صاروخ العمادي والعبث في الخلفية..عبد الرحمن شهاب

الخميس 19 ديسمبر 2019 11:40 ص / بتوقيت القدس +2GMT
صاروخ العمادي والعبث في الخلفية..عبد الرحمن شهاب



قذيفة صاروخية واحدة أراد مُطلقها أن يرسل رسالة واحدة، ربما في اتجاه واحد، ولكن صداها تردد في أرجاء المكان وفي عدة اتجاهات.

كان مُطلق الصاروخ يعتقد بأنه الحد الأدنى الذي يُمكنه أن يفعله؛ وخزة في خلفية وزير الحرب الصهيوني نفتالي بينت ورئيس أركانه كوخافي، فور انتهائهما من مناورات عسكرية في الشمال، المناورات التي تحاكي هجوم "سايبر" يؤدي إلى تعطيل أنظمة المعلومات في هيئة الأركان، وقد استمرت لمدة ثلاث أيام، ومع نهاية التدريبات صرّح وزير الحرب بينت بأن سوريا أصبحت بالنسبة لإيران هي فيتنام ستغرق فيها إيران، بالإضافة إلى تهديدات أخرى وجهها إلى القيادة الإيرانية تتعلق باستهداف شخصيات إيرانية والتهديد بتغيير قواعد اللعبة؛ تصريحاتٌ وصفها بعض قادة الجيش بأنها  استهانة بما فعلوه  لحتى الآن في مواجهة التقدم الإيراني على الحدود الشمالية لفلسطين.

لم يكتفِ وزير الحرب بذلك، بل سبقها التقاط صور له  داخل مقاتلة (F35)، هذه التصريحات تعتبر في نظر الاستراتيجيين الاسرائيليين منفلتة ومتهورة، ومواقف الصبيانية لا تتناسب مع مقام وزير الحرب.

أما في نظر مقاومٍ متلحفٍ بالبرد في منتصف الليل، فإن هذه الصبيانية كانت بحاجة إلى وخزة في الخلفية، كي ينتبه  الوزير إلى ما يتهرب منه كل السياسيين في إسرائيل؛ وهو الغرق في وحل غزة. هذه الوخزة كانت مؤثرة، وبشكل قوي، جعلته يستدير ويقصف بجنون أماكن خالية يسمع أصوات انفجارها السفير محمد العمادي كمنفس وحيد عن القطاع ومخفف لحصاره، بهدف تجنيب إسرائيل ورطة غير محمودة في القطاع  في وقت غير مناسب ومكان غير مناسب.

كانت استدارة بينت تريد أن تقول للسفير  العمادي بأن الوخزة موجهة لك، وأنت تسمع الآن صوت الانفجارات. لا شك بأن مُطلق الصاروخ يعتقد بأن المقاومة لا تسير في الاتجاه الصحيح، حيث أصبحت زيارة السفير العمادي مؤقتة على نهاية الشهر، هي النتيجة التي تحدث عنها وزير حرب الكيان السابق ليبرمان في وصفه للحال الذي يجب أن يكون عليه سكان القطاع؛ بقاء الأنف فوق الماء، فلا موت ولا حياة للسكان، حتى تتخلى المقاومة عن مسارها.

بالتأكيد، حركة حماس ترى في التدخل القطري جسرًا يُمكنها أن تتجاوز بهِ مرحلة الحصار الخانق، على الرغم من أن الجانب الصهيوني يرى فيه شكلًا مقبولًا من المناورة لاستمرار سياسة ليبرمان بوجه عام. على أية حال، فإن هذا الصاروخ موجّه ضد منظومة استمرار الحصار أو تقنينه أو إدارته.

رئيس مركز اطلس للدراسات الاسرائيلية