أكد المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن إحياء يوم القدس العالمي، أمس الجمعة، شكل انطلاقة للخطوات العملية الرافضة لصفقة القرن وورشات ومؤتمرات القمم المشبوهة، والمناهِضة لكل أشكال التآمر والتواطؤ على قضيتنا الوطنية وشعبنا العربي ومحور المقاومة، وكذلك مواجهة ما تتعرض له مدينة القدس من سياسات التهويد والقضم ومحاولات نزع هويتها العربية ورمزيتها ومكانتها الوطنية والدينية.
وشدد المكتب السياسي على أن يوم القدس العالمي الذي أحياه الملايين في أرجاء الأرض هذا العام، والذي يأتي في لحظة مفصلية هامة في تاريخ شعبنا الفلسطيني، شكل استفتاءً شعبيًا داعمًا لشعبنا وحقوقه الوطنية، وجدّد التأكيد على أن الكيان الصهيوني ومن خلفه الإدارة الأمريكية هم الأعداء الحقيقيّون لشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية ولكل شعوب المنطقة والعالم بأكمله.
واعتبر المكتب السياسي أن يوم القدس شكل محطة نوعية لتحشيد الجهود لمواجهة صفقة العار الأمريكية، والمحاولات الهادفة إلى تزوير الوعي عبر استبدال العدو الصهيوني بعداءٍ للجمهورية الإسلامية الإيرانية، في محاولة لإنهاء القضية الفلسطينية من على الأجندة العربية والدولية، وتوسيع رقعة العدوان الصهيوني والمطامع الأمريكية في المنطقة بدعم من بعض القوى الرجعية العربية.
وحيّا المكتب السياسي كلًا من الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية والشعب اليمني، وكل الذين يتقدمون في خندق المقاومة الفلسطينية والعربية والإسلامية، إسناداً لعروبة فلسطين، وللحق الفلسطيني، ويواجهون المخططات الأمريكية والصهيونية والرجعية العربية التي تستهدف الأرض والمقدسات والثروات وحالة الاستقرار.
وأكد المكتب السياسي رفضه البيان الختامي الصادر عن القمة العربية الطارئة في مكة، معربًا عن إدانته لتساوق كل من المملكة العربية السعودية والبحرين مع الإدارة الأمريكية ومخططاتها تجاه فلسطين والمنطقة.
واعتبر المكتب السياسي أن ما تضمنه البيان الختامي الصادر عن قمة مكة من محاولات تزوير للحقائق الميدانية على الأرض، وتجاهله للقضية الفلسطينية عبر محاولة حرف البوصلة عن مركز الصراع لصالح صراعات وهمية ممثلة باعتبار الجمهورية الإسلامية عدوًا للأمة بدلاً من العدو الأساسي وهو العدو الصهيوني؛ يشير إلى أن هذه الأنظمة العربية الرجعية مصممة على أن تكون في الخندق المعادي لأمتنا العربية، وأن تواصل عداءها لحق الشعوب في مقاومة الاحتلال والاستعمار.
ورأى المكتب السياسي في ورشة المنامة الاقتصادية التي ستعقد برعاية أمريكية محاولة مشبوهة لتسويق وتشريع جريمة القرن عبر شعارات ومصوغات اقتصادية، كمقدمة لتمرير الصفقة. ودعا الشعوب العربية إلى التصدي لكل المحاولات الهادفة لتدليس الوعي الجمعي العربي، والتصدي لصفقة القرن وتداعياتها الكارثية على وحدة واستقرار البلدان العربية، وذلك عبر تشكيل جبهة عربية واسعة لمواجهة ومقاومة الصفقة التي لا تستهدف فلسطين وحقوق شعبنا الفلسطيني وحده، بل تطال الدول والمجتمعات العربية بالمزيد من التفتيت والفوضى والتدمير وتحويلها لتجمعات سكانية وغيتوهات تسيطر عليها الصهيونية والإمبريالية الأمريكية.
كما دعا المكتب السياسي الكل الفلسطيني إلى التوحد في مواجهة الصفقة وإغلاق باب الاحتراب الداخلي والدفع بجهود إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة، وإعادة بناء مؤسساتنا الوطنية على أساس الشراكة بما يحصن البيت الفلسطيني ويقويه في مواجهة "الصفقة" وأهدافها التصفوية.
وختم المكتب السياسي بيانه بتوجيه تحية الفخر والاعتزاز إلى الشهيدين عبد الله غيث ويوسف وجيه اللذين استشهدا برصاص الاحتلال في مدينة القدس، صباح أمس، والتحية إلى الجماهير الفلسطينية التي احتشدت بالآلاف في باحات المسجد الأقصى، وإلى الملايين الذين خرجوا في الميادين والشوارع في مختلف دول وعواصم العالم إحياءً ليوم القدس العالمي وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني ورفضًا لمشاريع التصفية.