كيانات برسم التفخيخ قبل التفكيك..زكي بني ارشيد

الإثنين 23 ديسمبر 2019 10:08 م / بتوقيت القدس +2GMT
كيانات برسم التفخيخ قبل التفكيك..زكي بني ارشيد



السؤال هو مفتاح العلم ، وامعان النظر في ظواهر الكون هو الطريق نحو اكتشاف الحقائق العلمية، في نطاقات الطب والهندسة والصناعة والزراعة وعلوم النفس كما في السياسة وعلم الإجتماع، ويصبح السؤال مشروعاً لماذا تتفكك دول وامبراطوريات بحجم الإمبراطورية النمساوية
 التي بلغت مساحتها 660 ألف كيلومتر مربع فيما وصل عدد سكّانها سنة 1910 إلى 52 مليوناً، 2.2 مليون منهم يقطنون في العاصمة فينّا التي كانت تُعتبر ثالث أكبر مدينة في أوروبا؟.
لماذا انهارت إمبراطورية  الاتحاد السوفيتي عام 1991 ثم أعلنت كل من كرواتيا وسلوفينيا ومقدونيا استقلالها في نفس العام، لتتبعها جمهورية البوسنة والهرسك في العام التالي، وهو الأمر الذي أدّى لاندلاع حرب البلقان.
 وتفكّك يوغسلافيا، ولماذا نجحت دول في الاندماج والاتحاد مثل الوحدة الألمانية بين جناحيها الشرقي والغربي.
فيما لم يعد أحد يتذكر ان فيتنام كانت دولتين شمالية وجنوبية.
لماذا فشلت أول محاولة  لتوحيد الدول العربية بين مصر وسوريا؟ تتوالى الأسئلة في اللحظة الفارقة التي تشهد مخاضاً لولادة النظام العالمي الجديد، وفيه إعادة الفك والتركيب.
 لماذا ينجح الاستفتاء في (جنوب السودان) وتنشأ دولة بنفس الاسم ؟
وقبل ذلك ينفصل إقليم تيمور الشرقية عن إندونيسيا تحت عنوان حق تقرير المصير! فيما تفشل محاولات أخرى كما حصل في كتالونيا وكردستان!
باستفتاء شعبي يصوت الشعب الانجليزي لصالح الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، ويصوّت الشعب الاسكتلندي لصالح البقاء متحداً مع المملكة المتحدة.!
بمعزل عن نظريات التبشير بالشرق الاوسط الجديد والمؤامرات المعلنة والموثقة والدراسات المنسوبة إلى أصحابها وهي كثيرة، بمعزل عن كل ذلك فقد دخلت منطقة الشرق الأوسط في مرحلة إعادة الإنتاج والتكوين، والحدود التي تترسم ليس بفعل سايكس وبيكو وإنما بفعل الدم المسفوح على مذابح الحروب الأهلية والطائفية والعرقية، مجلس التعاون الخليجي بصيغته القديمة لم يعد قائماً، كما فشلت صيغ الاتحاد العربي الذي ضم كلا من ( مصر والعراق والأردن واليمن)، وكذلك صيغة الاتحاد العربي المغاربي، واليمن اليوم أقرب إلى الإنفصال وربما لعدة كيانات.
هل هذا نهاية المطاف؟
ام ان الدور قادم ليشمل الجميع،
الفك والتركيب لا يخضع للاماني الرغائبية، ولا يحتكم الى مصالح المنطقة وشعوبها المسلوبة الإرادة، ولكنها تخضع لقواعد جديدة تسمح لصيغ وكيانات (دول ومنظمات) متوافقة  مع تلك القواعد بالبقاء والمرور نحو المستقبل بأمآن، وتفرض على كيانات اخرى اشتراطات التأهيل من أجل البقاء أو الحصول على تأشيرة المرور، فيما ستبقى أنظمة سياسية ودول وشعوب تندب حظها إذا فاتها القطار، وعلى الجميع أن يتحسس موضع قدمه قبل ان يتلمس رأسه.
الأمين العام الرابع السابق لحزب جبهة العمل الإسلامي