لا يخفى على احد صعوبة الطريق ما بين القدس ورام الله عند العبور من قلنديا.فبعد تجاوز الحاجز بأزمته الخانقة على طول الجدار الفاصلللطريق الى حاجز قلنديا، تتوقف عند ازمة تتعدد ابعاد الخنق فيها من قلنديا الى كفر عقب ما بين اهتزازات بالشارع لا تكاد تميز المطبفيها من الحفرة ،بين المشاة وسط الشارع وعلى أطرافه غير المعلومة . بين سيارات تتسابق للتجاوز وبين دراجات نارية تعترضك بمشاهد شبهإنتحارية وسط تنبه ويقظة استثنائية لتجنب طوشة او إطلاق نار قد تحصل في اي لحظة .
أمور تجعل المرء يترقب ربما ببعض من الأمل المنسوج بالوهم بان الإشارات التي تستقبلك بلغة لطيفة “نشكرك على التحمل لاعمال الحفروالتغيير بالطريق من اجل خدمتك”.فتنظر الى ما يجري من بناء لجسر معلق فوق رأسك معلقة في السماء ولقد خصصت للمشاة قد تقدرالمشي عليه بالف متر، اذا ما تنبهنا الى طول الجسر الذي يتلوى ويتقطع فوق مسافة كانت على الارض لا تتعدى العشرة أمتار.
تتنبه في الإصلاحات المزعومة على الطريق ولقد تحول الدوار على مدخل “المعبر” الى مساحة شاسعة ابتلعت الشارع المخصص للسيارات ،لا يمكن الا ان تفكر باستهزاء بينما تنظر الى الدوار الذي قد يبنى فيه تحفة تزيينية سخيفة الى جانب السارية التي تحمل علم اسرائيل عليهواشارة ستتمنى لك السلامة في الدخول والخروج الى ‘اسرائيل’ . مساحة يمكن بناء عمارة عليها اذا ما تذكرنا العمارات التي تستقبلنا اوتودعنا في طريقنا من والى القدس عبر قلنديا.
في مشهد مؤسف اخر ، بدأت سلطات الاحتلال بالترويج الى المعبر المستقبلي من خلال جنود يتكلمون بالعبرية، يجولون في تعريف للمنشأالحديث لتسهيل حياة الناس المارون من المعبر المزعوم.
افكر في قوى التنسيق الأمني المقدسة في الجانب الفلسطيني ، أين هم مما يجري من تغييرات ستزيد من شد الخناق واستنزاف واستهلاكللإنسان الفلسطيني الذي يتوجب عليه المرور عن الحاجز المعبر ؟
هذا المشهد الذي يعكس الخنوع المطلق لما تقوم به سلطات الاحتلال الاسرائيلي من قبل الانسان العادي الذي لا مفر له من العبور ، وصاحبالسلطة الفلسطيني الذي يتلقى ما تقوم به سلطات الاحتلال بلا اي تعليق حتى.
لا نستطيع كفلسطينيين نريد التخلص من الاحتلال ولا نريد مطالبته بالتفسيرات والتوضيحات لكي لا نعطيه شرعية وجوده وبالتالي انتهاكهلما تبقى من إنسانيتنا. وعليه يبقى واجب على اولي السلطة من مسؤولين التوضيح لنا ما يجري من ترتيبات لمستقبلنا الذي تضيق فيه الأفقكما ينعدم منه الأمل.
قد اتفق مع كل قائل بأن السلطة لا سلطة لها على مناطقها المباشرة فكيف أطالبها بالتوضيح وبالتالي ربما الرد والشجب وعلى الأقل عرقلةمخططات الاحتلال التي تتم امام اعيننا.
كل يوم نمشي شوارعنا وباحيائنا ولم نعد نعرف ما الذي نراه اعيننا من تغييرات مريبة في جغرافية الوطن . لم نعد نفكر الا بالطريق التي قدنكون اسهل لنا بالعبور بلا خناق ازمة وتنكيل جندي على حاجز.
وهنا ، بينما اخط كلماتي وبكل وجع افكر بعدم جدوى الكلام. لا يمكنني الا افكر بخطر ومأساوية ما يجري من أعمال على ما صار يسمىمعبر قلنديا . تذكرني بخط السير الذي يشبه الغيتو في طريق العبور من إيريز إلى غزة ، فأرى المشهد نفسه فوق الأرض. اتخيل النسوةوالكهول من المارين على هذا الجسر المعلق لتتحول المأساة ألإنسانية في انتهاك الجسد الفلسطيني بعد ان تم تذليل روحه وكيانه .
افكر إذا ما سيتحول الشارع الذي تمر من السيارات اليوم الى مشهد مشابه بالدخول إلى رام الله كذاك الذي نمارسه على معبر النبي( جسر الملك حسين) ومعبر إيريز؟ هل سيكون جسر المشاة الطويل هذا وتحديد مسالك السيارات الحالي بتقليص اخر تجهيزًا لفصل حقيقيبين القدس ورام الله ؟
كاتبة القدس