كاتبة إسرائيلية: ما سبب عدم وجود سفير إسرائيلي في مصر؟

السبت 12 أكتوبر 2019 04:54 م / بتوقيت القدس +2GMT
كاتبة إسرائيلية: ما سبب عدم وجود سفير إسرائيلي في مصر؟



القدس المحتلة / سما /

تساءلت الكاتبة الإسرائيلية كاسنيا سيفاتلوفا، عن سبب عدم تعيين سفير إسرائيلي في مصر، مع أن أميرة أورن الدبلوماسية المخضرمة التي تتحدث العربية بطلاقة، كان يفترض أن تكون سفيرة إسرائيل في مصر.

وأضافت سيفاتلوفا، في مقال لها بموقع "المونيتور"، أنه بعد عام من المصادقة على تعيين أميرة أورن في وزارة الخارجية، إلا أنها ما زالت تجلس في بيتها، متسائلةً: "هل يكتفي صناع القرار الإسرائيلي بالتواصل الأمني بين البلدين، ومن ثم لا داعي لوجود سفير إسرائيلي في العاصمة المصرية".

وبحسب سيفاتلوفا، فإن عدم وجود سفير إسرائيلي في القاهرة يضر بالعلاقات الثنائية للبلدين، مما يدفع لطرح السؤال: "ما الذي حصل من تشويش في هذا التعيين الدبلوماسي المهم، وعدم مصادقة الحكومة الإسرائيلية عليها؟".

وأشارت إلى أن "إسرائيل ومصر تُحييان في هذه الأيام، مرور 40 عاماً على اتفاق السلام بينهما، ورغم كل الهزات الأرضية التي تعرضت لها المنطقة، لكنه حافظ على بقائه، حتى لو كان سلاماً بارداً؛ وأحد معالم هذا السلام هو وجود سفارة إسرائيلية في القاهرة، رغم أن الجماهير المصرية الغاضبة هاجمتها عام 2011، وبصعوبة بالغة تم إنقاذ الحراس الإسرائيليين منها، ومن حينها لم تقدم إسرائيل طلباً لمصر لإيجاد مبنى بديل لإنجاز مهام السفارة".

ونقلت سيفاتلوفا، عن السفيرة الإسرائيلية الأسبق في مصر، إيلي شاكيد، قولها إن "منصب السفير في القاهرة يعدّ رمزا للعلاقة القوية بين البلدين، رغم أنه مقاطع من أوساط واسعة في المجتمع المصري، ويخضع لإجراءات أمنية خطيرة، ولعل عدم وجود سفير لنا في القاهرة يعدّ خبرا سارا للرأي العام المصري الذي لا يحبنا، خاصة عناصر حركة المقاطعة بي دي إس".

وأضافت شاكيد، أنه "منذ صعود عبد الفتاح السيسي إلى الحكم في مصر عام 2013، بات يمكن للسفير الإسرائيلي في القاهرة أن يعمل بصورة أكثر اتساعا، مثل لقاء الوزراء المصريين وشخصيات مصرية بارزة، لكن طالما أنه لا يوجد سفير إسرائيلي، فليس هناك من يقوم بهذه المهمة".

من جهته، قال دبلوماسي إسرائيلي من وزارة الخارجية، إن "عدم تعيين أورن، نموذج على كثير من القضايا التي باتت تقلقنا من عدم إبداء الحكومة لاهتمامها الكافي بممثلياتنا الدبلوماسية في الخارج، وأخشى أن عدم تعيينها يعني إبداء عدم الاهتمام الإسرائيلي الكافي بأكبر دولة عربية في المنطقة، وعلاقاتنا معها تكتسب أهمية فائقة".

وأضاف: "نحن دائماً ما نتحدث عن ضرورة تطوير اتفاق السلام بين القاهرة وتل أبيب، وعدم الاكتفاء بالملف الأمني، لأنه بعد 40 عاماً من ذلك الاتفاق، فما زالت العلاقات باردة، لكنها مستقرة بين البلدين، ويبدو أن المسؤولين الإسرائيليين الكبار يكتفون بالاتصالات الأمنية، وقد أثبتت السنوات الأخيرة أنها زادت وتيرتها بصورة غير عادية".

وبيّن الدبلوماسي الإسرائيلي، أن "إسرائيل ومصر تعملان بصورة مكثفة ضد الجماعات المسلحة في سيناء، وقوات أمن الجانبين ينسقان خطواتهما وجهودهما الميدانية بشكل غير مسبوق، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يحافظ على تواصل دائم مع السيسي".

وختمت الكاتبة والمستشرقة الإسرائيلية كاسنيا سيفاتلوفا، مقالها بالقول: إن "إحدى مداولات لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست عام 2017، شهدت اعتراف ممثل عن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي بأن استمرار الاتصالات الأمنية مع مصر، أكثر أهمية لرئيس الحكومة من العلاقات السياسية".