أخطاء وقع فيها سولاري ويجب تلاشيها في كلاسيكو الليجا

السبت 02 مارس 2019 01:09 م / بتوقيت القدس +2GMT
أخطاء وقع فيها سولاري ويجب تلاشيها في كلاسيكو الليجا



وكالات / سما /

الكبار في العادة يتعلمون من اخطائهم، وهذا ما يجب أن يفعله سانتياجو سولاري مدرب ريال مدريد قبل مواجهة الغريم التقليدي برشلونة في الكلاسيكو الرابع هذا الموسم، والذي سيقام اليوم السبت على ملعب سانتياجو برنابيو في قمة الجولة 26 من بطولة الدوري الإسباني.

 

ريال مدريد قدم أداء جيد في لقاء كلاسيكو الكأس يوم الأربعاء الماضي، لكن رغم ذلك، تلقى ثلاثة أهداف وخسر بطريقة مذلة مرة اخرى، وهذا لم يأتي من فراغ، فصحيح أن الحظ عانده، لكن هناك أخطاء ارتكبها سولاري ولاعبيه كلفتهم الإقصاء من كأس الملك، والتي يجب تداركها في مباراة اليوم، وهي على النحو التالي:-

عدم الاندفاع

ريال مدريد لعب باستراتيجية الضغط العالي على برشلونة طوال أوقات المباراة، وكان يبادر بالهجوم بجميع أسلحته لكي يهز شباك المرمى، وفي الحقيقة، هذه أنجح فلسفة يمكن تطبيقها ضد البرسا في السنوات الأخيرة إن كان فريقك مستعداً لذلك، لكن الريال بوضعه الحالي ليس مستعداً بكل تأكيد.

دفاع ريال مدريد يعاني من مشاكل عديدة هذا الموسم أمام الفرق الصغيرة والمتوسطة، وعندما تبادر بالهجوم بشكل مبالغ به أمام الغريم التقليدي برشلونة وأنت لا تملك استراتيجية دفاعية فعالة، فمن المؤكد أن العقاب سيكون قاسياً، حتى لو لم يكن البرسا في أفضل أحواله.

لو كانت هذه المباراة تلعب قبل موسمين، ولعب ريال مدريد بنفس الاستراتيجية، فعلى الأغلب سيخرج منتصراً لأنه كان يملك أسلحة هجومية، وكان يملك صلابة دفاعية إلى حدٍ ما أيضاً، وحتى الموسم الماضي كان الحال أفضل من ذلك بكثير.

سولاري مطالب أن يلعب بهدوء أكثر مع برشلونة وعدم ترك أية مساحات في الخلف، فصحيح أن الريال أوقف خطورة برشلونة لمدة ساعة كاملة رغم اندفاعه الهجومي، لكن الجميع كان يعلم أن دفاع الريال سينهار عند أول هدف للبرسا، أو حتى عند أول هجمة مرتدة منسقة، وهو ما حدث بالفعل.

من الأفضل أن يضغط ريال مدريد خلال المباراة على فترات، وليس طوال الوقت، واللعب على الهجمة المرتدة سيكون خياراً أفضل بدلاً من ترك برشلونة يطبق هذا السلاح الذي أصبح يجيده بشكل مرعب في الآونة الاخيرة.

برشلونة ليس ميسي فقط

ريال مدريد لم يتعلم الدرس، خسر بخماسية هذا الموسم بغياب ميسي، وفشل في الفوز في ذهاب الكأس، ورغم ذلك، ما زال النجم الأرجنتيني هو ما يقلق راحة نجوم الريال والمدرب سولاري، مما جعلهم يطبقون خطة خاصة لإيقافه في المباراة الماضية، وللأمانة نجحوا في ذلك بامتياز رغم أن البرغوث لم يكن في يومه.

لكن ما غفل عنه سولاري أن برشلونة يملك أسلحة هجومية عديدة غير ميسي، وهذه الأسلحة تصبح فعالة جداً عندما يكون هناك مساحات كما هو الحال في دفاع الريال، وبالتالي فإن مسألة الانشغال بليونيل ميسي وحده وترك لويس سواريز وعثمان ديمبيلي بدون رقابة لصيقة يعد قراراً غير حكيم، فما الفائدة من إيقاف النجم الأرجنتيني إن كنت ستسمح لسواريز وديمبيلي بالتوغل لمنطقة الجزاء بحرية كبيرة ؟

لوكاس فاسكيز مثلاً كان يقوم بأدوار دفاعية لكنه لم يساند كارفاخال الذي كان عليه التصدي لعثمان ديمبلي وجوردي ألبا وحده في بعض اللقطات، بل كان يعود في الكثير من الأحيان لمساندة لوكا مودريتش في خط الوسط، وبالتالي حصل ديمبيلي على فرصة مواجهة كارفاخال لاعب ضد لاعب مع الكرة وبدونها، ورغم فشله في لقطات عديدة، لكنه صنع الفارق بالنهاية.

الحد من خطورة ميسي ليس بمراقبته طوال التسعين دقيقة وعزله عن الفريق، لأن هذه الاستراتيجية لها ضريبة تكمن في إتاحة الفرصة لزملاء البرغوث بالتحرر،  وكلنا نتذكر لقطة كوفاسيتش الشهيرة في الموسم الماضي، وإنما الطريقة الصحيحة هي مضايقة ميسي عند استلامه الكرة، لكن الأهم مراقبة اللاعبين المتحركين حوله، ونخص بالذكر هنا الثلاثي جوردي ألبا، عثمان ديمبيلي ولويس سواريز، تماماً كما فعل يوفنتوس في مباراتي الذهاب والعودة موسم 2016-2017.

الابتعاد عن التبديلات التقليدية

نشعر أن سولاري لا يحاول الابتكار في تبديلاته في المباريات الأخيرة، فمن السهل توقع دخول جاريث بيل وماركو أسينسيو مع لاعب خط وسط بدلاً من الثنائي مودريتش أو كروس، وفي ظل الفترة السيئة التي يعيشها معظم البدلاء، يجب أن يحاول المدرب الأرجنتيني أن يكون أكثر إبداعاً في تبديلاته خلال الشوط الثاني.

المسألة لا تتعلق بالأسماء التي ستشترك بقدر ما هي متعلقة بتغيير خطة الفريق، فبدلاً من إقحام بيل بمكان فاسكيز  على الجناح الأيمن (مركز بمركز)، يمكن الدفع بالمهاجم الويلزي كمهاجم ثانٍ إلى جانب كريم بنزيما والاعتماد على كارفاخال ومودريتش في الجبهة اليمنى، أو الدفع بمارسيلو كجناح أيسر وإرسال فينيسيوس للعب بجوار بنزيما لاستغلال سرعته ومهارته خصوصاً في الهجمات المرتدة، فذلك سيقلل المسافة التي يتوجب على الموهبة البرازيلية قطعها، وهي السبب الرئيسي في إهداره الفرص لأنه يبذل مجهود بدني كبير قبل لحظة التسديد، كما سيساعد ذلك في خلق حلول جديدة في الرواق الأيسر من خلال عرضيات مارسيلو الخطيرة، وتوغلاته الماكرة أحياناً، وذلك بدون الإخلال بالمنظومة الدفاعية لأن سيرجيو ريجيلون سيكون حاضراً للتغطية.

كما يمكن لسولاري تحويل لوكا مودريتش إلى صانع ألعاب والدفع بداني سيبايوس مثلاً بدلاً من لوكاس فاسكيز، والتحول إلى 4-4-2 دايموند، وليس شرطاً أن يطبق هذه الأفكار بحذافيرها خلال الشوط الثاني، لكن المقصد أن يقوم بتغيير شكل الفريق لخلق حلول جديدة غير التي قام الخصم بالتحضير لها جيداً.

مسألة إهدار الفرص

هناك أسباب عديدة وراء إهدار الفرص بالكلاسيكو هذا الموسم، فالمسألة باتت مقلقة جداً لأنها تكررت في جميع مباريات الفريق ضد برشلونة وليس في آخر لقاء فقط، ومن أهم الأسباب أن مهاجمي الريال لا يمتازون بالقدرة التهديفية من الأساس، فيعد كريم بنزيما الأفضل من هذه الناحية وجميعنا يعلم تاريخ المهاجم الفرنسي في هذه النقطة.

لكن هناك عامل مهم أيضاً يمكن لسولاري التحكم به وهو تهيئة اللاعبين نفسياً قبل المباراة لمثل هذه المواقف، حيث يجب التدرب على مسألة إهدار الفرص قبل اللقاء، لأن المشكلة تحمل جانب نفسي أيضاً، ويمكن التغلب عليه من خلال عملية “التعريض والمواجهة” أثناء التدريبات، بالإضافة إلى إزالة الضغوط عن ثلاثي خط الهجوم ومحاولة تهدئتهم قبل المباراة.