متجها بعكازه نحو شاطئ البحر حاملاً بيديه أدواته البسيطة ليمارس هوايته وموهبته فى رسم الأشكال والمخطوطات والشخصيات على رمال الشاطئ ،بعد أن فقد قدمه اليسرى خلال قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلهم عام 2008.
الشباب "محمد طوطح" من حى الزيتون بمدينة غزة، لم تثنه كل الظروف الجسدية والمعنوية عن إكمال طموحه وآماله فى احتراف موهبة الرسم على رمال البحر،حتى صارت مهنة يلبي بها احتياجات أسرته.
ويستخدم محمد فى رسمه أدوات بدائية، مثل "الكريك"و"المسطارين"و"المعلقة"و"بخاخة الألوان" ليعطي بها جمالاً للرسومات والأشكال والصور التى يرسمها يومياً لكل شخص وذلك مقابل مبلغٍ يسير من المال ،بعد ان أصبحت مهنة له بجانب عمله كسائق "تكتك" .
وكان الرسم على الرمال مجرد هواية "محمد "حتى عام 2012م، إذ كان يكتفى ببعض الرسومات التشكيلية التي كانت تجوب فى خاطره، إلي ان رآه صديقه إبراهيم الوادية الذي أعجب برسوماته،فقد كان خير دافع له في تطوير وتنمية مهاراته في الرسم على الرمال من خلال مشاهدتهم لبعض الرسومات على موقع "اليوتيوب" الإلكتروني.
ويقول كانت الرسومات تزداد جمالاً وتالقًا يوماً بعد يوم،فبعد كتابة أسماء أبنائي على رمال البحر وبعض الشعارات البدائية، نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي،ولاقت اهتماما كبيراً من الجمهور والمتابعين ؛مما دفعنى لأطلق العنان لموهبتي في الرسم لصور الشهداء كالشيخ أحمد ياسين و ياسر عرفات.
ويؤكد على ان أكبر المعيقات التي تواجهه أثناء عمله هى الأصابة التى تسببت فى بتر قدمه،وعدم وجود أماكن مخصصة للرسامين،وعدم تلقيه الرعاية الكافية من المؤسسات ذات العلاقة والحصار، إضافة إلى منعه من السفر لتركيب طرف صناعي او الرسم على الشواطئ فى الدول الأخرى .
وعن طموحاته وجهوده للتميز والإبداع في المسابقات المحلية والدولية يسعى للحصول على جائزة فلسطين الدولية للإبداع والتميز، فقد تقدم لها فى مرات السابقة ولكنه لم يُوافق في الحصول عليها،عازماً هذه المرة الحصول عليها وتمثيل فلسطين في المسابقات الدولية،ورسم اللوحات الفنية التى يأمل إدراجها ضمن موسوعة غينيتس للأرقام القياسية.