الخارجية: تهديدات "غرينبلات" دفعت الدول للاصرار على حماية الأونروا

الخميس 23 مايو 2019 01:01 م / بتوقيت القدس +2GMT



رام الله / سما /

رأت وزارة الخارجية والمغتربين أن الإدارة الأمريكية الحالية تتعامل مع الصراع بنظرة أحادية الرؤية في قراءة الأحداث التي أدت الى هذا الصراع من حيث جذوره وأسباب استمراره وتداعياته وكيفية انهائه، وتتجاهل أيضاً قراءة التاريخ والقانون الدولي والمرجعيات الدولية ومرجعيات عملية السلام والواقع على الأرض أيضا. 

واكدت الوزارة مجدداً أن إدارة ترامب تتبنى بشكل كامل الرؤية الإسرائيلية التي أصبح "غرينبلات" ناطقا رسميا باسمها ومدافعا عنها ويعبر بشكل كامل عن إحتياجاتها ومصالحها، ويوفر لها الحماية المطلقة من أية مساءلة أو محاسبة وفقاً للقانون الدولي على جرائمها المتواصلة بحق الشعب ، وكأنه ينظر فقط للفلسطيني من زاوية تحسين ظروف معيشته تحت الاحتلال متناسياً حقه في انهاء هذا الاحتلال وفي مقاومته، وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية المحتلة وفقا للقرارات الدولية.

واشارت الوزارة الى ان ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب تصر على مواصلة سياستها القائمة على وضع العربة أمام الحصان، من خلال حسم قضايا المفاوضات النهائية لصالح الاحتلال بقرارات أمريكية إستباقية وإجراءات ميدانية استعمارية بعيداً عن أية مفاوضات، واهمة بقدرتها على بعثرة قضايا الصراع الجوهرية، لتقوم بشطب ما تريد منها وإزاحته عن الطاولة وإعادة ترتيب ما تبقى منها وفقاً لأولويات الحلف الصهيوأمريكي وما يخدم مصالح دولة الإحتلال وتوجهات اليمين وأيديولوجيته المتطرفة، مضيفة "هذا ما أكد عليه مرة اخرى مبعوث الرئيس ترامب للشرق الاوسط "جيسون غرينبلات" أمام مجلس الأمن الدولي، عندما إختار مهاجمة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الاونروا"، داعيا الى الغائها ومنح دورها للدول المستضيفة للاجئين، في دعوة صريحة وعلنية الى تفكيك الوكالة الدولية، بما يؤدي الى توطين اللاجئين والغاء حق العودة.

واضافت ان "غرينبلات" يستخف بالشرعية الدولية وقراراتها مُتهما إياها بـ (خذلان) الشعب في محاولة ممجوجة لتبرئة الإحتلال والتغطية على جرائمه، كما واصل "غرينبلات" التحريض على القيادة الفلسطينية، وأغفل أية إشارة بضرورة إنهاء الإحتلال وتحميله المسؤولية عما وصلت اليه أوضاع ومعاناة شعبنا، وعن افشاله المتعمد لجميع أشكال المفاوضات السابقة وفرص التوصل الى اتفاق ينهي الصراع".

واضافت "إن أقوال "غرينبلات" تنم عن نظرة ضيقة قصيرة المدى وسطحية تعكس جهلا مطبقا واستسلاما وتكرارا لرواية الاحتلال حول الصراع، وهذه بالنسبة لنا أسباب كافية كي نرفض كل ما يقال، وكل ما يقدم من أفكار تآمرية تحت مسمى (خطط لتحسين ظروف المعيشة) للفلسطينيين".
واكدت الوزارة أن ذلك كله يستدعي ليس فقط رد فعل من الفلسطينيين، وانما من المجتمع الدولي الذي يجب أن يدافع عن كرامته، يدافع عن مبادئه، وعن الشرعية الدولية التي تم تأسيسها منذ عقود طويلة بصفتها الناظم لطبيعة العلاقات بين الدول في إطار مفهوم متعدد الأطراف، هذا التمادي الأمريكي في الاساءة للشعب وقضيته وحقوقه والتنكر الممنهج للقانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها، يؤسس لسابقة خطيرة في النظام الدولي القائم، وهو ما يعني أن أية دولة معرضة أن تجد نفسها ضحية الفوقية والعدوانية الأمريكية رغم اختلاف الظروف والمعطيات، وإن الدفاع عن فلسطين وقضيتها العادلة هو الدفاع عن هذه القيم والمبادىء والدفاع عن النظام الدولي القائم ومرتكزاته، وهو أيضاً دفاعاً عن جميع الدول التي قد تتعرض لأوضاع مشابهة مستقبلاً من جانب ادارة ترامب التي ترغب في الإجهاز على النظام الدولي القائم ومنجزاته.