تمكّن فريق بحثي أميركي من تطوير حبوب مركّب كيميائيّ لحبوب منع حمل يمكنها الصمود في المعدة لمدة شهر في البيئة القاسية والحمضية للمعدة البشرية، ما يعني أنّها قادرة على منع المل لمدّة شهر، دون أن تحتاج المرأة إلى تناول حبة لمنع الحمل بشكل يومي، بعكس ما هو سائد حتى الآن.
وتعد حبوب منع الحمل إحدى أكثر الطرق فعالية لتجنب الحمل غير المرغوب، لكنّها تستلزم مواظبة المرأة على تناولها بشكل يومي، وبالتالي فإن نسيان تناول تلك الحبة ولو مرة في الشهر قد يؤدي إلى وقوع الحمل؛ وهو ما يعمل عليه باحثون في معهد ماساتشوستس للتّقنية ومستشفى بريغهام جيوفاني ترافيرسو، بقيادة العالم في مجال الهندسة الطبية الحيوية روبرت لانجر.
ودمج الفريق هذا المركب الكيميائي مع غرسة مطلقة لليفونورجيستريل والبروجستين التي تعد من المكونات الشائعة في صناعة حبوب منع الحمل، وحتّى الآن أظهر اختبار المادة على الخنازير أنّ الحبة الشهرية تفرز الكمية نفسها من الليفونورجيستريل في الدم كل يوم، مما يجعلها تعطي مفعول الحبة يومية نفسه.
ونشرت مجلّة "تايم" الأميركية مقالًا حول التركيبة الجديدة، اعتبرت فيه الكاتبة أليس بارك أنّ مثل هذه الحبوب طويلة المفعول ستمنح النساء مزيدا من التحكم في وسائل منع الحمل من دون تعريض أنفسهن إلى المضاعفات المؤلمة التي تسببها غرسات وأجهزة منع الحمل.
وتتكون حبة منع الحمل الجديدة من كبسولة مطلية بالجيلاتين فوق جهاز صغير محمل بهرمون اليفونورغيستريل. وبمجرد وصول الحبة إلى المعدة، يذوب الطلاء ويفتح الجهاز البلاستيكي على شكل نجمة بستة أذرع، ويحتوي كل ذراع على مقصورات صغيرة بأشكال مختلفة مليئة بالتركيبة التي تم ابتكارها.
ووفقا للمقال، فإنّ هذه التقنية الطبية يمكن أن تستخدم في تقديم الأدوية الأخرى، إذ تمّت تجربتها أيضًا على فيروس نقص المناعة البشرية، كما يعتقد الفريق البحثي أنّ من شأن التقنية الجديدة أن توفر حلا جديدا لأدوية مرضى السكري وعقاقير ارتفاع ضغط الدم، ومرض ألزهايمر والكثير من الأمراض الأخرى.