أسباب و علاج إكزيما الأطفال

الإثنين 19 أغسطس 2019 11:46 ص / بتوقيت القدس +2GMT
أسباب و علاج إكزيما الأطفال



وكالات / سما /

الإكزيما حالة طبية تسبب جفافًا وحكة أو هرش في البشرة وتصيب ما يصل إلى واحد بين كل خمسة أطفال. عادة ما تظهر للمرة الأولى قبل أن يبلغ طفلك السنتين من العمر. الخبر السار هو أن معظم الأطفال الذين يعانون من الإكزيما يشفون منها عندما يصلون إلى سن المراهقة.

لا يمكن علاج الإكزيما بشكل كامل، ولكن يمكن السيطرة عليها باستخدام العلاجات المناسبة. تعرف الإكزيما أيضًا بالإكزيما التأتبية (الاستشرائية)، أو التهاب الجلد التأتبي. وتعني أن طفلك ورث القابلية للإصابة بحالات مثل، الإكزيما، والربو، وحمى القش. غير أن هناك صفات مشتركة لجميع الأنواع هي الجفاف، والحكة، والاحمرار وتشقّق الجلد. وقد تظهر على الجلد تقرحات يسيل الدم منها أحيانًا. أما أكثر مناطق الجسم تعرضاً للإصابة بالإكزيما، فهي اليدان، والوجه، والكوعان والركبتان.

تعني الإصابة بالإكزيما أن الحاجز أو العازل في الجلد لا يعمل بالشكل المطلوب، ما يجعل البشرة أكثر جفافاً. ستكون بشرة طفلك أكثر عرضة للإلتهاب، كما قد تدخل المواد المثيرة للحساسية إلى الجلد بسهولة أكبر فتزيد الحالة سوءًا.

ما الذي يسبّب الإكزيما؟

لا نعرف بالضبط ما الذي يسبّب الإكزيما، لكن قد تلعب الجينات دوراً في المسألة. زادت معدلات الإصابة بحالات الحساسية، بما فيها الإكزيما، والربو، وحمى القش خلال العقود القليلة الأخيرة، وقد بدأت تستقر حديثاً. تؤثر الإكزيما على الجلد في أوقات ظهور الإصابة. وقد تبدو بشرة طفلك جافة ومثيرة للحكة في بعض المواضع في أغلب الوقت، لكن ربما تسوء خلال فترة الإصابة وتصبح ملتهبة. ويحدث الأمر عندما يتحسس جهاز طفلك المناعي بشكل مفرط على المواد التي تسبب له الحساسية. عندها قد يحتاج إلى علاج مكثّف أكثر.

في بعض الأحيان، تحفّز الإصابة بالإكزيما تهيج الجلد جرّاء المواد الكيميائية، مثل المنظفات في فقاعات الاستحمام، والشامبو، ومساحيق الغسيل، ومنعّمات الأقمشة. استخدمي الغسول المرطّب بدل الصابون والمنظفات عند الاستحمام. يمكنك أيضاً محاولة تغيير مساحيق الغسيل من العادية إلى الأنواع غير البيولوجية لاكتشاف إذا كان هذا التغيير يحسّن إصابة طفلك بالإكزيما.

ربما تكون الإكزيما مزعجة بشدة لدى الأطفال الصغار لأنهم يجدون صعوبة في منع أنفسهم من حكّ أو خدش بشرتهم، ما قد يؤدي إلى الإلتهابات. في بعض الحالات، يمكن أن تقلق الإكزيما نوم طفلك وتؤثر على ثقته بنفسه.

ما هو العلاج الذي يساعد في حالة الإكزيما؟

يرتبط علاج الإكزيما بنوعها ودرجتها؛ لو ظهرت لدى طفلك مناطق قليلة حمراء اللون تثير الحكة، يمكنك علاجها باستخدام كريم أو لوشن أو جل للترطيب مع كريم سترويد ( كورتيزون) خفيف لمدة محدودة .

يعتبر ترطيب بشرة طفلك لتجنب إثارة الإكزيما أمر بالغ الأهمية. يحتاج جميع الأطفال الذين يعانون من الإكزيما إلى استخدام كميات وفيرة من مواد الترطيب عدة مرات في اليوم، حتى لو لم توجد بقع للإكزيما. يمنع ذلك تعرض البشرة للجفاف الشديد. تتوفر مجموعة كبيرة من منتجات ترطيب البشرة وقد تضطرين إلى تجريب العديد منها للعثور على واحد يناسب طفلك تماماً. وتتوفر على شكل كريمات، ومراهم، ولوشن، ومواد تضاف إلى الحمام. قد تحتاجين إلى استخدام كميات كبيرة من المرطبات بانتظام.

يجب أن تكرر طبيبتك كتابة الوصفة الطبية بمجرد أن تعرفي النوع الذي يعطيك أفضل مفعول. يستحسن تجنب مواد الترطيب التي تأتي على شكل كريم مائي. فقد أن تحتوي على منظفات يحتمل أن تهيج بشرة طفلك.

هل يمكن أن يؤذي استعمال أدوية السترويد طفلي؟

كثيراً ما يوصي الأطباء بمعالجة الإكزيما عند الأطفال مع كريم أو مرهم الستيرويد (الكورتيزون)، بالإضافة إلى المواد المرطبة من وقت لآخر. تعتبر كريمات ومراهم الستيرويد آمنة إذا استخدمت بشكل صحيح. ويعتبر الأثر الجانبي الرئيسي لها هو ترقيق البشرة إذا تم استخدامها لفترات طويلة من الزمن، لكن ليس هناك دليل على أن هذا الأثر سيدوم.

من الضروري أن تستخدمي التركيز الصحيح لكريم الستيرويد بحسب شدة الإصابة بالإكزيما. ويجب دائماً استخدامه تحت إشراف الطبيبة، والتي ستوضح لك الكمية المطلوب وضعها على بشرة طفلك. عند استخدام كريم الستيرويد، ضعيه فقط على المناطق المصابة، وليس أكثر من مرتين في اليوم. وتذكري دائماً استخدام الكثير من كريمات الترطيب. يمكنك وضع أكبر قدر يحتاجه طفلك من هذه الكريمات.

ما هي العلاجات الأخرى المتاحة؟

أحياناً، توصف مضادات الهيستامين التي تؤخذ عبر الفم إذا كانت إصابة طفلك بالإكزيما تسبب له حكة شديدة وتزعج نومه، لكنها لا تستخدم كعلاج روتيني للإكزيما. تسبب مضادات الهستامين المتوفرة للأطفال الصغار النعاس عادة، لذا يستحسن أن تستخدم في الليل. كما تفضّل إستشارة طبيبتك قبل إعطاء طفلك الصغير مضادات الهيستامين.

في حال كانت إصابة طفلك بالإكزيما حادة أكثر، قد يحتاج إلى استخدام أنواع أقوى من كريمات أو مراهم الستيرويد من وقت لآخر. ما لم تستجب إصابته بالإكزيما للعلاج، قد يتطلب زيارة طبيبة متخصصة في الأمراض الجلدية للحصول على علاجات أخرى. وبين العلاجات الأخرى التي قد تساعد في حالات الإصابة الشديدة بالإكزيما ضمادات طبية جافة وشرائط لف رطبة تعمل عبر بلّ الضمادات بكريم ترطيب أو الستيرويد ثم تلَّف الضمادات الجافة فوقها. سيساعد هذا الإجراء على امتصاص الجلد للعلاج.

ماذا يحدث لو التهبت المنطقة المصابة بالإكزيما؟

قد تتعرض الإصابة بالإكزيما لمضاعفات بسبب الإلتهابات الجلدية التي تحدث غالباً جراء الحك أو الخدش إلى أن ينفتح أو يتشقق الجلد. إذا التهبت إصابة طفلك بالإكزيما، فقد تنزف أو تتقشر أو تنزّ سائلاً، وستحتاجين إلى المضادات الحيوية للقضاء على الإلتهاب. إذا أصيبت منطقة صغيرة فقط بالالتهاب، فقد يوصف لطفلك مضاد حيوي على شكل كريم. في حال طالت الإصابة منطقة واسعة، سيحتاج إلى تناول أدوية المضاد الحيوي عبر الفم.

هل يمكنني القيام بأي شيء لمنع تفاقم إصابة طفلي بالإكزيما؟

قد يساعد الإلتزام بالرضاعة الطبيعية حصرياً على مدى أربعة أشهر على الأقل في الحماية من الإصابة بالإكزيما وأنواع الحساسية الأخرى. توصي منظمة الصحة العالمية بالاقتصار على الرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر.

قد يكون لدى بعض الأطفال الذين يصابون بالإكزيما حساسية من حليب البقر، لكن من الضروري إستشارة طبيبتك قبل استبعاد حليب البقر (أو الحليب الاصطناعي المستخلص من حليب البقر) من نظام طفلك الغذائي. إذا كان طفلك يرضع حليباً اصطناعياً، فقد تنصحك طبيبتك بتجريب الحليب الاصطناعي بالبروتين المهدرج. لا ينصح باستخدام الحليب الاصطناعي المستخلص من فول الصويا وحليب الماعز.

لا يوجد دليل جازم على أن تجنب بعض الأطعمة أثناء الرضاعة الطبيعية أو الحمل يمنع إصابة طفلك بالإكزيما، لكن يستحسن التحدث الى طبيبتك إذا كنت أماً مرضعة وتتناولين بعض الأطعمة التي يبدو أنها تسبب ردة فعل لدى طفلك. لا تغيري نظامك الغذائي ما لم تناقشي الأمر مع طبيبتك أولاً.

هناك بعض الأدلة على أن تناول البروبيوتيك (سواء أكان كمكمل غذائي أو طعام، مثل الروب أي الزبادي أو اللبن الرائب) أثناء الحمل قد يقلل احتمالات إصابة طفلك بالإكزيما، لكن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث في هذا الشأن.

هل هناك شيء آخر يمكنني فعله لمساعدة طفلي؟

هناك بعض الأمور التي يمكنك القيام بها لمساعدة طفلك:

يلاحظ أن تناول أنواع معينة من الأطعمة يسهم في تفاقم حالة الإكزيما، ويمكن أن تتجنبي الحساسية التي قد تنشأ عن تناول نوع معين من الأطعمة بالإبتعاد عنه. لكن لا تحاولي تغيير نظام طفلك الغذائي بشكل مفاجئ ومن دون الرجوع إلى الطبيب المختص.

عادة، ينصح الأطباء في حالات الإكزيما الشديدة بإبعاد الحيوانات الأليفة عن المنزل أو وضعها في مكان مخصص بعيداً عن الطفل.

قد تسبب القرادات (المعروفة شعبياً بـ "العتّ" وهي حشرات صغيرة جداً تعشش حيث يتراكم غبار المنازل) ظهور بعض حالات الإكزيما. تستطيعين تخفيف كمية الغبار في المنزل عبر إزالته بقطعة قماش رطبة لأنها أفضل من الجافة. في الحالات الشديدة، قد تضطرين إلى رفع السجاد نهائياً عن البلاط. كما أن غسيل مفارش السرير باستمرار وعلى درجة حرارة عالية يمكن أن يخفف من الحالة. تجدين في المراكز التجارية العديد من أجهزة التنظيف التي تساعدك في ذلك، مثل المكانس الكهربائية، والمرشحات والسبراي (البخّاخ).

تساعد الرضاعة الطبيعية، وإن استمرت لبضعة أشهر فقط، على حماية الطفل من الإكزيما وغيرها من أنواع الحساسية. يظهر بعض الرضّع والأطفال الأكبر سناً حساسية تجاه حليب البقر، لكن يجب استشارة الطبيب قبل استبعاد الحليب الاصطناعي من غذاء الطفل أو تبديله.

تساهم الملابس القطنية في تخفيف حدة المرض، على عكس الملابس الصوفية أو ذات النسيج الاصطناعي التي تزيد الحالة سوءاً.

تزيد المبالغة في التدفئة حالة الإكزيما أحياناً، لذا استعملي مفارش وأغطية سرير خفيفة مع تعديل حرارة الغرفة.

قصّي أظافر طفلك باستمرار كي لا يخدش الأماكن المصابة فتتهيج عند حكّها، كما يمكنك شراء قفازات قطنية تمنع طفلك من الحكّ ليلاً.