينية من الاستيطان في الضفة الغربية التي يوجد فيها ثلاثة ملايين فلسطيني، ومع الفلسطينيين الموجودين داخل إسرائيل فإن هناك 40% من سكانها ليسوا يهودا، لا أعلم إن كان ذلك يناسب الدولة اليهودية، هذا يجب أن يبحث في الإطار الصهيوني والاستراتيجي، وليس الحزبي الإسرائيلي فقط".
خسارة الحزب الديمقراطي
وجه فرايليخ انتقادات حادة للسياسة التي يتبعها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو نحو الولايات المتحدة، ومراهنته الوحيدة على الرئيس دونالد ترامب والحزب الجمهوري، وسط تجاهل، بل وإهانة أصدقاء إسرائيل في الحزب الديمقراطي.
وأضاف أن "نتنياهو يرتكب خطأ كبيرا، لأن الدعم الأمريكي الثنائي من الحزبين يعتبر حجر الأساس في الإسناد الدولي لإسرائيل، لكنها ارتكبت خلال السنوات الماضية جملة أخطاء ساهمت بزعزعة هذا الدعم الأمريكي، سواء في الموضوع الفلسطيني، أو مستقبل الضفة الغربية، وتحدي الرئيس السابق باراك أوباما في ملف إيران".
وأشار إلى أن "نتنياهو دمر علاقات إسرائيل مع الحزب الديمقراطي الأمريكي، في العامين الأخيرين هناك انهيار تام في الدعم الديمقراطي لإسرائيل، حتى أن معدلات الدعم انتقلت للفلسطينيين، لا سيما في أوساط شبيبة الحزب، وبين 70-80 بالمئة من الجمهور اليهودي في الولايات المتحدة يصوت لصالح الحزب الديمقراطي، ولذلك فإسرائيل في هذه الحالة تتجاهل الجمهور اليهودي الأمريكي".
وحذر أنه "في حالة انتخاب رئيس أمريكي ديمقراطي، فإن إسرائيل ستحتاج سنوات طويلة لترميم هذه العلاقات، صحيح أنه قد يكون داعما لإسرائيل وصديقا لها، لكن في الولايات المتحدة هناك أجيال جديدة لم تعد تربطها بإسرائيل صلات وثيقة وعميقة، مما قد يسيء لهذه العلاقات مستقبلا، حتى أن اليهود الأمريكيين يرون في السياسة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية زعزعة للهدف الإسرائيلي بإقامة دولة يهودية".
وأكد أننا "نعلم أن هذه السياسة تخدم رئيس الحكومة على المدى القصير لأغراض انتخابية وحزبية، وما زال الديمقراطيون لم ينسوا كيف أن رئيس حكومة إسرائيل تحدى رئيسهم الديمقراطي في قلب الكونغرس خلال معارضة الاتفاق النووي الايراني".
إسرائيل بدون كهرباء
ينتقل فرايليخ في إبداء قلقه الشديد من "تهديد إطلاق الصواريخ الذي قد تتعرض له إسرائيل، لأن الشعب الإسرائيلي لا يدرك حجم الخطر الذي ينتظره في حال اندلاع حرب قادمة مع حزب الله، وتأثيرها على الجبهة الداخلية، نحن لم نعش مثل هذا التهديد منذ حرب 1948، لأننا سنكون أمام دمار لآلاف المنازل ومئات القتلى، وما زلت أتكلم فقط عن الإسرائيليين المدنيين".
وأضاف أن "إيران وحزب الله نجحا للمرة الأولى في تاريخ الصراع بتحويل الجبهة الداخلية الإسرائيلية إلى ساحة قتال فعلية، وكذلك تهديد المنظومة العسكرية من خلال استهداف قواعد التجنيد والقدرات الهجومية وقواعد سلاح الجو، سنعيش في الأيام الأولى من المواجهة العسكرية القادمة تحت هجوم مستمر مكثف، بما فيها استهداف المواقع والبنى التحتية الاستراتيجية".
وأشار إلى أن "إسرائيل ستعيش أسابيع طويلة من الهجوم على كل مرافق المجتمع، بما يتسبب بإغلاق الاقتصاد الإسرائيلي، ولن نكون أمام تكرار لمواجهات عسكرية سابقة، لأنه في حال تم استهداف البنى التحتية مثل محطات المياه والكهرباء والاتصالات فسوف يستغرق الأمر شهورا طويلة، وربما أكثر لإعادة ترميمها، تخيل أن تعيش إسرائيل عدة أشهر بدون كهرباء في حال تم ضرب محطة الطاقة في الخضيرة".
وأوضح أن "ما أتحدث عنه تهديد خطير، لكنه ليس وجوديا، ويجب القيام بعمل شيء مختلف يزعزع استقرار الأعداء، ولعل إسرائيل ألمحت حين هددت بإعادة لبنان عشرات السنين، اليوم تعتبر القذائف هي التهديد الأكثر خطورة على إسرائيل، مما يتطلب بناء منظومة دفاعية كلفتها 7-10 مليارات دولار، الأمريكان تعهدوا بدفع 5 مليارات منها ضمن الاتفاق الأمني الذي تبلغ مدته عشر سنوات، وتبقى أمامنا 2-3 مليارات دولار، وهذا مبلغ تقدر إسرائيل على توفيره، وقد نضطر لدفع ضريبة على الإسرائيليين تحت بند توفير كلفة القبة الحديدية".