نلجأ أحياناً لحذف رسائل تبادلناها مع أشخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي بغض النظر عن السبب وراء قيامنا بذلك سواء بداعي تنظيم قائمة المراسلات أو لأي غرض أخر؛ لكن يبقى العامل المشترك هو عملية “الحذف” ذاتها والتي نعني بها المسح التام لذلك المحتوى المحذوف دون ترك أي أثر. والذي لا يبدو مطبقاً بالكامل من قبل توتير التي تبقى محتفظة بتلك الرسائل حتى بعد عدة سنوات من حذفها.
فحسب ما كشفه الباحث الأمني كاران ساياني لموقع Techcrunch فإن حذف الرسائل المباشرة في تويتر يمثل حذفاً ظاهرياً أمام أعين المستخدم أي أن المنصة تبقى محتفظة بتلك المراسلات بشكل مبطن؛ حتى في حالات تم فيها حذف الرسالة من كلا طرفي المحادثة وأيضاً يبقى الحال ذاته عند قيام أحدهما بتعطيل حسابه وحذفه عن المنصة بشكل كامل.
وأوضح ساياني أنه استطاع الوصول لرسائل قديمة كان قد تبادلها مع حسابات لم تعد موجودة على المنصة أصلاً منذ سنوات حيث وجدها في أحد الملفات المرفقة بأرشيف بيانات حسابه الشخصي، كما أضاف أنه قد توصل لثغرة العام الماضي مكنته من استرجاع رسائل أخرى كان قد تم مسحُها من المرسل والمستقبل سلفاً بالإضافة أن بعض تلك الحسابات كانت يا إما موقوفة أو معطلة.
فيما قام Techcrunch باختبار هذه التجربة بنفسه مرفقاً لقطة للشاشة من أحد ملفات أرشيف بيانات لحساب تويتر تم اللجوء إليه تُظهر رسائل متبادلة مع حساب موقوف منذ سنوات والتي من المفترض أن لا تبقى متواجدة على المنصة كون الحساب لم يعد متواجداً.
ويمكن القول أن القضية هنا تدور حول ثغرة قد تكون انتهاك لقوانين حماية بيانات المستخدم أكثر من كونها تهديد لخصوصياته؛ في نفس الوقت الذي تشكل فيه تناقضاً واضح مع سياسات تويتر نفسها التي تنص أن جميع بيانات المستخدم تعتبر في عداد المحذوفة بشكل نهائي بعد مضي 30 يوماً عن قيامه بتعطل حسابه وتأكيد حذفه النهائي عن المنصة.
ولا يمكن تجاهل التداعيات المترتبة على هذا الخلل الوظيفي المركب إذا ما صح التعبير في آلية تعامل المنصة مع رسائل المستخدمين المحذوفة والتي قد تضعها تحت طائلة غرامة مالية بداعي انتهاك بيانات المستخدم وفقاً لمواد القانون الأوروبي الجديد المختصة بهذا الشأن.