أعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، علي شمخاني، أن بلاده حققت اكثر من 90 % من أهدافها في سوريا، وأن الاعتداءات الإسرائيلية لم يكن لها تأثير استراتيجي على المقاومة هناك.
وأوضح شمخاني أن إيران ستبقى في سوريا وتحارب الإرهاب لطالما تريد الحكومة الشرعية في سوريا هذا الأمر. وقال: "اتخذنا بعض الإجراءات لنحافظ على خطوطنا الحمراء من ناحية الخسائر البشرية الناجمة عن أي اعتداء صهيوني. وجرى القيام بهذا الأمر بالتعاون مع الجيش السوري وباقي الحلفاء في هذا البلد، وسنشهد قريباً تطوراً مهماً في مجال تعزيز ردع المقاومة في سوريا".
وكشف: "أن استهداف قوات إيران والمقاومة في بعض الاعتداءات كان تجاوزاً لخطوطنا الحمراء، لذلك الأمر قمنا بالرد القاسي بعد الاعتداء على مطار التيفور ووجهنا ضربة قاسية لهم".
واستطرد قائلا: "أظن أن المسؤولين الصهاينة، لاسيما المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين، يدركون هذا الأمر جيداً، وسيكون أسلوب التعاطي مع اعتداءات الكيان الصهيوني على سوريا ومحور المقاومة في عام 2019 مختلفاً عن أسلوب التعاطي في السابق. من المؤكد والمحسوم بالنسبة لنا أن الكيان الصهيوني لا يسعى إلى حرب في الجبهة الشمالية ويشعر بضعف شديد في هذه النقطة، لذلك اتخذ سيناريو الردع على أساس هذا التقدير و لعدة مراحل. وإذا فتح نتنياهو عدة جبهات بالوقت ذاته فإنه سينهي حياته السياسية المتداعية على أعتاب الانتخابات، لا أظن بأنه سيكون أحمقاً إلى هذه الدرجة".
واعتبر المسؤول الإيراني، أن "محاربة الإرهاب والتطرف الأعمى والطائش من ابرز سياسات إيران، ونحن كنا خلال هذه السنوات في مقدمة محاربة الإرهاب وكنا دائماً نحارب هذا الوحش القبيح الذي أساء إلى المسلمين. وخلافاً لبعض الدول الزاعمة التي جلب تواجدها في المنطقة دائماً المصائب والويلات".
وتابع شمخاني: "باعتقادي أن قرار ترامب بشأن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا ناجم عن فرض حقائق المنطقة نفسها على الولايات المتحدة، إن إحدى أهم الحقائق في سوريا وباقي الأماكن في المنطقة هي أن القوى الحليفة لأمريكا هُزمت أمام إرادة الشعوب، وتبعاً لذلك فرضت على أمريكا نفقات سياسية وعسكرية ومالية كثيرة. ترامب تاجر ولا يتحمل النفقات من دون منجزات".
وختم قائلا: "لذلك فإن انسحاب أمريكا من سوريا هي سياسة قائمة على الحقائق الميدانية، وأن يقال إنه من المقرر أن تنتقل هذه القوات إلى العراق فإن لذلك طابعا دعائيا أكثر من أن يكون واقعياً، لأن العراق حكومة وشعباً وبرلماناً يعارض بشدة تواجد القوات الأمريكية في هذا البلد. إن الحساسية تجاه تواجد أمريكا العسكري في العراق كبيرة جداً. ينتظر الأمريكيين عمل شاق في هذا الشأن. باعتقادي أن أمريكا ستكون مجبرة قبل نهاية عام 2019 على الانسحاب من أماكن أخرى في المنطقة أيضاً".