كشف تقرير حديث لوكالة الفضاء الأوروبية صدر في 16 يوليو/تموز الحالي عدم احتمالية تعرض الأرض للاصطدام بالكويكب QV89 2006 الذي كان من المتوقع له أن يحدث في سبتمبر/أيلول من العام الحالي.
وكما هو واضح من اسمه فقد اكتشف الكويكب QV89 2006 عام 2006، وهو جسم صغير يتراوح قطره بين عشرين إلى خمسين مترا. وخلصت وكالة الفضاء الأوروبية والمرصد الأوروبي الجنوبي إلى أن الكويكب 2006QV89 ليس في مسار تصادمي مع الأرض هذا العام، كما أن فرص أي تأثير مستقبلي له على الأرض بعيدة للغاية.
قياسات ضرورية
بمجرد اكتشاف الكويكب، يجب على علماء الفضاء أن يسارعوا إلى اتخاذ بعض القياسات لرصده في مداره قبل أن يختفي لفترة قد تستمر عقودا، وتعمل هذه النوعية من القياسات على تحسين فهمنا لمسار الكويكب وتوضيح المخاطر التي تشكلها الصخور الفضائية على الأرض.
وعندما يكتشف أن كويكبا ما لديه إمكانية حتى لو بنسبة ضئيلة للسقوط في الأرض، فإن إجراء قياسات مفصلة للغاية له يصبح أمرا ضروريا، وهو ما حدث في حالة الكويكب QV89 2006.
حيث كان قد جرى اكتشاف الكويكب 2006 QV89 في أغسطس/آب 2006، ولوحظ لمدة عشرة أيام فقط. وقتها توقع العلماء أن تكون للكويكب فرصة ضئيلة جدا للاصطدام بالأرض في التاسع من سبتمبر/أيلول المقبل بنسبة 1 في 7000.
وبعد اليوم العاشر، كان الكويكب قد اختفى ولم تعد هناك إمكانية لملاحظته ولم يشاهد منذ ذلك الحين. لكن الآن، وبعد أكثر من عقد من الزمان، أصبح بإمكان العلماء التنبؤ بموقعه لكن بدرجة دقة ضعيفة للغاية كما يجعل من الصعب على الفلكيين أن يعيدوا رصده.
استبعاد الاحتمال
ورغم أننا لا نعرف موقع هذا الكويكب بالضبط، فإننا نعرف مكان ظهوره في السماء إذا كان في مسار تصادم مع كوكبنا. لذلك، يمكننا ببساطة ملاحظة هذه المساحة الصغيرة من السماء للتأكد من أن الكويكب ليس موجودا بهذه المنطقة (مسار التصادم مع الأرض).
بهذه الطريقة يكون لدى العلماء إمكانية استبعاد حدوث أي خطر لتصادم الكويكب بالأرض، حتى بدون رؤية الكويكب نفسه.
وهذا بالضبط ما فعلته وكالة الفضاء الأوروبية والمرصد الجنوبي الأوروبي يومي 4 و5 يوليو/تموز، باستخدام تلسكوب كبير جدا مكنهم من الحصول على صور لمنطقة صغيرة بالسماء كان من المفترض أن يتم رصد موقع الكويكب بها إذا كان على الطريق الصحيح للتأثير على الأرض في سبتمبر/أيلول (كما كان متوقعا في السابق).
لكن العلماء لم يعثروا على الكويكب في موقعه المفترض، مما ينفي أي احتمالية لاصطدامه بالأرض في المستقبل القريب.