اصدرت الجبهة العربية الفلسطينية بيانا بمناسبة الذكرى الواحدة الخمسين لانطلاقتها ومرور ست وعشرون عاماً على خطوة التجديد رحبت فيه بدعوة الرئيس ابو مازن بإجراء الانتخابات العامة في القدس وغزة والضفة باعتبارها مدخلا حقيقيا لإنهاء الانقسام، معتبرة ان الانتخابات استحقاقاً ثابتاً واصيلا لشعبنا طال انتظاره ولا يجوز تعطيله تحت أي ظرف من الظروف ليتمكن شعبنا من قول كلمته في كل ما يدور من احداث، داعية الى عدم اضاعة هذه الفرصة والبدء الفوري بتنفيذ اتفاقيات المصالحة وعلى رأسها اتفاق القاهرة 2017.
وقالت الجبهة في بيانها " تتجدد ذكرى الانطلاقة والتجديد لتجدد فينا ذكرى مسيرة طويلة من العطاء والتضحية لفلسطين الشعب والوطن والهوية، تاريخ طويل سطر بدماء آلاف الشهداء، وبتضحيات عشرات آلاف الأسرى والجرحى والمناضلين، مسيرة استطاع فيها شعبنا تحويل الام وفواجع اللجوء والتشرد والتشتيت الى عوامل استنهاض وقوة ليفجر ثورته وتجعل منه جندي الانسانية الاول في مواجهة الصهيونية والامبريالية ولتصبح ثورته عنوانا للكرامة الانسانية ومدرسة لكل الاحرار في العالم المناضلين ضد الاستعمار والاضطهاد واستعباد الشعوب والسطو على حقوقها وارادتها ومقدراتها".
وتابعت الجبهة "واحد وخمسون عاما من النضال وست وعشرون عاما على ذكرى التجديد ذكرى ذلك الموقف الشجاع الذي اتخذه رفاقكم بالتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا لشعبنا الفلسطيني في كافة اماكن تواجده، وبالقرار الوطني المستقل ليؤكدوا بذلك الموقف التصاقهم بشعبهم وانحيازهم المطلق لقراره بعيدا عن كل المؤثرات الحزبية وعلاقاتها وحساباتها، ويجسدوا حقيقة ان القضية الفلسطينية هي اكبر من كل محاولات احتوائها وتوظيفها وانها البوثقة التي يجب ان تنصهر فيها كل قدرات وطاقات الامة، ليلتحقوا بمعركتهم التي نال ولا زال شعبنا شرف ثباته وصموده في الخندق الامامي المتقدم فيها باعتباره حائط السد المتين امام المشاريع الامبريالية الصهيونية التي تسعى ولا زالت الى تفتيت امتنا والسيطرة على مقدراتها وطمس تاريخها وهويتها، ولعل الظروف التي تعيشها اقطار امتنا اليوم تؤكد صوابية الموقف الذي طالما اعلناه بان الانتصار في فلسطين هو انتصار للامة بأكملها ودرءا للمخاطر التي قد تلحق بها، ولا زلنا نحذر بان التقاعس عن دعم فلسطين ونضال شعبها يعني ان تواجه الامة اعدائها في عواصمها ومدنها، مؤكدين ان المعركة الرئيسية ضد اعداء الامة لا زالت هنا في القدس، وبهذه المناسبة فإننا نتوجه لشعوب امتنا ونقول لهم ان الاوان لتصححوا البوصلة ففلسطين هي خلاصكم من كل ما تواجهون، واذا كانت الحكومات عاجزة وتخشى على نفسها من مواجهة الغول الامريكي، فانه وقت الشعوب لتقول كلمتها وتصنع ربيعا عربيا حقيقيا في وجه راس الشر امريكا وربيبتها "اسرائيل" وفي وجه كل المتخاذلين والمتآمرين على امتنا وشعوبنا".
واضافت الجبهة :" تأتي ذكرى الانطلاقة والتجديد هذا العام والمؤامرة على شعبنا وقضيتنا في اوجها، حيث تواطؤ ادارة الرئيس الامريكي "دونالد ترامب" مع الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية فنراها تصطف بكل صلف وعنجهية ضد حقوق الشعب الفلسطيني، فتعترف بالقدس عاصمة للاحتلال وتنقل سفارتها اليها، وتعمل على تصفية قضية اللاجئين بوقف دفع التزاماتها لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وتغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية وتمارس ضغطا سياسيا واقتصاديا على الشعب الفلسطيني وقيادته، وتسعى الى فرض امر واقع تلتف فيه على حقوق شعبنا وعلى قرارات الشرعية الدولية، ولا زالت وبالرغم من الرفض القاطع للشعب الفلسطيني وقيادته تسعى الى فرض ما تسميه "صفقة القرن" مستعينة بالأسف ببعض ابناء جلدتنا من الحكام العرب، الذين بلغ فيهم الوهن الى التباهي بالتطبيع مع المحتل والدفاع عنه والسعي الى التحالف معه، بعدما كان مجرد التفكير بالحديث مع دولة الاحتلال عار ليس بعده عار، بل ويسعون الى اكثر من ذلك بالادعاء انهم يمتلكون الورقة الفلسطينية وإمكانية التأثير فيها، ودفع الشعب الفلسطيني وقيادته الى التنازل عن حقوقهم، متزامنا ذلك مع اقسى واشرس انواع العدوان الذي يمارسه الاحتلال على كل ما هو فلسطيني من قتل وهدم للبيوت ونهب للأرض وتقسيم للوطن وتقطيع للأواصر بين المدن والقرى والمخيمات واستباحة للمقدسات التي باتت مشهدا يوميا في المسجد الاقصى والحرم الإبراهيمي، وسطو على اموال ومقدرات الشعب الفلسطيني ومواصلة حصار قطاع غزة الذي وصل الى ذروته ليحيل حياة شعبنا فيها الى جحيم لا يطاق من ارتفاع لمعدلات الفقر والبطالة والغلاء الفاحش للأسعار ونذر الانهيار الاقتصادي، مؤكدين ان كل هذه التحديات وغيرها تتطلب صحوة حقيقية تعيد الامور الى نصابها وتجعلنا نعلي الصوت وبكل جرأة بأنه آن الأوان لهذا الانقسام أن ينتهي وان تختفي كل مظاهره وفي هذا السياق فإننا نرحب بدعوة الاخ الرئيس ابو مازن بإجراء الانتخابات العامة في القدس وغزة والضفة باعتبارها مدخلا حقيقيا لإنهاء الانقسام، وعلى اعتبار ان الانتخابات استحقاقاً ثابتاً واصيلا لشعبنا طال انتظاره ولا يجوز تعطيله تحت أي ظرف من الظروف ليتمكن شعبنا من قول كلمته في كل ما يدور من احداث، داعين الى عدم اضاعة هذه الفرصة والبدء الفوري بتنفيذ اتفاقيات المصالحة وعلى رأسها اتفاق القاهرة 2017، ليستعيد شعبنا وحدته ويرمي عن كاهله اعباء الانقسام وهو يواصل تصديه للمؤامرات ويستمر في نضاله المشروع ضد الاحتلال لانتزاع حقوقه الثابتة والمشروعة، مؤكدين ان المرحلة الراهنة تحتاج الى تكاثف الكل الفلسطيني كل بإمكانياته وقدراته في تحمل المسئولية، وان التجربة اثبتت ان أي طرف وحيدا لا يمكنه تحمل المسئولية الكاملة عن شعبنا وقضيتنا".
وقالت الجبهة :" ان تطوير المقاومة الشعبية اصبح ضرورة قصوى في هذه المرحلة خصوصا وانها بدأت تعطي نتائج ايجابية سواء على صعيد المواجهة مع جيش الاحتلال واشغاله وارهاقه او على صعيد حملات المقاطعة المتنامية والتي يجب ان تشمل كافة التعاملات الاقتصادية مع الاحتلال وان تؤخذ قرارات واضحة وحاسمة من قبل كافة مؤسساتنا بما يرهق الاقتصاد الاسرائيلي وصولا لتنفيذ قرار الانفكاك الاقتصادي الكامل، ان ذلك يتطلب العمل على انخراط اوسع قطاع جماهيري في فعالياتها وكذلك ضرورة انخراط كافة القيادات السياسية وفصائل العمل الوطني والجامعات وكافة المؤسسات التعليمية وهيئات المجتمع المدني والمتضامنون من دول العالم وفق خطة واضحة لتصعيد المقاومة وتشكيل لجان الحماية في كافة المدن والقرى والمخيمات لتكون المواجهة الشعبية الشاملة هي الرد على اعتداءات الاحتلال وعلى المؤامرات الهادفة لتصفية قضيتنا، والعمل على وضع خطة لمواجهة الحرب الاقتصادية التي يشنها الاحتلال ضد شعبنا سواء من خلال الاقتطاع من اموال الضرائب او القرصنة الاقتصادية التي يمارسها علينا.".
وتوجهت الجبهة بعظيم التحية الى جماهير شعبنا في كل اماكن تواجده مؤكدين لهم ان موعدنا مع العودة لفلسطين لقريب، والى اسيراتنا واسرانا الابطال كل التحية وهم يؤكدون للعالم اجمع بان شعب يمتلك هؤلاء المناضلين لا يمكن ان يهزم، والتحية موصولة الى ارواح شهدائنا الابرار مجددين العهد والقسم بان نبقى على ذات العهد الذي قضوا من اجله حتى تحقيق كامل اهدافنا الوطنية الثابتة والمشروعة.