تل أبيب: جولة العنف بالشمال لم تنتهِ والمُعضلة ثقة الإسرائيليين العمياء بنصر الله

السبت 07 سبتمبر 2019 12:18 م / بتوقيت القدس +2GMT
تل أبيب: جولة العنف بالشمال لم تنتهِ والمُعضلة ثقة الإسرائيليين العمياء بنصر الله



القدس المحتلة / سما /

أكّد أمس الخبراء والمُحلِّلون للشؤون العسكريّة والأمنيّة في قنوات التلفزيون الإسرائيليّ، نقلاً عن مصادرهم واسعة الاطلاع أنّ جولة العنف بين الكيان وبين حزب اله لم تنتهِ حتى اللحظة، لافتين في الوقت عينه إلى أنّه ليس من المُستبعد بتاتًا أنْ يلجأ الأمين العّام للحزب، سيّد المُقاومة، الشيخ حسن نصر الله، أنْ يلجأ إلى إرساء معادلة الدّم بالدّمّ، أيْ مُقابل كلّ شهيدٍ من حزب الله يجب أنْ يقوم حزب الله بقتل جنديٍّ إسرائيليٍّ، وبالتالي، رأى المُحلِّل أور هيلر، من القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ أنّ المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب ما زالت مُستعدّةً للتصعيد في كلّ لحظةٍ بالشمال، وأنّ نشر الناطِق العسكريّ صورًا لما قال الكيان إنّه مصنعًا مُشتركًا للصواريخ الدقيقة، أيْ لحزب الله ولإيران، كان هدفه توجيه رسالة تحذير لحزب الله إلّا يُواصِل التصعيد على الجبهة الشماليّة، كما قالت المصادر الإسرائيليّة الرفيعة.
على صلةٍ بما سلف، وتحت عنوان “نُصدِّق نصر الله”، رأى كبير المُحلِّلين السياسيين في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، ناحوم بارنيع، رأى في مقالٍ تحليليٍّ نشره بالصحيفة أنّ زعيم حزب الله، حسن نصر الله، يقِف في مركز الأحداث هذا الأسبوع، ففضلا ًعن الخطابات الكبرى التي يُلقيها، يرى الجيش الإسرائيليّ فيه رجلاً متوازناً ومسؤولاً، عدوًا صادقًا ومصداقًا، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّه في صياغةٍ لأحد الشعارات الانتخابيّة، نُصدِّق نصر الله.
بارنيع، المعروف بصلاته الوطيدة جدًا مع كبار صُنّاع القرار في كيان الاحتلال، تابع قائلاً إنّ الثقة بالرجل، أيْ السيّد نصر الله، التي تستنِد إلى سنواتٍ من التجارب المُتبادلة ونتائج استخباراتية نوعية، هو ما ميّز هذا الأسبوع بين الجيش الإسرائيليّ ومواطنين الجليل، فقد وَجَدَ المواطنون صعوبة في فهم سبب إقامة الجيش الإسرائيليّ حواجز على الطرق، وإيقاف مركبات عسكرية، ومحاولة العثور على الجنود في مركبات مدنية، وإبقاء الجنود في الخلف، وفي الوقت نفسه يُشجِّع المدنيين على مواصلة حياتهم العادية حتى الجدار الحدوديّ، مؤكّدًا على أنّ نصر الله كان الجواب.
وأشار المُحلّل بارنيع إلى أنّ الجولة الحالية بدأت قبل أسبوعين، عندما هبطت خلية إيرانية في مطار دمشق. وكان الإيرانيون يحوزون أربع حوامات متفجرة، قدّرت إسرائيل بأنّ الحوامات معدّة للاستخدام الفوريّ، وستنطلِق إلى موقفٍ في شمالي الجولان، وكان أحد الأهداف المحتملة هو موقع السياحة الذي يكثر الإسرائيليون من زيارته، حيث أمر قائد المنطقة الشمالية أمير برعم بإغلاق الموقع في الخامسة بعد الظهر، على حدّ تعبير المصادر التي استند إليها بارنيع.
وتابع: صفيت الحوامات يوم السبت، وقتل لبنانيون جندوا لميليشيا شيعيّةٍ، وليس لحزب الله، مُضيفًا أنّه في تلك الليلة هاجمت حوامات مركبة كانت تقف في بيروت، في قلب الضاحية، وكانت المركبة عنصرًا حيويًا في إانتاج الصواريخ الدقيقة، ونُسِبَ الهجوم لإسرائيل.
ورأى بارنبيع أنّه وفقًا للجيش الإسرائيليّ، كان التزامن صدفةً، ونصر الله يرى الأمور بغير ما قالت إسرائيل. فهجوم بيروت، لأول مرّةٍ منذ 13 عامًا، خرق التوازن بينه وبين إسرائيل، والقول إنّ الجهة المهاجمة استخدمت وسائل رقيقة، منعًا لإصابة المدنيين، لم تواسه: فالردع المتبادل يعد خلاصة سياسته وعصفور روحه، وقرر أنْ يضُمّ إلى الحساب الشابين اللبنانيين اللذين قتلا في الجولان السوريّ، واعتقد الجيش الإسرائيلي أنّه مخطئ: فموت اللبنانيين كان جزءًا ن الحساب بين إسرائيل وإيران،هذا ليس حسابه، لكنّ نصر الله لم يقتنع، كما أكّد المُحلِّل الإسرائيليّ.
وأضاف بارنبيع، نقلاً عن المصادر واسعة الاطلاع في تل أبيب، أضاف أنّه في الأسبوع الأخير من شهر آب (أغسطس) بعث بخلايا مضادات الدروع على طول 130 كيلومترًا من حدود إسرائيل- لبنان، وقال إنّه سيضرب هدفًا عسكريًا، وكان التقدير بأنّه يسعى لقتل اثنين – ثلاثة جنود، واستعدّ الجيش الإسرائيليّ بما يتناسب مع ذلك، فقد استقرّت القوات الكبرى: المدرعات، والمدفعية ووحدات المشاة، في سفحٍ خلفيٍّ، أمّا الاستحكامات المكشوفة للنار مستوية المسار، فقد أخليت، وفقًا لرواية الجيش الإسرائيليّ، جزئيًا، وحُظِرت الحركة على المركبات العسكرية في الطرق، أمّا المدنيون فشاهدوا إخلاء الاستحكامات بعيونٍ تعبةٍ، وفق توصيفه.
واختتم بارنيع: السبت، 31 آب (أغسطس) قبعت بتحفزٍ وحذّرٍ خلايا حزب الله في مواقعها الهجوميّة، وكانت المعضلة في قيادة المنطقة الشمالية بجيش الاحتلال صعبةً، كان يُمكِن فرض حظر تجوّلٍ على المدنيين: أمّا نصر الله فكان سيحتفل بفزع الإسرائيليين، ينتظر أسبوعًا أوْ أسبوعين وعندها سيهُاجِم. ويمكن، من جهةٍ أخرى، الثقة بكلمة نصر الله، قال المُحلِّل بارنيع.
ومرّةً أخرى، يؤكّد نصر الله، أنّه الزعيم العربيّ الوحيد، بعد الرئيس المصريّ الراحِل، جمال عبد الناصر، الذي يُرعِب الإسرائيليين، قيادةً وشعبًا، والفرق الوحيد بين الفترتين، أنّ عبد الناصر بقوّته وبقوّة بلاد الكنانة فرض سياساته على العرب، فيما يقوم اليوم وزراء خارجيّة عرب، وبشكلٍ خاصٍّ من دول الخليج، بالدفاع عن حقّ إسرائيل بـ”الدفاع” عن نفسها من صواريخ التنظيم الإرهابيّ حزب الله.