خرج ملايين الجزائريين في مظاهرات بالعاصمة الجزائر ومدن اخرى اليوم الجمعة، مناهضة لترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة في الانتخابات المرتقبة في أبريل.
وقال مصادر محلية إن السلطات الأمنية دفعت بتعزيزات أمنية في محيط قصر الرئاسة والمقار الحكومية والاستراتيجية، وفرضت طوقا أمنيا في مختلف الشوارع الرئيسية تحسبا للمظاهرة.
وأشارت الى أن المتظاهرين أكدوا تمسكهم بالطابع السلمي للاحتجاجات، لافتا إلى أن الشرطة لجأت لاستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وحذر رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى، المحتجين من تكرار السيناريو السوري، ودعا الشباب إلى "التعقل وتجنب التضليل"، ورحب بسلمية المتظاهرين في المسيرات التي شهدتها البلاد مؤخرا.
واعتبر أويحيى أن هناك محاولات من قبل "بعض الأطراف" لاستغلال الوضع الحالي لـ"زرع الفتنة والدعوة للخراب"، وحمل الوزير تلك "الأطراف" المسؤولية عن إثارة "حراك حقود ضد الرئيس بوتفليقة".
وجرت في المدن الجزائرية مؤخرا احتجاجات بعد إعلان الحزب الحاكم ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة (البالغ من العمر 81 عاما) لولاية خامسة، والذي تولى سدة الحكم في الجزائر عام 1999.
وشاركت المناضلة الجزائرية المخضرمة جميلة بوحيرد، والتي لعبت دورا بارزا في مقاومة الاستعمار الفرنسي، في التظاهرات المعارضة لترشح عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة.
وتداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي ومشاركون في التظاهرات، التي انطلقت عقب صلاة الجمعة اليوم، صورا ومقاطع فيديو لبوحيرد (البالغة من العمر 83 عاما) وهي مع المتظاهرين.
وعقب اندلاع الثورة الجزائرية عام 1954، انضمت بوحيرد إلى "جبهة التحرير الوطني الجزائرية" لمقاومة الاحتلال الفرنسي وهي في العشرين من عمرها، ثم التحقت بصفوف "الفدائيين" وكانت أول المتطوعات مع جميلة بو عزة التي زرعت القنابل في طريق القوات الفرنسية.
وبسبب عملياتها البطولية، اعتبرها المستعمر الفرنسي المطاردة رقم 1، لحين إلقاء القبض عليها عام 1957، وأطلق سراحها بعد 3 سنوات من السجن والتعذيب.
وحظيت بوحيرد بالتقدير على المستوى الجزائري والعربي، وحازت على العديد من الجوائز والأوسمة، وسمي أحد أحياء العاصمة العراقية بغداد باسمها (حي جميلة).


