قالت وزارة الخارجية إن التحالف "الصهيوأمريكي" يُسابق الزمن لإتمام مخططاته من بوابة (صفقة القرن) الاميركية كرافعة نهائية لتمكين هذا المشروع الاستعماري الخطير ومنحه (الشرعية) المزعومة، وهو ما سيؤدي بالضرورة الى تقويض أية فرصة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين.
ورأت الوزارة، في بيان لها، اليوم الأربعاء، أن اكتفاء المجتمع الدولي وعدد من الدول بالبيانات والمواقف التي تؤكد (دعمها) لحل الدولتين، دون أن تتبعها خطوات عملية لحماية هذا الحل أو توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال والاستيطان، يعكس تخاذلا دولياً ملحوظاً يصعب تبريره أو فهمه.
وقالت الوزارة إنها إذ تدين بأشد العبارات عمليات التغول الاستعماري غير المسبوقة في المناطق المصنفة (ج)، فإنها تؤكد أن تواصل سلطات الاحتلال الاسرائيلي تعميق استعمارها الاحتلالي في جميع المناطق الفلسطينية المصنفة (ج) بشتى الأشكال والأساليب، هو امتداد لبرنامج اليمين الاسرائيلي الذي صعد الى الحكم في العام 2009، وأن وتيرة هذا التغول تتسارع بشكل مجنون منذ دخول دونالد ترمب البيت الأبيض وإقدامه على تبني ايديولوجية اليمين الظلامية واسناد مخططاته الاستعمارية التوسعية على حساب الارض الفلسطينية المحتلة، وتحوله الى شريك كامل في حسم قضايا الحل الدائم التفاوضية من جانب واحد وبقوة الاحتلال، وهو ما عكسته بوضوح اعلاناته المشؤومة المتتالية ضد الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.
وأبرزت الوزارة في بيانها تصعيد الاحتلال لعمليات هدم منازل المواطنين بحجج مختلفة، كما يحدث في القدس الشرقية المحتلة، حيث شرعت قوات الاحتلال فجر هذا اليوم بهدم وتشريد سكان حي وادي ياصول ببلدة سلوان، وهدم منزل في مدخل جبارة في طولكرم وخربة "سوسيا" جنوب الخليل وغيرها، وجميعها لهدف واحد هو تهجير الفلسطينيين من تلك المناطق، والتمادي في مصادرة مساحات واسعة منها كما حدث بالأمس في منطقة الأغوار، وكما حدث أيضاً في المنطقة الشرقية من خربة "يانون" جنوب نابلس، حيث أقدمت سلطات الاحتلال على تحويل مئات الدونمات الزراعية الى محمية طبيعية يُمنع دخول المواطنين الفلسطينيين إليها بهدف تخصيصها لتوسيع مستوطنة (ايتمار) بحيث تصل حدودها الى الجبال المطلة على منطقة الأغوار.
ورأت الوزارة أن هذه السياسة الاحتلالية تندرج في سياق محاصرة الوجود الفلسطيني وحرمانه من التمدد العمراني بجميع أشكاله، في محاولة لتعويض فشل الاحتلال في إغراق تلك المناطق بالمستوطنين اليهود، عن طريق اطلاق يد قوات الاحتلال لفرض سيطرتها العسكرية على تلك المناطق تارة تحت شعار (التدريبات العسكرية) وتارة اخرى بشعار (المحميات الطبيعية).