تكتسب هذه الانتخابات أهمية كبيرة لما تنطوي عليه - لأول مرة منذ أكثر من عقد - من احتمال ألا يشكل نتنياهو ائتلافًا حاكمًا، والأهمية هنا في تأثير تشكيل ائتلاف برئاسة حزب "أزرق أبيض" على الصراع وعلى المشهد السياسي والحزبي الإسرائيلي، حيث ربما نشهد انتهاء مرحلة وبداية عهد جديد بتداعيات كبيرة على مختلف الساحات والجبهات.
وقبل أن نتناول بالقراءة سمات هذه الانتخابات وتأثيراتها المحتملة، لابدّ من الوقوف سريعًا على أهم التحولات والسمات التي طرأت على المشهد السياسي الإسرائيلي، والتي لا زالت تاثيراتها عميقة ومستمرة، وذلك منذ أن شكل شارون "كاديما" في الـ 2005.
- الانقسام والاصطفاف المعسكراتي داخل إسرائيل لم يعد منذ سنوات كما كان في السابق بين معسكريْن تقليدييْن لهما هويات وأيديولوجيات متجذرة ومتصارعة، والتي درج على تسميتها باليمين واليسار، فكل الأحزاب الإسرائيلية تنتمي اليوم لذات المعسكر (معسكر اليمين)، والصراع هو بين يمين منفلت ويتماثل مع الصهيونية الدينية ويمين علماني يسعى إلى ضمان بقاء إسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية وذات أكثرية يهودية تلتزم بالقيم الليبرالية.
- أغلبية نخبوية (سياسية وأمنية وأكاديمية وإعلامية واقتصادية) ترى في استمرار حكم نتنياهو خطرًا على هوية الدولة ومستقبلها، مقابل أغلبية شعبوية قاعدية تؤيد استمرار حكم نتنياهو وتسير خلفه.
- تعاظم دور الإعلام الإسرائيلي المملوك من قبل كبار أصحاب الثروات في صناعة الزعامات وبنائها، وجعلها أهم من الأحزاب، حتى ولو كانوا مجرد عارضي أزياء، وهو ذات الإعلام الذي غيّب وطمس القضية الفلسطينية عن أجندة النقاش الإسرائيلي، وصنع لبيد وغبّاي، واليوم يصنع غانتس، وقبل ذلك ساعد في تقديم شارون كمخلص.
- سيطرة لوبيات الصهيونية الدينية - رغم أقليتهم القاعدية - على مفاصل الأحزاب وعلى العملية الانتخابية، واكتسابهم تأثيرًا كبيرًا على صناعة القرار وتحديد السياسات الداخلية والخارجية.
- التأثير الكبير لشخصية نتنياهو وتحوله إلى ما يشبه الظاهرة، واليأس في صفوف المعارضة سابقًا من الانتصار عليه إلا بتجريمه قانونيًا.
- تعاظم قوة إسرائيل وتزايد نفوذها في الساحات والمحافل الدولية، وتنامي دورها الإقليمي، وذلك في ظل قيادة نتنياهو، وفي ظل تنكر إسرائيل لأدنى استحقاقات التسوية، وفي ظل التهويد والضم وسن القوانين العنصرية وتنكرها لحل الدولتين، وهذا يسجل نجاحًا لنتنياهو الذي رفض مبدأ أن تقدم إسرائيل وازدهارها والانفتاح عليها مشروط بالتقدم فى المسار الفلسطيني.
سمات ومميزات انتخابات الكنيست في دورتها الـ 21
- الكثير من الاصطفافات والانشقاقات التي يُحتمل أن يكون لها تاثير دراماتيكي في ظل رفع نسبة الحسم، حيث ان العديد من الأحزاب الصغيرة تواجة خطر عدم تخطي نسبة الحسم، وكثرة الأحزاب المتنافسة؛ حيث بلغت 47 قائمة انتخابية، أكثر بـ 16 قائمة من الانتخابات السابقة، وتحطم حزب "العمل" وخروج ليفني وانشقاق القائمة العربية المشتركة، وتدخل نتنياهو شخصيًا لضمان تمثيل "أتباع كهانا" في الكنيست، وهو ما أثار حفيظة النخبة وحفيظة منظمة الايباك، وما كان نتنياهو يتمنى أن يصل لذلك لولا خشيته من جدية احتمالات خسارته وسعيه لعدم حرق أصوات اليمين.
- سيولية عالية لإمكانية ائتلاف الأحزاب الصغيرة مع أيّ من المعسكريْن، رغم ان حزبيْ كحلون وليبرمان أعلنا عن توجههم للائتلاف مع نتنياهو؛ إلا أننا نعتقد بأن التوجه المعلن هو لأغراض انتخابية، وبأنه سيكون مقبولًا تمامًا عليهما الائتلاف مع غانتس.
- تجري الانتخابات في ظل استعداد المستشار القانوني للحكومة لتقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو خلال الأيام القادمة، الأمر الذي سيؤدي إلى:
أولًا: ما يقارب 16% من مصوتي "الليكود" سيمتنعون عن التصويت "لليكود" الذي يتزعمة شخص متهم بالرشوة وخرق الأمانة، وهي خسارة من مقعد إلى ثلاثة مقاعد؛ الأمر الذي سيعزز احتمالات الخسارة بالنسبة لنتنياهو.
ثانيا: نتنياهو - حتى لو فاز - سيجد من الصعب عليه تشكيل ائتلاف حكومي، لأن بعض الأحزاب لن تقبل أن تأتلف معه وهو يخضع للمحاكمة بتهمة الرشوة.
- من الواضح أن نسبة الاقتراع من بين أصحاب حق الاقتراع ستكون عالية، الأمر الذي سيكون له تأثير سلبي على حجم تمثيل الأحزاب الأيديولوجية الصغيرة، حيث سيزداد عدد الأصوات التي يتطلبها المقعد الواحد، وستزداد معها الأصوات المطلوبة لتجاوز نسبة الحسم، وقد تبلغ أكثر من 155 ألف صوت.
قراءة في النتائج المحتملة للانتخابات
تحالف غانتس ولبيد ويعلون واشكنازي هو تحالف بين قوى وشخصيات غير متجانسة، وأشبه ما يكون بـ "سوبرماركت" سياسي، لكنه تحالف الضرورة؛ ضرورة إسقاط نتنياهو وما يمثله، هو تحالف النخب اليمينية التي يساورها قلق شديد على مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديموقراطية علمانية، تحالف المسكونين بالخوف من سيطرة اليمين المنفلت والشعبوي والديني على كل مقاليد الحكم والدولة، الخائفين من الديموغرافيا ومن ضم ملايين الفلسطينيين بحيث تفقد إسرائيل طابعها اليهودي، تحالف من عبّر عنهم المؤرخ بيني موريس في مقال نشر قبل شهر يطالب اليهود بالاستعداد للرحيل، حيث يشخّص أن حل الدولتين قد انتهى، وأن الزحف والضم لابدّ وأن يؤدي إلى ضم ملايين الفلسطينيين دون منحهم حق الانتخاب، الأمر الذي سيظهر إسرائيل كدولة أبرتهايد، وسيؤدي لاحقًا بعد صراع طويل إلى الرضوخ ومنحهم حق الانتخاب، وعندها فإن العرب سيحكمون إسرائيل، وستتحول إلى دولة فاشلة ولن يكون لليهود فيها أي مستقبل.
هو تحالف أجندته الصراع على هوية الدولة، وكل قيادته تنتمي إلى اليمين، وكل واحد منهم بإمكانه أن يجد له مكانًا مرحبًا به داخل العشرية الأولى لحزب "الليكود"، هذا التحالف هو نسخه أخرى عن حزب "كاديما" الذي شكله شارون، لكن الاختلاف أن لـ "كاديما" كان زعيم قوي واضح، لديه رؤية غير مشوشة وصاحب كاريزما وحضور شعبي، والحزب قام على شخصه، ولم يكن أحد ينافسه من قيادات حزبه، بينما في "أزرق أبيض" تغيب الزعامة الشخصية، وكلهم يرون أنفسهم متساوين، وتغيب عنهم الرؤية المشتركة الواضحة، وائتلافهم الحكومي الذي قد يتشكل مستقبلًا سيعتمد على يسار الخارطة ويمينها، وهذا بحد ذاته شلل سياسي.
تشكيل تكتل "أزرق أبيض" بزعامة غانتس، والاشتراك مع حزب لبيد ويعلون واشكنازي، كان له ما يشبه تأثير الزلزال الانتخابي، حيث حظى الائتلاف في استطلاعات الرأي بـ 36 مقعدًا مقابل 32 "لليكود"، وتقلص الفارق بين المعسكريْن، وأدى إلى أن تصارع عدد من الأحزاب تخطي نسبة الحسم، ويبدو أن هذا الفارق سيستمر ويستقر إلى ان تقدم لائحة اتهام، وعندها ربما ومن المرجح أن يزداد لصالح معسكر "أزرق أبيض"، وسيصبح لتحالف "أزرق أبيض" فرصة كبيرة للفوز وتشكيل ائتلاف حكومي.
ولأن ائتلاف "أزرق أبيض" يجب أن يستند إلى الأصوات العربية في الكنيست، ولأن لبيد ومن معه طوقوا أنفسهم في السابق بقرارات عنصرية ترفض الاعتماد على أصوات حنين زعبي وجمال زحالقة؛ فإن انشقاق القائمة العربية المشتركة وتشكيل قائمة من "العربية للتغيير" بزعامة الطيبي و"الجبهة" بزعامة أيمن عودة يجعل الاعتماد على أصوات الطيبي وعودة (شرعيًا) من وجهة النظر الصهيونية العنصرية، ويبدو ان أحد أسباب الانشقاق داخل القائمة المشتركة يرجع لهذا السبب الخفي، فضلًا عن الصراعات على المكاسب التمثيلية.
في حال تخطي أحزاب كحلون وليبرمان وجيشر نسبة الحسم، فلن يكون لديهم موانع مبدأية من المشاركة في ائتلاف بزعامة غانتس، حتى درعي زعيم "شاس" قد يتحالف معهم إذا ما نال مكاسب مالية وحزبية.
الموقف الأمريكي
نلاحظ أن الموقف الأمريكي من الانتخابات في إسرائيل سيكون منقسمًا على نفسه، ففي حين ان السفير فريدمان ومستشار الأمن القومي جون بولتون يؤيدون نتنياهو وخطه السياسي بقوة، فإن ترامب سوية مع كوشنير وغرينبلات سيجدون فرصتهم مع غانتس أفضل في تمرير صفقتهم، حيث ان نتنياهو وائتلافة اليميني يعارضون أي حل أو صفقة تفرض تفكيك مستوطنات وإقامة أي كيان فلسطيني، بينما غانتس سيسهل جلب العرب إلى الطاولة لأنه مستعد لأن يبدأ بالتقدم على مسار التسوية، أي انه مستعد لأن يقدم للعرب الضريبة الكلامية التي بدونها يستصعب العرب إخراج علاقتهم مع إسرائيل إلى النور.
وربما موقف ايباك المنتقد لدور نتنياهو في توحيد اليمين المتطرف (وهو سابقة في الانتقاد العلني لنتنياهو من قبل الايباك)، يؤشر إلى توجه يسود بعض الأوساط الوازنة في أمريكا.
تأثير احتمال فوز غانتس
في حال نجاح غانتس في تشكيل ائتلاف حكومي، فإنه من المرجح أن تتبنى الحكومة عمليًا "خطة ويز"، وهي الخطة التي أعدها مركز دراسات الأمن القومي، المسماة بالاستراتيجية السياسيه الإسرائيلية للصراع، وهي كما يصفها يادلين بخطة الطريق الإسرائيلية التي تجعل إسرائيل قادره على تحديد مستقبلها متحررة من الفيتو الفلسطيني، وتجعلها قادرة على الإمساك بزمام المبادرة، وقد ذكر يادلين أن كلًا من غانتس ويعلون واشكنازي كانوا من الراعين لإعداد الخطة، أي إننا سنكون أمام احتمال الانفتاح على عملية سياسية كبيرة تدمج ما بين "خطة ويز" والصفقة الأمريكية، بحيث ان الكثير من المياه السياسية ستتدفق وتغمر المنطقة بعد فترة طويلة من الجمود وانسداد الأفق السياسي.
تأثير ذلك على الساحة الفلسطينية الداخلية؛ أولًا: نهاية خطة فصل القطاع عن الضفة التي كان يقودها نتنياهو لغرض ضرب وحدانية التمثيل الفلسطيني وضرب مشروع الدولة الفلسطينية، ثانيًا: رفع الفيتو عن المصالحة الفلسطينية وتشجيع عودة السلطة للقطاع.
التصعيد والانتخابات
- ما لم يقدمه نتنياهو للقطاع قبل الانتخابات لن يقدمه أثناء الحملة الانتخابية، هذا لا يعني أنه لن يضغط على العرب (قطر ومصر) حتى يقدموا ما يمكن أن يحتوى التصعيد طالما قدّر بأن الاحتواء وغياب غزة عن الأجواء الانتخابية يخدمه.
- لا زال تغييب جبهة القطاع عن الانتخابات يخدم نتنياهو، فكل حضور لها يعني حضورًا لعجزه وفشله، وحضورًا لغياب خطته وحضورًا لتآكل الردع الإسرائيلي، وهو ما يحاول خصومه العمل عليه، وفي مقدمتهم ليبرمان الذي ينشر خبر كل بالون حارق وكل صاروخ لتذكير الإسرائيليين بعجز وفشل نتنياهو أمام القطاع.
- استمرار حالة الاشتباك المضبوط على الحدود يخدم أجندة القطاع ولا يخدم أجندة نتنياهو، لكن سيظل الأمر قابلًا للاحتواء، إلا في حال تصعيد منفلت من قبل الفصائل؛ عندها سيكون نتنياهو مضطرًا لتصعيد كبير.
- في حال شعر نتنياهو بأن خسارته باتت واضحة (وهو الذي يشعر بأن خسارته تعني بالنسبة له ثمنًا مزدوجًا، حيث نهاية مستقبلة السياسي وتسارع وتيرة محاكمته، وربما دخوله السجن) فإنه قد يلجا إلى التصعيد، وهذا خيار سيكون حاضرًا وبقوة باعتباره ورقته الأخيرة قبل الغرق. صحيح ان نتنياهو ليس هو المتحكم الوحيد إسرائيليًا بقرار التصعيد، وأن ثمة مؤسسة أمنية؛ لكنه يستطيع ان يدفع باتجاه التصعيد، ويكفي ان يقوم الجنود بتحريض من نتنياهو ونشطاء "الليكود" باستهداف عدد أكبر من المتظاهرين لاستدراجنا لردّ يشكل له مبررًا لاختيار أكثر الردود تصعيدًا من بين المقترحة من قبل الجيش، لذلك يجب الحذر من منحه مبررًا لشن عدوان على خلفية انتخابية.
- أي حربٍ على القطاع في ظل الحملة الانتخابية لن يكون لها سوى نتائج تدميرية، فمن الصعب أن نتخيل حصادًا سياسيًا في ظل التنافس الانتخابي.
- أما على جبهة الضفة، فإن التصعيد الميداني في المواجهات الشعبية والتصعيد السياسي والدبلوماسي، سيظهر فشل نتنياهو وتفاقم الصراع وتهديداته المحتملة، وسيجلب تنديدًا وضغوطًا دولية، بينما أحداث أمنية كبيره مثل إيقاع قتلى بين المستوطنين وعمليات تفجير وطعن وإطلاق نار ستخدم نتنياهو لأن مثل هذه العلميات تؤثر سريعًا على المزاج الشعبي، وتؤدي إلى المزيد من التطرف والدعوة إلى الانتقام.
- لا نستبعد أن يفضل نتنياهو التصعيد على جبهة الضفة، نظرًا لأن التصعيد هناك ليس له ثمن، التصعيد على مستوى الاستيطان والتضييق على السلطة، وربما باتجاه تفكيك قرية الخان الأحمر.
على جبهة الشمال؛ استمرار ذات التصعيد القصفي للأراضي بين الحين والآخر وتبنيه علنا، مع استمرار تجنب الاحتكاك مع حزب الله على الأراضي اللبنانية.
المداخلات
عصام يونس (مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان)
- تأتي هذه الانتخابات في ظل انتفاء الخط الوجودي على الدولة بعد 70 عامًا على تأسيسها. الظرف أصبح ملائمًا على ضوء التغيرات الكونية، إدارة ترامب كإدارة يمينية شعبوية، وانزياح أوروبا نحو اليمينية. والانتخابات هذه المرة: ما هي إسرائيل التي نريد، والتي نريد أن نعيد موضعتها في هذا العالم المتغير؟
- كل المرشحين لا يختلفون سياسيًا، ولكن الخلاف هو حول هوية النظام كما أراد له الآباء المؤسسون.
ذو الفقار سويرجو (كاتب ومحلل سياسي)
- إسرائيل امبريالية صغيرة جديدة تنشأ في المنطقة، ولا تُعير اهتمامًا كبيرًا للجغرافيا بقدر اهتمامها بالانتشار والنفوذ الاقتصادي، وهذا يساعدنا في فهم الخارطة السياسية الانتخابية الإسرائيلية، حيث نشأ هناك رأسيْن اقتصادييْن في دولة إسرائيل: الأول مرتبط ببضاعة وتجارة المستوطنات، وهو من يدعم فريق نتنياهو، والآخرمرتبط بالتجارة الخارجية لدولة إسرائيل وأيضًا مشاريع صفقة القرن، وهو ما يمثله فريق غانتس - لبيد - يعلون.
وهنا ظهرت "خطة ويز" مدفوعة الأجر من قبل الفريق الاقتصادي الثاني، الذي يهدف إلى مشروع سياسي قادر على وقف تغول الرأس الأول المرتبط بالمستوطنات.
هاني حبيب (محلل سياسي)
- على ضوء توجه أمريكي لتمرير صفقة القرن والحديث عن تنازلات إسرائيلية ممكنة، هل من الممكن أن تضغط إدارة ترامب لتشكيل حكومة إسرائيلية تجمع بين "الليكود" و"أزرق أبيض"؟
- للمرة الأولى منذ بضعة سنوات، ستكون هناك معارضة قوية في إسرائيل لنتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة.
شاكر شبات (كاتب ومحلل سياسي)
- الانتخابات بين تيارين: التيار الصهيوني الديني، والتيار الصهيوني العلماني.
- غياب البرنامج السياسي عن أجندة الانتخابات، لأن من يحدد السياسة الخارجية لإسرائيل هي الإدارة الأمريكية متمثلة بخطة ترامب.
- بالإمكان قيام حكومة برئاسة غانتس، لأنه ليس من المستبعد انضمام حركة "شاس" و"أغودات إسرائيل" وكذلك ليبرمان.
طلال عوكل (محلل سياسي)
- سؤالي: ما هي لوحة التحالفات التي يُمكن أن يلجأ إليها "أزرق أبيض" إذا فاز في الانتخابات، بما يضمن حصول الحكومة على أكثر من ستين مقعدًا في الكنيست؟
- تساورني شكوك بشأن الأداء الفلسطيني، ما إذا كان ينتظر وعودًا أو احتمالات التعامل مع صفقة القرن في حال فوز "أزرق أبيض"، الذي سينطوي على احتمالات تبني سياسة تختلف نسبيًا عن سياسة نتنياهو، بالرغم من أنها لا تُلبي الحدود الدنيا من الحقوق الفلسطينية ، إلا أن سياسة "أزرق أبيض" يُمكن أن تكون أقرب إلى التعاطي مع صفقة القرن بمرونة أكثر من نتنياهو.
عصام حماد (عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار)
- هذا العرض الذي تقدم بهِ الأستاذ إسماعيل مهرة - وهو عرض معمق - يضع أمامنا كفلسطينيين تساؤلًا عريضًا: أين القرار الفلسطيني من قراءة هذا المشهد الإسرائيلي لتكون قراراته النضالية مؤثرة على الساحة الإسرائيلية على الأقل في حدها الأدنى؟
- ربما قراءة المشهد عن قرب يضع الجانب الفلسطيني أمام استحقاق الوحدة لتفادي هرولة التطبيع العربي وانهيار منظومة التأييد العالمي للقضية الفلسطينية.
مصطفى الصواف (كاتب ومحلل سياسي)
- كل الأحزاب تنطلق من منطلقات مشتركة، ولا فرق بين "أزرق أبيض" و"ميرتس"، فكلهم ينطلقون من أهداف واحدة، والمختلف هو الإدارة لتنفيذ هذه الأهداف.
- لن تكون هناك حكومة يستطيع حزب واحد تشكيلها، وستكون حكومة ائتلافية ضعيفة، وسرعان ما تتفكك وتعود مرة أخرى إلى الدعوة للانتخابات.
ثابت العمور (كاتب ومحلل سياسي)
- هناك إجماع إسرائيلي على تغييب فلسطين، بغض النظر عن الفائز في الانتخابات.
- أتمنى أن يعقد مركز أطلس ندوة أخرى لبحث الخيارات الفلسطينية للتعامل مع نتائج الانتخابات، خاصة ما يتعلق بالتطبيع ومستقبله، وهل فوز نتنياهو أو خسارته في الانتخابات سيؤثر على التطبيع، الذي بات يؤثر على مستقبل القضية الفلسطينية؟
- مصطفى إبراهيم (كاتب ومحلل سياسي)
المُلاحظ الآن في المشهد الانتخابي هو المصلحة والفئوية والشخصية، والخلاف هو على كراهية نتنياهو وإزاحته، يعني الخلاف ليس أيديولوجيًا، وإنما على شخصية نتنياهو وإزاحته من المشهد.
الاحتمالات كثيرة، ولا نعلم من الذي سيشكل الحكومة في ظل انتهازية الأحزاب الصهيونية.
ناصر ناصر (باحث في الشأن الإسرائيلي)
- التطور الأهم في انتخابات 2019 هو ظهور منافس حقيقي لنتنياهو، وهو الجنرال غانتس (رئيس ائتلاف "أزرق أبيض)، و عليه توجد ثلاثة احتمالات:
الأول (وهو المرجح حتى اللحظة): قيام حكومة يمين ويمين متطرف برئاسة نتنياهو، ممّا سيفاقم الوضع الفلسطيني، وقد يؤدي لاندلاع مواجهات في الضفة وغزة.
الثاني: حكومة برئاسة غانتس وأحزاب المركز يسار ويمين معتدل ككحلون والحريديم، وقد يؤدي ذلك لانفراجة معينة في الأجواء دون القضايا الجوهرية للصراع، وقد يتحسن وضع السلطة وغزة من خلال دعم المصالحة، وتقدم في مسألة تبادل الأسرى، وقد تتراجع احتماليات التصعيد ضد غزة مع زيادة الضغوطات الدولية عليها.
الاحتمال الثالث: حكومة وحدة وطنية، ونتائجها شبيهة بنتائج الاحتمال الثاني.
مصعب البريم (الناطق باسم الجهاد الإسلامي)
- المهم لنا كفلسطينيين ليس من سيأتي، لأن كل مخرجات الانتخابات ستخدم العداء معهم للفلسطينيين ولن تستطيع أن تغير من جوهر العداء للحق الفلسطيني، والذي قد يتغير هو شكل إدارة العداء في المستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية.
- ربع ملف من ملفات الفساد التي تلاحق نتنياهو كانت كفيلة بإسقاط نتنياهو؛ لكنه لم يسقط، وهذا يعكس رغبة إسرائيلية باستمرار نتيناهو، لأنه أحدث انقلابًا خطيرًا بالسياسة الإسرائيلية عبر ملف التطبيع.
محسن أبو رمضان (كاتب سياسي)
- الخلاف بالمشهد الانتخابي الإسرائيلي بتصاعد نسبة تمثيل حزب "أزرق أبيض" بقيادة غانتس في مواجهة "الليكود" بزعامة نتنياهو؛ يعود سببه للتكتل ضد شخص نتنياهو الذي تلاحقه فضائح الفساد، أكثر من اختلاف بالرؤية السياسية، لأن "خطة ويز" لا تختلف عن خطة السلام الاقتصادي التي يتنباها نتنياهو.
- وعليه، فالأساس ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني بدلًا من الرهان على التغيرات بالمشهد الانتخابي لصالح غانتس أو غيره.
محمد بلال حبيب (باحث في الاقتصاد الإسرائيلي)
- ما يوصل للانتخابات هو خطاب الدولة المتعلق بالأمن والسياسة، وخطاب المجتمع المتعلق بالاقتصاد والاجتماع. توجد نسبة كبيرة من شباب المجتمع لا تهمها السياسة، تريد من يوفر لها الاقتصاد، "الليكود" وفر أكثر مما طرح في برنامجه الاقتصادي لعام 2015 في مجال الاتصالات والمواصلات والبنى التحتية والصحة والتعليم والسايبر وفتح بنوك جديدة، وتباهى نتنياهو بذلك، وهو ما يمكن أن يتوجه فيه إلى صلب المجتمع.
- سيبحث "الليكود" عن النصف مليون صوت، التي لا تصل إلى نسبة الحسم، عن طريق البرنامج الاقتصادي والاجتماعي، وهو ما يمكن أن يزيد من مقاعد "الليكود".
عبد الحميد صبرة (باحث سياسي)
- يُمكن اعتبار الموقف من الضفة الغربية المعيار الأهم للتقييم، فالشخصيتان الأساسيتان في "أزرق أبيض"، وهما غانتس ولبيد، يؤمنان بضرورة عدم بقاء الوضع الحالي في الضفة، ويريان ضرورة إخلاء أجزاء واسعة منها، وتركيز الاستيطان في الكتل الاستيطانية فحسب. فقط يعلون في هذه الكتلة لا يرى ذلك، وهو العنصر الأضعف فيه.
- على العكس من ذلك، كتلة "الليكود" ومعها كتل اليمين مؤيدة للسيطرة على الضفة الغربية.