عقدت وزارة التربية والتعليم، من خلال معهدها الوطني للتدريب التربوي، مؤتمراً تربوياً تمحور حول دمج التكنولوجيا المساعدة للتعليم في فلسطين.
ويأتي هذا المؤتمر لتعزيز توظيف التكنولوجيا في النظام التربوي وتفعيله؛ وذلك في إطار المساعي لإحداث تغييرات تربوية منشودة، ورفد صانعي السياسات ومتخذي القرار في الوزارة ببيانات تسهم في تحقيق تعليم وتعلُّم نوعي مستمر.
وهدف المؤتمر إلى توفير فضاء تربوي موسع للتربويين، يتم من خلاله تقديم أوراق وبحوث تجريبية وإجرائية؛ باستحضار محاور تتناغم وتعلم الطلبة، وتعزيز مهارات القرن الحادي والعشرين في ظل عصر الرقمنة، والتقويم النوعي، والقيادة المدرسية والتطور المهني، والإشراف والإرشاد التربوي، وإدارة النظام التربوي، والتعليم الجامع ودمج ذوي الإعاقة.
وخلال افتتاحه فعاليات المؤتمر؛ نقل وكيل الوزارة د. بصري صالح تحيات الوزير أ.د. مروان عورتاني للمشاركين، مؤكداً أهمية المؤتمر في ضوء التوجهات المحلية والعالمية لتحويل التعليم التقليدي إلى النمط التكنولوجي، والتركيز على ممارسات قائمة على النقد والتقييم والتحاور والتشاركية وطرح الأسئلة.
وأشار صالح إلى أن المؤتمر يشكل فرصة قيمة لكافة المؤسسات التربوية والبحثية والأكاديمية للانخراط في نقاش مستفيض حول واقع تفعيل التكنولوجيا وصولاً إلى التعلم بدل التعليم، لافتاً إلى دور المعلم؛ كونه العنصر الرئيس الذي يؤثر في مخرجات التعليم بشكل مباشر، مما ينعكس ايجاباً على مهارات الطلبة من خلال التفكير الناقد، والتحليل والاستكشاف والتعلم بالملاحظة والتأمل.
بدورها، أشارت القائم بأعمال مدير عام المعهد الوطني للتدريب التربوي د. صوفيا الريماوي إلى أن المؤتمر يعد منصة لتعزيز الحوار التربوي من خلال التقاء عدد من التربويين والباحثين، وطرحهم لقضايا مرتكزة على ما لديهم من معارف ومهارات وخبرات وتوجهات حول دمج التكنولوجيا المساعدة للتعليم، وأثر ذلك في بناء إنسان فلسطيني قادر على توظيف التكنولوجيا بشكل فاعل لخدمة المنظومة التربوية.
وتضمن المؤتمر؛ عدة جلسات تمحورت أوراقها حول تفعيل المكتبات المدرسية، وتصميم التعليم، ورقمنته، وقياس المهارات التكنولوجية الأساسية للصف العاشر الأساسي، وأثر استخدام برنامج إلكتروني تفاعلي مستند إلى الانفوجرافيك في معرفة مفاهيم العلوم لدى طلاب الصف الثامن في مدرسة ذكور قباطية الأساسية الغربية للمعلمة هبة أبو الرب، وأثر استخدام الوسائط المتعددة في تنمية مهارتي التلاوة والتجويد لدى طلاب الصف الخامس في مدرسة ثانوية جنين الشرعية للمعلمة لطيفة ستيتي، وفاعلية استخدام الهاتف النقال في تعلم موضوع التفاعلات الكيميائية للصف التاسع للمعلمة إيمان انجاص من مدرسة ذ. دير قديس، وأثر استخدام السبورة التفاعلية على تحصيل طالبات الصف الثالث في مادة العلوم ودافعيتهم نحو تعلمها في مدينة نابلس للمعلم صهيب ثابت من مدرسة ذكور قراوة بني حسان الشرعية.
كما تم عرض أبحاث حول فاعلية برنامج يستند الى الألعاب التعليمية المحوسبة في معالجة الصعوبات القرائية والكتابية لدى الطالبات الملتحقات بغرفة المصادر في مدرسة بيسان الاساسية للبنات للمعلمة عبير مروان الأخضر من مدرسة بيسان الأساسية للبنات، وأثر التعليم المحوسب على المستوى التحصيلي لطالبات الصف الرابع في مادة اللغة العربية للمعلمة سحر عليان من مدرسة بنات اشبيلية الأساسية، وفاعلية برنامج مقترح في العلوم قائم على الكائنات التعليمية في تنمية التفكير الاستقصائي لدى طلاب المرحلة الأساسية للمعلمة مرفت الشريف من مدرسة اسحق القواسمة، وفاعلية توظيف المنصات الإلكترونية في تدريب معلمي الريادة والأعمال على استخدام استراتيجية الرحلات المعرفية عبر الويب للمعلمة ابتسام أبو خلف من تربية شمال الخليل.
وأوصى المشاركون بضرورة تطوير سياسات تربوية وإقرارها في مجال توظيف التكنولوجيا في التعليم، والتركيز على النتاجات وبناء القدرات وتدريب المعلمين، واستثمار المقدرات والخبرات المتوافرة في الوزارة لتطوير المصادر التعليمية الإلكترونية والرقمية والبرمجيات اللازمة لضمان استدامة تقديم الخدمة، وأهمية تشكيل فريق وطني لمتابعة نتائج الدراسات التي خرج بها المؤتمر والمؤتمرات التربوية عموماً، وتوفير حاضنة للأبحاث الإجرائية المقدمة من المعلمين، وأهمية بناء تطبيقات للمنهاج الفلسطيني وتدريب المعلمين على استخدامها وتوظيفها في التعليم.
وفي اختتام المؤتمر؛ تم تكريم الباحثين والباحثات ومقرري الجلسات، والقائمين على المؤتمر من طاقم المعهد الوطني وذوي العلاقة من الميدان التربوي والجامعات الفلسطينية.