محللون: نتنياهو سيعمل على إضعاف السلطة وسيستمر بالتفاهمات مع "حماس" لتعزيز الانفصال

الخميس 11 أبريل 2019 06:07 م / بتوقيت القدس +2GMT
محللون: نتنياهو سيعمل على إضعاف السلطة وسيستمر بالتفاهمات مع "حماس" لتعزيز الانفصال



غزة / سما /

اوضح محللون فلسطينيون، أن استمرار بنيامين نتنياهو في قيادة الحكم بإسرائيل بعد النتيجة التي حققها إلى جانب أحزاب اليمين أمام منافسه بيني غانتس زعيم تحالف أزرق –أبيض، وأحزاب اليسار والوسط الاسرائيلي، ستجعله يستمر في سياساته التي انتهجها مؤخرا والتغول بشكل أكبر ضد الفلسطينيين، والعمل على تعزيز الانقسام، كما  أَعلن مؤخرا في أكثر من تصريح صحفي للاعلام العبري.

ورأى المحللون، أن نتنياهو سيواصل العمل على إضعاف السلطة الفلسطينية من خلال مزيد من الإجراءات سيتخذها في الضفة الغربية، وسيعزز تفاهماته مع حركة حماس من أجل منع وقوع مواجهة عسكرية شاملة قد يخسرها، ومن أجل تعزيز الانفصال الفلسطيني الذي لم تنجح الفصائل الفلسطينية في انهائه والتوصل لاتفاق يقضي على أحلام نتنياهو.

و قال المحلل السياسي هاني حبيب، إن نتنياهو سيستمر في سياساته، ولكنها "ستكون أكثر عمقا، بحيث يكون المنحى الأساسي بالنسبة له ضم المنطقة سي في الضفة الغربية، والاستمرار في التأكيد على ضرورة البقاء في مناطق الأغوار تحت تبريرات أمنية، والعمل على إضعاف السلطة والضغط عليها من أجل استمرار التنسيق الأمني".

وأوضح حبيب ، أن نتنياهو "سيواصل استخدام أداته الأساسية في غزة من خلال التهدئة، عوضا عن الحرب التي قد يخسرها، باعتبار أن التهدئة مصلحة إسرائيلية".

وأشار إلى أن نتنياهو قد يتعرض للابتزاز من قوى يمينية، وخاصةً من ليبرمان الذي يطالب بإنهاء التفاهمات مع حماس ووقف التهدئة، مرجحا في الوقت ذاته أن ينجح نتنياهو بقدرته وذكائه في الضغط على ليبرمان.

واعتبر حبيب، أن السياسة الفلسطينية الراهنة "تتحمل مسؤوليتها كافة القوى على كافة الصعد، بعد أن فشلت تلك القوى في تجاوز الانقسام، ما سيبقيها عاجزة في مواجهة وملاحقة استحقاقات كل الإجراءات الإسرائيلية المتسارعة".

ولفت إلى أن "هناك حالة ضعف وترهل، بحيث لا تقوى أي منها على الصمود بأي شكل من الأشكال في الوقوف أمام هذه المشاريع الإسرائيلية، وهذا يتطلب مغادرة هذه السياسة وتحمل مسؤوليتها، وذلك يتطلب إرادة فلسطينية لكنها غير متوفرة حتى الآن".

ولم يستبعد حبيب أن يلجأ نتنياهو فعليا إلى إعلان ضم بعض مناطق الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية، في ظل تقديم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الهدايا بشكل متلاحق له، وتقديمه دعما لا محدودا له. مشيرا إلى أن "ترامب الذي سيدخل بعد عام حملة رئاسية انتخابية، لديه مصلحة بدعم اللوبي اليهودي له، ولن يقوى ترامب في الضغط على نتنياهو لمنعه من أي خطوة لإعلان ضم الضفة، فكليهما لديهما مصالح وعقائد عنصرية، ويحملان نهجا سياسيا واحدا".

في السياق ذاته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل، أن وصول نتنياهو مجددا الى سدة الحكم لم يكن مفاجأة، وأن قراءة بعض الجهات السياسية والمراقبين للانتخابات على أن نتنياهو يمثل اليمين، فيما يمثل غانتس الوسط أو اليسار، قراءة خاطئة، فهما يمثلان اليمين، والتنافس كان بين اليمين واليمين.

وبين أن بعض الجهات الفلسطينية فضلت نجاح نتنياهو، وأخرى فضلت غانتس، بسبب تلك القراءة الخاطئة، ولأسباب تتعلق في اختلاف النظرة بين الفلسطينيين للحسابات التنظيمية الخاصة.

وأشار إلى أن نتنياهو لديه انجازات كبيرة، ويتلقى دعما داخليا وخارجيا، خاصةً من الإدارة الأميركية. مبينا أن استطلاعات الرأي كانت مجيرة، وأن نتيجة الانتخابات متوافقة ومنسجمة مع انزياح المجتمع الإسرائيلي الكلي نحو اليمين وخاصةً اليمين المتطرف.

ونوه إلى أن تصريحات بعض مسؤولي السلطة الفلسطينية حول تفضيلها بشكل غير مباشر للمرشح غانتس، يأتي انطلاقا من عدم إغلاقه باب المفاوضات كما يفعل نتنياهو، رغم تمسكهما معا بالملفات الأربعة المركزية المتمثلةً بقضايا القدس واللاجئين والمستوطنات والأغوار. مشيرا إلى أن هناك نظرة لدى بعض أولئك المسؤولين أن غانتس ليس لديه استعداد للتصرف بشكل أحادي، وأنه يمكنه العودة للمفاوضات، وأنه على استعداد للتعامل بوسائل أشد حسما مع حماس من نتنياهو.

وأشار إلى أن حماس قد تكون (وإن لم تصرح علنا بذلك)، تفضل نتنياهو، باعتبار أنه يقيم سياسيا توازنات كطريقة تعامل مع غزة من خلال تفاهمات الهدوء، وأنه يمكن من خلالها التخفيف من الحصار وكسره لاحقا.

ولفت إلى أن نتنياهو يرغب في أن يستمر الوضع على ما هو عليه بوجود "فتح" في الضفة، وحماس في غزة، وذلك على عكس حزب غانتس، بجنرالاته الذين قادوا حملات ضد غزة، ويفضلون الطريقة العسكرية كخطوة أولى.

فيما يتعلق بإمكانية أن تغير الحكومة الاسرائيلية المقبلة سياساتها تجاه غزة في ظل وجود أفيغدور ليبرمان، اوضح عوكل أن "ليبرمان في الحكومة التي سبقت الأخيرة عندما كان وزيرا للخارجية، كان ضمن اتفاقه مع الليكود إنهاء سيطرة حماس على غزة، وذلك لم يحصل، وفي الحكومة الأخيرة حين تولى وزارة الجيش استمر بتهديد حماس ولم يفعل".

وأضاف "الهدف الذي يسعى إليه ليبرمان ليس سياسي، بقدر ما أن يكون هدفه ابتزاز نتنياهو وحكومته"، مشيرا إلى أن ليبرمان في النهاية مضطر للانصياع للخط العام الحكومي الذي يديره نتنياهو، ولن يشكل عقبة، وإن كانت تصريحاته باستمرار تعتبر شكلا من أشكال المزايدات، بهدف كسب المستوطنين.

وبين عوكل أنه "من مصلحة حكومة نتنياهو المستقبلية الاستمرار في التفاهمات"، وأن "المستوطنين في غلاف غزة، ورغم أنهم خرجوا ضده، الا انهم صوتوا لصالحه ما يؤكد عمليا أن ما يفعله صحيح ومقبول لدى الإسرائيليين وخاصةً المستوطنين، ولذلك لن يضطر (نتنياهو) لخوض مغامرات عسكرية، خاصةً وأن بقاء الانقسام خط أحمر بالنسبة للإسرائيليين، وأنه لن يأتي لاحتلال غزة أو يدخل في مواجهة انتقامية تجلب ردودا من حماس ويخسرها، واحتلال القطاع سيعني مخالفته للخط المركزي بتعزيز الانقسام".

وأكد عوكل، على أن "نتنياهو سيستمر في نهجه بشأن الضفة، وسيعمل على تطبيق السيادة الإسرائيلية عليها، وهذا سيستدعي منه خطوات لإضعاف السلطة لخلق مبررات لمثل هذه الخطوة".

فيما يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، ان "نتنياهو لن يتجه لاتخاذ أي قرارات إستراتيجية ضد غزة، خاصةً وأنه يتبع منذ 5 سنوات سياسية لإضعاف حماس رغم التسهيلات التي قدمها مؤخرا، إلا أن هذه التسهيلات تترك غزة ما بين الحياة والموت، فهو يتعمد إضعافها، ضمن خطته الرامية لاستغلال الانقسام الذي يعتبره مصلحة إسرائيلية، ولذلك لن يكون هناك تغيير دراماتيكي ما بين إسرائيل وحماس التي تُطالب بتقديم تنازلات لكي يرفع الحصار".

وأشار ابراهيم إلى أن "السياسة الحالية في قطاع غزة تخدم إسرائيل وتعزز الانفصال الذي سعت إليه تل أبيب مرارا وتكرارا".

وحول الوضع في الضفة، قال إبراهيم، بأن "الوضع أكثر تعقيدا، من خلال نوايا الاحتلال الاسرائيلي تنفيذ مشاريعه الهادفة إلى توسيع المستوطنات وبناء مزيد من الوحدات الاستيطانية، والمطالبات الأخيرة من اليمين بضم الضفة للسيادة الإسرائيلية".

وبين أن "الحكومة الأخيرة (السابقة) في إسرائيل، هي نفسها الجديدة باستثناء تغيير طفيف جدا، مبينا أن "سياسة تلك الحكومة ستستمر، وتتمثل في أطماعها تجاه الضفة، واستكمال /التحرير/ كما يصفونه في مشروع الحركة الصهيونية، وصولا للسيطرة الكاملة على الضفة الغربية".

وقال إبراهيم، إن "الانقسام الفلسطيني أثر بشكل كبير على حالة الفلسطينيين، وحتى على حالة المقاومة الشعبية المتمثلة بمسيرات العودة، مبينا أن الحال سيبقى كما هو بعد أن ربط الفلسطينيون أنفسهم بإسرائيل، سواء من خلال عدوانها المستمر في غزة والضفة، أو من خلال محاولاتها الوصول الى تفاهمات بغزة".

واعتبر المحلل السياسي أن "هناك حالة رضا غير معلنة لدى حماس بوصول نتنياهو للحكومة مجددا، وذلك من أجل الحفاظ على التفاهمات التي تم التوصل إليها، ولأن نتنياهو يعد أكثر وضوحا في وجهته السياسية تجاه غزة، أكثر من غانتس الذي هدد الحركة كثيرا إبان حملته الانتخابية".

وأشار الكاتب والمحلل السياسي إلى أن السلطة كانت تراهن على فوز معسكر الوسط، خاصةً مع وجود بعض الشخصيات التي يمكن التوصل معها لاتفاقيات معينة، لكن ذلك المعسكر لم يطرح حتى حل الدولتين أو يتطرق للقضية الفلسطينية، ولكن، في النهاية لا أحد سعيد من الفلسطينيين، بفوز نتنياهو أو غانتس، فالأول يميني، والثاني يميني قديم يحافظ على تقاليد الحركة الصهيونية، لا يقوم بما يقوم به نتنياهو بشكل فج".