الديمقراطية تعلق على تصريحات اردان الاخيرة حول السماح للمستوطنين بالصلاة بالحرم القدسي

السبت 12 أكتوبر 2019 03:40 م / بتوقيت القدس +2GMT
الديمقراطية تعلق على تصريحات اردان الاخيرة حول السماح للمستوطنين بالصلاة بالحرم القدسي



غزة / سما /

وصفت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وعود وزير الأمن الداخلي في دولة الاحتلال، جلعاد أردان، للمستوطنين بالسماح لهم بالصلاة في المسجد الأقصى، في قلب القدس، عاصمة دولة فلسطين، بأنه أمر عمليات ودعوة مكشوفة لعصابات المستوطنين، لفرض سيطرة الاحتلال على المسجد الأقصى، وفرض عملية تهويده، وتحويله إلى معبد يهودي، ترجمة للخرافات التوراتية الأمر الذي ينبئ بوقوع مجازر دموية تتحمل سلطات الاحتلال وعصابات المستوطنين مسؤوليتها السياسية والقانونية والأخلاقية.

وقالت الجبهة إن «وعود أردان، الخطيرة، تندرج في إطار تكريس إدعاءات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأن فلسطين كلها «أرض للشعب اليهودي»، ومشرّع كل شبر فيها لتوسيع الاستيطان الكولونيالي وإغراقها بالمستوطنين الغزاة».

وأضافت الجبهة أن «ما يشجع حكومة الاحتلال ووزرائها على التغول، أكثر فأكثر، في مشاريع الاستيطان الكولونيالي، والتنمر، أكثر فأكثر، في الحديث عن المقدسات الفلسطينية، مسلمة كانت أم مسيحية، هو الموقف الرخو للأنظمة العربية والمسلمة، التي مازالت حتى الآن دون الحد الأدنى من تحمل المسؤولية أمام القدس، وأمام مقدساتها، وردع سلطات الاحتلال بإجراءات تشكل تطبيقاً لقرارات القمم العربية والمسلمة، في استانبول، والرياض، والقمم العربية والمسلمة» .

كما رأت الجبهة أن انزلاق بعض العواصم العربية والمسلمة نحو ترسيم وتطبيع العلاقة مع دولة الاحتلال، بما في ذلك بناء علاقات اقتصادية وغيرها، من شأنه في الوقت نفسه أن يشجع دولة إسرائيل على الاستخفاف بردود الفعل المستنكرة، اللفظية والكلامية المجانية، لأعمالها العدوانية الكولونيالية.

ودعت الجبهة مرة أخرى إلى حسم الأمر، والشروع ببناء اللجان الشعبية، لحراسة المقدسات الدينية الفلسطينية، مسيحية ومسلمة، وحراسة ممتلكات المواطنين في مواجهة موجات الغزو الكولونيالي، لقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين، بما يضع الحالتين الرسميتين، العربية والمسلمة، وعموم المجتمع الدولي، أمام المسؤولية إزاء جرائم دولة الاحتلال وانتهاكها الفظ لقرارات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وشرعة حقوق الإنسان واتفاقية جنيف الرابعة.

وأمس الجمعة، صرّح وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد إردان، أن سلطات الاحتلال قد تتيح قريبًا لليهود "حريّة العبادة وممارسة الشعائر الدينية" في المسجد الأقصى، وذلك في ظل المعطيات التي تشير إلى ارتفاع مستمر لعدد المستوطنين الذين اقتحموا الحرم القدسي، منذ تولي إردان المنصب عام 2015.

وقال إردان في مقابلة أجراها مع صحيفة "ماكور ريشون" ذات التوجهات الاستيطانية والمحسوبة على تيار الصهيونية الدينية، نشرت اليوم، الجمعة، حول إمكانية أن يتاح للمستوطنين حريّة أداء شعائرهم التلمودية في القدس، "أنا متأكد من ذلك سيحصل قريبًا، مع مشيئة الرب".

وأضاف إردان أن "الأمور تتجه في القدس نحو ‘استعادة‘ السيادة والسيطرة على المكان"، وتابع "سنصل إلى هدفنا (فتح أبواب المسجد الأقصى لاقتحامات المستوطنين وممارسة شعائرهم الدينية)، عندما يبدي المزيد من اليهود رغبتهم في زيارة جبل الهيكل (في إشارة للحرم القدسي)، وهكذا سينشأ طلب مُلحّ وضاغط حول هذا الأمر، وأتمنى أن يحصل ذلك قريبا".

وتابع أنه "عندما نصل إلى هذه المرحلة، سنعمل ونضغط باتجاه تغيير الوضع القائم التاريخي في القدس، وذلك مع مراعاة المصالح الدولية لإسرائيل".

وقال: "لا أستطيع التنبؤ بالضبط متى سيحدث ذلك، لأن ذلك لا يتعلق فقط بصلاحياتي، لكني أتوقع أن يحصل ذلك خلال السنوات القليلة المقبلة، حتى عقد من الزمن على أبعد تقدير".

واستدرك أنه "علينا كذلك أن نأخذ بعين الاعتبار الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط، غير أن الواقع سيبقى معقدًا ومركبًا. أنا أحترم معاهدة السلام مع الأردن، وأعتبر أنها مكسب مهم للغاية، لكن لا يمكن التصالح مع خطأ تاريخي تم ارتكابه، المبادئ تتغير مع الوقت".

واعتبر أنه لا يمكن الاستناد إلى قوانين قديمة بهذا الشأن، معتبرة أن المحكمة العليا الإسرائيلية والجهاز القضائي الإسرائيلي، قد يجد مخرجًا قانونيًا بهذا الخصوص، مستشهدًا بتغير المحكمة العليا لقراراتها السابقة المتعلقة باحتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين، حيث أصدرت قرارا يجيز استمرار احتجاز جثامين الشهداء على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وبحسب المعطيات، فإن عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى والحرم القدسي في العام 2015، وصل إلى 10000 مستوطن، ليرتفع عام 2016 إلى 14626، كما ارتفع العدد بنسبة 63% عام 2017 ووصل إلى 25628 مستوطنًا، وفي العام 2018 الماضي، تجاوز عددهم 35 ألف مستوطن.

وخلال الفترة التي شغل فيها إردان منصب وزير الأمن الداخلي، مارست حكومة الاحتلال الإسرائيلي، شتى أنواع الضغط والتحريض والملاحقة للمرابطين والمرابطات الذين ينشطون في الأقصى، كما تم إخراج الحركة الإسلامية (الشق الشمالي) عن القانون استنادا إلى قانون الطوارئ الانتدابي (من العام 1945) بذريعة أنها تشكل خطرا على أمن إسرائيل.

وأطلق إردان في مناسبات عدة، دعوات إلى تغيير الوضع القائم في مدينة القدس منذ احتلال المدينة في حزيران/ يونيو عام 1967، بحث يسمح للمستوطنين اليهود اقتحام المدينة المقدسة لأداء شعائرهم الدينية والصلاة فيه.

كما أتاح إردان للمستوطنين، اقتحام الأقصى بما في ذلك خلال المناسبات الدينية الإسلامية، وذلك على نحو غير مسبوق، في محاولة لتغيير الوضع القائم للمدينة المحتلة، بما في ذلك خلال ما يسمى "يوم القدس"، الذي يتزامن مع أخر عشرة أيام من شهر رمضان، خلال أيام عيد الأضحى، وذلك تزامنا مع ذكرى ما يسمى بـ"خراب الهيكل".