طالبت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، اليوم السبت، الحكومة البريطانية بالاعتذار للشعب الفلسطيني عن ما تسببت له من مأساة ومعاناة على مدار عقود من الزمن بسبب الوعد الظالم المشؤوم من وزير خارجيتها بلفور، الذي مكن "العصابات الصهيونية" من الأرض الفلسطينية.
جاء ذلك في بيانين منفصلين وزعتهما الحركتين على وسائل الإعلام في الذكرى الـ 102 لوعد بلفور الذي أقر عام 1917.
وقالت حماس إن الحكومة البريطانية تتحمل مسؤولية الكوارث والمآسي التي حلت بالشعب الفلسطيني بسبب وعد بلفور الذي أسس لمأساة القرن، وأوجد أكبر مظلمة تاريخية ما زالت قائمة، وأنشأ كيانًا إحلاليًا صهيونيًا على أرضنا الفلسطينية. وفق نص البيان.
وأضافت "إن الشعب الفلسطيني أكد منذ ذلك الوعد رغم الكثير من المحطات الدموية والمؤلمة والمؤامرات تمسكه بوطنه واستعداده للتضحية من أجل الحرية والاستقلال، ولم تنجح كل الاتفاقيات الانهزامية والمؤامرات ومحاولات التطبيع من النيل من إرادته الصلبة".
وشددت الحركة على تمسك الفلسطينيين بالمقاومة بكل أشكالها، وفي مقدمتها المقاومة المسلحة لمواجهة الاحتلال، وجرائمه البشعة بحق الشعب الفلسطيني، حتى تحقيق أهدافه المنشودة بالحرية والاستقلال.
وجددت الحركة رفضها لكل محاولات التطبيع مع الاحتلال، مؤكدة أنها "تعد خذلانا لشعبنا الفلسطيني، وطعنة غادرة لتضحياته الجسام، وأنها لا يمكن أن تمنح أي شرعية لهذا الكيان المسخ".
وأكدت أن "حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأوطانهم التي هجروا منها هو حق شرعي وقانوني ثابت، ومكفول بالقوانين الدولية، والقرارات الأممية، ولا تراجع عنه ولا تفريط فيه أو المساومة عليه".
وحيت الحركة أبناء الشعب الفلسطيني، وخاصة جموع المرابطين في القدس والأقصى على الثبات الأسطوري، والنضال الملحمي لدحر الاحتلال وعودة أرضنا فلسطين مستقلة وعاصمتها "القدس" مؤكدة أنها قلب فلسطين النابض، وجوهر الصراع الحقيقي مع هذا المحتل الغاشم. وفق نص البيان.
وعدّت الحركة "مسيرات العودة وكسر الحصار أيقونة في العمل الوطني المشترك مع الفصائل الفلسطينية ومجموع شعبنا، وامتدادًا لمشواره الكفاحي الطويل، وقد شكلت خطوة متقدمة في مواجهة مشاريع تصفية قضيته العادلة، وإسقاط ما يسمى بصفقة القرن، وإسقاط وعد بلفور".
وعبرت عن دعمها لكل الجهود الهادفة إلى تحقيق الوحدة الفلسطينية وترتيب البيت الفلسطيني، على قاعدة الشراكة لمواجهة التحديات التي تحدق بالقضية الفلسطينية، ومشاريع تصفيتها، كما تؤكد جهوزيتها التامة لخوض وإنجاح العملية الديمقراطية، وإجراء الانتخابات الشاملة في الضفة وغزة والقدس لصياغة حالة فلسطينية جديدة ترعى مصالح شعبنا وقادرة على تحقيق طموحاته.
من جانبها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن ما يجري من عدوان إسرائيلي غاشم هو امتداد للجريمة وللمأساة التي حلّت بالشعب الفلسطيني بتشجيع ودعم بريطاني.
وأكد نافذ عزام عضو المكتب السياسي للحركة، أنه بالرغم من حجم ومستوى الاٍرهاب الاسرائيلي وأدوات القتل والترويع والحصار، إلا أن ذلك كله فشل في دفع الفلسطينيين نحو التخلي عن أرضهم ، وها هم اليوم يؤكدون أنهم لم ولن ينسوا حقهم في فلسطين، رغم مرور 102 عاما على وعد بلفور المشئوم. كما قال.
وأضاف "إن الفلسطينيين لا يستسلمون للواقع الذي أسس له وعد بلفور"، مبيناً أن هذا الوعد البريطاني الأسود تسبب في تشريد الشعب الفلسطيني وشجع على ارتكاب المجازر الوحشية بحقه.
وتابع "كان من الواضح أن الروح الاستعمارية لم تغادر أصحابها الذين أعطوا أرض شعب يسكنها منذ آلاف السنين لشعب آخر غريب على المنطقة ودخيل علي نسيجها وطبيعتها".
وواصل "لقد تسبب الوعد البريطاني الأسود في تشريد الفلسطينيين وشجع علي ارتكاب المجازر الوحشية بحقهم على مدي قرن كامل وفي غياب صارخ للضمير الأوروبي والعالمي، ورغم كل المآسي والمجازر والتهجير، أكد الفلسطينيون تمسكهم بأرضهم وحقهم ورفضوا الاعتراف بوعد بلفور ونتائجه".
وأكد على أن الفلسطينيين لن يتوقفوا عن الكفاح ولن يخضعوا للضغوط والترهيب والابتزاز، وسيقفون بقوة في وجه الحلقة الجديدة المسماة صفقة القرن لتصفية قضيتهم المقدسة، مضيفاً: "كما أفشل جهاد الشعب كل الخطط السابقة سينجح بإذن الله في إفشال الخطة الجديدة المعروفة بصفقة القرن".
وطالب بالضغط على بريطانيا لأن تقدم اعتذارا واضحاً عن مسؤوليتها في المعاناة التي عاشتها أجيال متعاقبة بسبب وعد بلفور ونتائجه.


