عطا الله حنا : القدس مدينة تمر بكارثة حقيقية وهي تسرق منا في كل يوم

السبت 23 مارس 2019 12:03 م / بتوقيت القدس +2GMT



القدس المحتلة / سما /

قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن النشاطات الاستيطانية الاحتلالية في مدينة القدس انما تشكل تهديدا وجوديا وتاريخيا وحضاريا يستهدف المدينة المقدسة وطابعها وملامحها وتاريخها .

لقد ازدادت في الاونة الاخيرة النشاطات الاستيطانية في المدينة المقدسة فالمستوطنون يجولون ويصلون في البلدة القديمة من القدس والبؤر الاستيطانية منتشرة هنا وهناك وبتنا نلحظ ان هنالك تغييرات دراماتيكية في طابع المدينة المقدسة وسلطات الاحتلال تسير بخطى حثيثة ومتسارعة وكأنها في سباق مع الزمن لتغيير طابع مدينة القدس والنيل من هويتها وتاريخها وتراثها وفرادتها .

القدس في خطر كبير والسلطات الاحتلالية الغاشمة انما تصرف مئات المليارات من الدولارات على القدس بهدف شراء العقارات واقامة المشاريع الاستيطانية التي هدفها طمس المعالم الفلسطينية في هذه المدينة المقدسة .

اصدقاء اسرائيل المنتشرين في سائر ارجاء العالم يغدقون عليها من اموالهم بغزارة فمئات المليارات من الدولارات تُصرف على المشاريع الاحتلالية في القدس بينما المليارات العربية تصرف على الحروب والدمار والخراب والارهاب هنا وهناك .

مئات المليارات من الدولارات العربية النفطية صرفت حتى اليوم على الحروب والارهاب في منطقتنا ، فلقد دمرت سوريا بالاموال العربية النفطية وهذا هو حال ليبيا والعراق اما اليمن فحدث ولا حرج فالحرب ما زالت مستمرة ومتواصلة وقد صرفت المليارات على هذه الحرب العبثية التي ادت الى دمار هائل والى تشريد واستهداف للابرياء في اليمن السعيد الذي اصبح يمن البؤس والفقر والدمار والارهاب والخوف والجوع .

يحق لنا ان نتسائل لماذا اعداءنا يخططون لتدميرنا اما تمويل هذه المشاريع فهو عربي نفطي بامتياز ، ولماذا يُدفع المال العربي النفطي بكرم غير معهود على الحروب في منطقتنا في حين ان ما يُرسل لفلسطين يُرسل بالقطارة !

ان المال العربي الذي صُرف حتى اليوم على الحروب والدمار والخراب لو استعمل استعمالا جيدا لما بقي انسان فقير في منطقتنا ولتم دعم صمود شعبنا الفلسطيني ولتم حل الكثير من المعضلات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والثقافية والحياتية في منطقتنا العربية .

يبدو ان فلسطين ليست موجودة على اجندة بعض العرب ويبدو ان هنالك بعضا من العرب المنخرطين في صفقة القرن وما يهمهم هو البقاء على عروشهم حتى وان كان هذا على حساب قضايا الامة وفي مقدمتها قضية فلسطين .

اقول لشعبي الفلسطيني لا تنتظروا خيرا من هؤلاء المطبعين المتآمرين المتخاذلين الذين اصبحوا جزءا من المؤامرة التي تستهدف القضية الفلسطينية .

اقول لشعبي الفلسطيني "لا يحك جلدك الا ظفرك " ولا يجوز لنا ان نتوقع بأن يأتينا النصر من اي مكان في هذا العالم فالنصر نصنعه بين ايدينا وهذا يحتاج الى تضامننا كما انه يحتاج منا الى مزيد من الاستقامة والرصانة والصدق والوطنية الحقة .

ان ما تمر به مدينة القدس لا يمكن وصفه بالكلمات فالقدس مدينة تُسرق منا في كل يوم ولكن وبالرغم من كل ذلك فإن للبيت رب يحميه كما ان هنالك شعبا ابيا مناضلا مكافحا ومدافعا عن القدس ولن يستقيل الفلسطينيون ولن يتخلوا عن واجبهم تجاه مدينة القدس مهما كثر المتآمرون على مدينتنا المقدسة وحتى وان تخلى عنا بعض العرب فنحن لن نتخلى عن القدس ولن نتخلى عن مقدساتنا فشعبنا هو سدنة هذه المقدسات والقدس كانت وستبقى عاصمتنا وقبلتنا وحاضنة اهم مقدساتنا .