حصل الباحث الفلسطيني خالد أبو سيدو على رسالة الماجسيتر بتقدير امتياز من معهد البحوث والدراسات العربيه جامعه الدول العربية في القاهرة وذلك في بحثه بعنوان "الحرب على غزة من منظور القانون الدولي" .
واشرف على الرسالة ا.د أحمد ابوالوفا رئيس قسم القانون الدولي العام بجامعه القاهره رئيس قسم القانون الدولي العام والمحكمين من جامعه عين شمس كليه الحقوق وهما
وقال الباحث ابو سيدو اثناء مناقشة الرسالة "يُسعدُني ويُشرفني أن أبحر مع حضراتِكُم القديرةُ في ملخصٍ لجهدي العلمي البسيط، بإشراف أستاذي ومشرفي ومعلمي الأستاذ الدكتور أحمد أبو الوفا أستاذُ القانون الدولي في جامعةِ القاهرة والذي كان نِتاجُه رسالتي المعنونة بـ "الحرب على غزة من منظور القانون الدولي".
واضاف "فما تزالُ آثارُ الحروبُ العدوانيةُ والإجراميةُ التي شنتها قواتُ الاحتلال الصهيونيُ على قطاعِ غزة ماثلةً في أذهاننا كغزيين، وما زالت الحياةُ اليوميةُ للمواطن الفلسطينيُ في القطاع صعبةً وكارثيةً، لم يشفعْ لهم قانون، ولم تنقذهم مبادئُ، فالمعتدي هنا يرى نفسه فوق كلِ قانون، ولطالما انتَهك القوانينَ والمبادئَ، إنه احتلالٌ جَثم على أرضِ فلسطين منذ سنين، وما زال حتى يومنا هذا جاثماً عليها بل امتد جشعه ليطال الوجود الفلسطيني نفسه، إنه السرطان المتمثل في كيان يدعى الكيان الصهيوني".
وتابع "مع كل صاروخ كان يسقط على رؤوس أهلنا في القطاع، ومع كل قنبلة كانت تسقط على مقدرات هذا الشعب المكلوم، ومع كل طلقة كانت تخترق زجاج سيارة الإسعاف، ومع كل قذيفة كانت تفتت جسد الصحفي، ومع كل طفل سقط شهيداً لم يدر بعد ماذا تعني الشهادة، مع كل هذا وأكثر كان القانون الدولي ينتهك ويضرب به بعرض الحائط، والمجرم موقن بأنه سيفلت من العقوبة، فهذه هوايته، وهو متمرس فيها، محترف وصل ذروة الاحتراف، حتى أصبح انتهاك القانون الدولي منهجاً يسير عليه، لذلك كان لزاماً علينا كحقوقيين أن نقول له كفى".
وقال الباحث ابو سيدو "لقد جاء اليوم الذي يصرخ فيه الضحية ليطرق جدار الخزان، ليقول للعالم ها هو قاتلي، فأين قانونكم الذي وضعتموه ليحميني، هنا كمنت المشكلة، والتي كانت سبباً في دراستي، ولعلها ببساطة بيان موقف القانون الدولي من الحرب على غزة، والتعرف على أثر ودور لجان التحقيق الدولية في تجريمِ الاحتلال والمساهمةِ في وضعِ آلياتٍ فاعلةٍ تساعدُ على تقديمِ مجرمي الحرب الصهاينة للمحاكم الجنائية الدولية".
وبين "فقد وثقت الدراسة لمرحلة مهمة من تاريخ فلسطين المعاصر، مرحلة مليئة بالصمود الفلسطيني، والهمجية والوحشية الصهيونية، كما أبقت القضية الفلسطينية حاضرة في الوجدان العربي والدولي، بالإضافة لما تمثله هذه الدراسة من أضافة مميزة للمكتبة العربية المختصة بالقضية الفلسطينية وكذلك الفائدة التي تعود على الباحثين وطلاب الدراسات العليا".
واكد "كانت وحشية الاحتلال الصهيوني متمثلة في الدمار الذي خلفه في عدوانه على محافظات قطاع غزة في عامي 2008 -2012م، وهما العامين اللذان اخترتهما في دراستي، وقد اعتمدت فيها على المنهجِ الوصفيِ التحليليِ والمقارِن، واستخدمت أدوات المقابلة وتجميع النصوص والتعريف بالشخصيات".
وقال "سأبحر معكم سريعاً في تقسيمات دراستي فبدأتها بفصل تمهيدي من مبحثين الأول أستعرضت فيه طبيعة قطاع غزة من الناحية الجغرافية والديموغرافية في مطلب أول ومن الناحية التاريخية في مطلب ثان أما المبحث الثاني فإنني أستعرض فيه الوضع السياسي لقطاع غزة في مطلبين، الأول: زمن الإدارة المصرية وحتى دخول السلطة الفلسطينية، والثاني: منذ قدوم السلطة الفلسطينية وحتى العام 2012م".
واردف "تناولت في فصل أول الحرب على غزة، والموقف الدولي منها، من خلال مبحثين، الأول عُنوانه: قواعد القانون الدولي المتعلقة بتجريم الحرب على غزة، وذلك من خلال التطرق إلى أربعة مطالب: أولها قاعدة عدم جواز استخدام القوة أو التهديد بها لحل نزاع دولي، والثاني اتفاقية جنيف الرابعة عام 1949م، والبروتوكولين الإضافيين عام 1977م، والثالث يتناول النظام الأساسي للمحكمة الجنائية، أما الرابع فيتناول القانون الدولي وتجريم استخدام الأسلحة المحرمة دولياً".
واستطرد الباحث "المبحث الثاني والذي تعرضت فيه للموقف الدولي من الحرب على غزة من خلال المطالب الثلاثة الذي يحتوي عليها، فالأول يستعرض الموقف الأمريكي والثاني يستعرض موقف الدول الغربية والاتحاد الأوروبي، والثالث يستعرض موقف الدول العربية. أما الفصل الثاني فيتناول موقف الهيئات الدولية من الحرب على غزة من خلال المبحث الأول الذي سوف يتناول ذلك، بالنسبة للحرب على غزة في العام 2008-2009 بحيث يحتوي على مطلب أول يتناول تقرير غولدستون (رئيس بعثة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة)، أما المطلب الثاني فلقد تطرق لمواقف الهيئات الدولية بخصوص الحرب على غزة 2008-2009 أولها: قرار مجلس الأمن رقم 1860، وثانيها يستعرض موقف الاتحاد الأوروبي، وصولاً إلى ثالثها موقف جامعة الدول العربية، ورابعاً موقف منظمة التعاون الإسلامي.
أما المبحث الثاني فتناولت فيه الحرب على غزة في العام 2012م من خلال مطلبين: الأول: تداعيات الحرب وموقف مجلس الأمن، والثاني: المبادرة المصرية للتهدئة والتكييف القانوني لها.
وقال الباحث ابو سيدو "لقد َخَلُصَت الدراسةُ إلى العديدِ من النتائجِ من أبرزها:
أن "إسرائيلُ" دولةٌ خارجةٌ عن الشرعيةِ الدوليةِ، ممنهجةِ الانتهاكات للقانونِ الدولي الإنساني، وأن المشكلةَ الأساسُ هو الاحتلال، وأن المجتمعَ الدوليُ لم يقم بواجباتهِ تجاه السكان المدنيين وممتلكاتهم المحمية، وهذا يهددُ الأمنَ والسلمَ الدوليين.
وَأَوصَت الرسالةُ بالعديدِ من الأمورِ من أبرزِها:
توثيقُ الانتهاكات الإسرائيليةُ للقوانينِ والأعرافِ الدوليةِ، وإعدادُ سجلٍ بأسماءِ المجرمين الإسرائيليين المطلوبين، والاستنادُ إلى النتائجِ الدوليةِ التي نشرتها المنظماتُ والهيئات الدولية، وتشجيعُ أبناء غزة في الخارج على اللجوءِ إلى مبدأِ الاختصاص القضائي العالمي لرفع الدعاوَى ضد المسئولين الإسرائيليين لتوقيفِهم ومحاكمتِهم ومطالبة السلطةَ الفلسطينيةَ بضرورةِ إحالةِ قضايا جرائمِ الحرب الصهيونية إلى محكمةِ الجنايات الدولية.
وقال " في نهايةِ كلمَتِي لابدَ من الإهداءِ والشكر، فالإهداءُ لا يستقيمَ إلا بالبدءِ بالوالدين الأكرَمَين ثم إلى الزوجةِ والأولادِ والإخوةِ والأخوات، ثم بكل فخر واعتزاز أهدي هذه الرسالة إلى فلسطين مهدُ الأرضِ والإنسانِ والتاريخ؛ حيثُ امتزجت دماءُ الشهداءِ من أبنائها ومن أبناء مصر العروبة وتعانَقت معاناةُ الجرحى والمعتقلين في سبيلِ تحريرها وما زالت".


