أكّدت صحيفة (هآرتس) العبريّة، أنّ كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الذين كانوا يتباهون مؤخرًا بنجاح الجهود المبذولة لمنع التواجد الإيرانيّ في المنطقة، بات مختلفًا، مشيرةً إلى أنّ التهديد الإيرانيّ تغيَّر بشكلٍ كبيرٍ منذ ذلك الحين، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ هناك حالةً من القلق الحقيقيّ لدى المستويين السياسيّ والعسكريّ من هجومٍ إيرانيٍّ.
ولفتت المصادر ذاتها إلى تحذيرات رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو والذي كرّرّ أكثر من مرّةٍ خلال الأيام والأسابيع الماضية من أنّ هناك تحديًا أمنيًا كبيرًا يتزايد من أسبوعٍ إلى آخر، وأنّه يجِب التسلّح والاستعداد لمواجهته، إلى جانب تأكيدات رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، بأنّ الوضع متوتِّر وهش على الجبهتين الشماليّة والجنوبيّة.
وكشفت المصادر النقاب عن أنّ مسؤول أمنيٍّ كبيرٍ حذَّر في جلسةٍ مُغلقةٍ من فقدان الجيش ميزته وقوته في حال لم يبادر بنفسه بعمليةٍ مكثفةٍ ضدّ تلك التهديدات، خاصّةً مع زيادة قوة حزب الله، وإمكانية الدخول في مواجهةٍ مُباشرةٍ مع طهران، مشيرةً إلى تحذيرات أخرى من أن الميزانية الحالية لن تكون كافية للتعامل مع التهديدات التي تشكلها إيران.
وتابعت الصحيفة إنّ هناك أكثر من جهة أمنية ومصادر مختلفة أكّدت وجود تهديدات من إيران وحزب الله، وإمكانية إطلاق صواريخ دقيقة من العراق أو اليمن، مشيرةً إلى أنّه تمّ شراء طائرة 35-F وصواريخ دقيقة ودبابات متطورة وتحسين قدرات قوات الكوماندوز لغرض التعامل مع ذلك، وتمّ تزويد الجيش بأنظمة استخباراتية بميزانية ضخمة ومتطورة، مُوضحةً أنّ التقييمات الاستخباراتية السابقة كانت تشير إلى نجاح إسرائيل بإبعاد شبح المواجهة مع إيران بفعل الإجراءات التي تتخذها من عمليات عسكرية في سوريّة وغيرها ضدّ القدرات والتواجد الإيرانيّ.
وبينّت المصادر أنّ الوضع حاليًا تغيَّر في ظلّ الحديث عن أنّ إيران غيّرت من سياستها وأصبحت مصممة الآن على الرد عسكريًا على أيّ هجومٍ إسرائيليٍّ، مشيرةً إلى أنّ الهجمات التي نُسِبت لإيران ضدّ أهدافٍ خليجيّةٍ مؤخرًا، وخاصّةً ناقلات النفط، تشير إلى أنّ إيران لن تتحرك ضدّ إسرائيل في الساحة البحريّة، ولكنها قد ترد بطريقةٍ أخرى بإطلاق صواريخ.
في السياق عينه تطرّقت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة إلى أنّ الإيرانيين يُخططون لمفاجأةٍ ولكن هناك بعض الأسباب التي تؤخِّر هجومها ضدّ إسرائيل حاليًا، مُشيرةً إلى أنّ الكيان بات أكثر حذرًا من أيّ عملٍ عسكريٍّ.
وكشفت المصادر النقاب عن أنّ التصريحات الأخيرة للقيادات العسكريّة والسياسيّة تهدِف إلى خلق انطباعٍ لدى الجمهور بأنّ الحرب على الأقل في الساحة الشماليّة يُمكِن أنْ تندلع في وقتٍ غيرُ بعيدٍ جدًا، مشيرةً إلى أنّ هناك احتمالات وتقييمات استخبارية تشير إلى إمكانية احتمال وقوع حرب على أيٍّ من الجبهات.
ولفتت إلى أنّ إسرائيل غيرُ معنيّةٍ بالانخراط في حربٍ خاصّةٍ، وأنّ المصالح الحيوية من المُمكِن أنْ تتضرر، ولكن التدهور ممكن في أيّ وقتٍ نتيجةً لأسبابٍ أوْ ظروفٍ خارجة عن السيطرة بسبب الإفراط في الثقة بالنفس أوْ تقييمٍ خاطئٍ للوضع، أوْ فشل تشغيليٍّ أوْ سوء فهمٍ للمعلومات الاستخبارية.
ووفقًا للمصادر التي اعتمدت عليها الصحيفة العبريّة، فإن الإيرانيين وشركائهم ينظرون بقلقٍ للاحتجاجات في العراق وإيران، ويخشون أنْ تؤدّي لإجبارهم للدخول في مصادماتٍ عسكريّةٍ عنيفةٍ مع إسرائيل، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ كيان الاحتلال الإسرائيليّ يعتقد أنّ إيران اتخذت قرارًا بالفعل لزيادة الاحتكاك المباشر مع إسرائيل من خلال عدّة جبهاتٍ، منها غزّة عبر الجهاد الإسلاميّ.
عُلاوةً على ذلك، أشارت المصادر إلى أنّ الدولة العبريّة تخشى جديًا من ردّ فعلٍ إيرانيٍّ، ما دفعها لرفع حالة التأهب خاصّةً في الدفاعات الجويّة وسلاح الجوّ بشكلٍ عامٍّ، مُشيرةً إلى إمكانية إطلاق صواريخ من اليمن تجاه إيلات قد يقع، لكن الاحتمالية الأكبر إطلاقها من سوريّة أوْ العراق وتكون حاملةً لرؤوسٍ حربيّةٍ.
ولفتت المصادر أيضًا إلى أنّ القائد العّام لجيش الاحتلال الإسرائيليّ، الجنرال كوخافي تحدث في جلساتٍ مُغلقةٍ في الفترة الأخيرة حول رؤيته للتقليل من الخسائر المُمكِنة من أيّ حربٍ، خاصةً وأنّ أيّ حربٍ كبيرةٍ ستختلِف عن العمليات الصغيرة، وختمت المصادر بالإشارة إلى أنّ حاجة كوخافي للميزانية من أجل تنفيذ خطته قد يكون أمرًا ملحًا الآن للنجاح في الحرب المقبلة، على حدّ تعبير المصادر الرفيعة في تل أبيب.


