اختتم المجلس الثوري لحركة فتح، اليوم السبت، دورته الخامسة بمقر الرئاسة بمدينة رام الله، في الفترة ما بين يومين 6 و 8 فبراير الحالي، تحت شعار "دورة القرار الوطني المستقل تجسيد للوحدة الوطنية وأي بوصلة لا تشير للقدس خائنة" مقدما توصياته الى الرئيس محمود عباس بشأن الحكومة.
وجاءت هذه الدورة الاعتيادية بتوقيتها بالغة الاهمية من حيث حجم التحديات الجسام المفروضة على شعبنا العربي الفلسطيني.
واستمع المجلس في مستهل اعماله لكلمة سياسية شاملة للرئيس محمود عباس، كما استمع لتقريري اللجنة المركزية والمجلس الثوري كما شهدت جلسات الدوره نقاشاً مستفيضاً شمل المواضيع السياسية والوطنية والتنظيمية كافة، وتوصل الى:
اولاً: إننا نواجه مؤامرة متعددة الاطراف تستهدف تصفية القضية الوطنية الفلسطينية والانقضاض على الشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة ومحاولة فرض ارادة عتاة التطرف والاحتلال والاستعمار الاستيطاني، مما يستدعي من حركتنا الاصرار والصمود والتمسك بقيادة مشروعنا الوطني معززة صمود المواطن على ارضه ومتصديه للاحتلال وممارساته وقطعان المستوطنين ومٌحافظة على القدس عاصمة ابديه لدولتنا تحت الاحتلال والوقوف بحزم في مواجهة استعمال الدم الفلسطيني في الحمله الانتخابيه الاسرائيليه وادانة اقتحاماته للاقصى وتصعيد نشاطاته الاستعماريه الاستيطانيه وهدم المنازل واقتحاماته للمدن والقرى والمخيمات ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في ردع القوه القائمه بالاحتلال وتوفير الحمايه الدوليه لشعبنا.
ثانياً : التصدي لتصاعد العدوان المتعدد الاشكال الذي تشنه ادارة الرئيس ترامب ضد شعبنا وحقوقه ورفض كل الاجراءات التي اتخذتها بحق فلسطين والقدس والاونروا باعتبارها مخالفة لقرارات الشرعية الدولية والتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً لشعبنا والوحيدة المخولة بالتحدث باسمه في المحافل كافة ورفض اي اجتماع او مؤتمر لا يستند لقرارات الامم المتحده ونحن لا نفوض احداً للحديث نيابة عنا ونرفض ما يسمى مؤتمر وارسو حول السلام في الشرق الاوسط وبالتاكيد لن نتعامل مع نتائجه.
ثالثاً : اننا نقف بحزم ونحشد كل الطاقات لمواجهة ما تقوم به القوه القائمه بالاحتلال بشراكة كامله مع الادارة الامريكيه خاصة بحربهما الماليه ضدنا بهدف تجفيف مواردنا وسحب المساعدات عنا وقرصنه أموالنا بهدف اخضاعنا سياسياً والضغط على الدول والمنظمات الدوليه لمنعها من الايفاء بالتزاماتها اتجاه شعبنا ونهيب بامتنا العربيه لتفي بالتزاماتها تجاه شعبنا وقدسنا ومتطلبات صمودنا ولن نخضع لأي ابتزاز او ضغط.
رابعا : تبقى القدس درة التاج والعاصمه الابديه لدولة فلسطين ونرفض بقوه كل قرارات ادارة الرئيس ترامب بحقها وندعو لتنفيذ قرارات القمم العربيه بخصوص دعمها ومقاطعة لكل الدول التي تتحالف مع اسرائيل تحت حجج واهيه وندعو للالتزام بمبادرة السلام العربيه كما هي، وفتح تدين بقوة اي خروج او قفز او خرق لها.
خامسا: ان استهدف الاحتلال الاسرائيلي لعاصمتنا المقدسة واهلها ومؤسساتها وقياداتها لن يغير من عروبتها او اسلاميتها ومسيحيتها ونحيي صمود وثبات شعبنا فيها وخاصة كادرنا الحركي باطره كافة ومحافظها عضو مجلسنا لصمودهم وتصدرهم لنضال وصمود ورباط القدس العاصمه الابديه لدولة فلسطين.
وفي هذا الصدد فإن فتح تؤكد على قرارها بمحاربة تسريب الاراضي والعقارات بالقدس وستطبق القانون بصرامه تجاه ضعاف النفس كما نرفض بشده محاولات الاحتلال فرض الأسرله على مناهج التعليم بالقدس كما نرفض اغلاق مدارس الانروا ونطالب الامم المتحده بالتصدي لذلك.
سادساً : ان استرداد الوحدة السياسية والجغرافية يبقى هدفاً دائما لفتح تبذل كل جهودها لتحقيق فغزه جزء اساسي هام من الوطن والاهتمام باحتياجات اهلها يبقى على راس اولويات الحركه وتتحمل حماس المسؤوليه الكامله عن اوضاع قطاع غزه باختطافه بالحديد والنار منذ انقلابها وبتعطيلها المستمر لكل الاتفاقات الهادفه لانهاء الانقسام وخاصة اتفاق القاهره (12-10-2017) وعدم تمكين الحكومه من ممارسة عملها بغزه وندين حملة اعتقالاتها لكادر فتح وقيادتها ومنعها لاحياء ذكرى الرئيس ابو عمار واحياء ذكرى انطلاقة الثوره الفلسطينيه وتدميرها لمقر تلفزيون فلسطين ضمن سلسلة من الكبائر التي ترتكبها ضد اهلنا في القطاع.
واكد الثوري أن اي اجراء اداري او مالي يتخذ بشأن غزة وموظفيها لا يجب ان يمس الملتزمين بالشرعية الوطنية، موصيا الثوري بمراجعة اي ظلم او خطأ بهذا الخصوص، وينوه المجلس الثوري بالدور والجهد الذي يقوم به الاشقاء بجمهورية مصر العربيه للمساعده في ملف المصالحه كما ان المجلس يؤكد على استمرار الحركه في حوارها مع شركائنا في منظمة التحرير الفلسطينيه لتعزيز بنائها المؤسسي وممارسة ولايتها على شعبنا في الداخل والخارج ومسؤوليتها عن السلطه الوطنيه وعن جموع شعبنا في الشتات تنظيمياً وتأطيراً ودعماً.
سابعاً : امام التحديات السياسية الكبرى ومع افشال حماس لحكومة التوافق الوطني فإن حركة فتح قائدة المشروع الوطني ملزمة بتحمل مسؤولياتها ازاء شعبها، لذا فإن المجلس الثوري يوصي الرئيس بالتعجل بمشاورات تشكيل حكومة جديدة يرأسها عضو من اللجنة المركزية للحركه تعمل وتسانده وتدعم صمود المواطن على ارضه في مواجهة الاحتلال والاستيطان وان تعتمد برنامجاً وطنياً يفي بمتطلبات المرحلة الخطيرة القادمة.
ثامناً : يثمن المجلس الثوري ما نص عليه مرسوم السيد الرئيس في 28/1/2019 بوقف نفاذ العمل بقانون الضمان الاجتماعي ويدعو للوحده ورص الصفوف في مواجهة التحديات التي يفرضها الاحتلال علينا يومياً وفي كل المواقع ويدعو لضرورة انخراط كافة الاطر الحركيه والوطنيه بالمقاومه الشعبيه وتصعيد التصدي لقطعان المستوطنين وتوفير كل امكانات الدعم والمساندة.
تاسعاً : يؤكد المجلس الثوري على احترامه للقضاء الفلسطيني وحرصه على استقلايته ويدعو لمراجعة منظومة القضاء في فلسطين لضمان النزاهه والشفافيه في ادائه من منطلق حرص فتح على تجسيد مؤسسات الدولة وتامين العداله والمساواه امام القانون للمواطنين كافة.
عاشراً : ان الاسرى والشهداء والجرحى قدموا اغلى ما لديهم للوطن وفتح تبقى وفيةً لتضحايتهم وستستمر باداء واجبها والتزاماتها تجاههم وعائلاتهم مهما بلغ الابتزاز والضغط والقرصنه وكما اكد الرئيس محمود عباس اكثر من مره بأن هذا خط احمر ويدين المجلس استهداف الاحتلال للحركه الاسيره واقتحاماته واعتداءاته المتكرره على الاسرى البواسل ويدين باشد العبارات سياسيه الاهمال الطبي الذي تنتهجه قوة الاحتلال وتترحم على شهداء الحركه الاسيره ال 214 منذ عام 1967 م واخرهم الشهيد فارس بارود.
ويحيي المجلس الحركة الاسيرة كافة وعلى راسها عضوا اللجنه المركزيه لحركتنا مروان البرغوثي وكريم يونس والاسرى القاده جميعاً وخاصة احمد سعدات واللواء فؤاد الشوبكي وباقي الابطال.
ويحيي اسر الشهداء الاكرم منا جميعاً ويشد على ايادي الاسرى وعائلاتهم وموعدنا معهم في فجر الحريه القادم وننحني لجرحى الوطن حتى شفائهم باذن الله واتخذ المجلس الثوري بهذا الصدد قرارات عملية محددة.
11: يجدد المجلس الثوري ايمانه بوحدة شعبنا في الوطن والشتات في اطار منظمة التحرير الفلسطينيه الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا إن وحدانية التمثيل هي الانجاز الاهم لشعبنا منذ النكبه حتى اليوم وسنحافظ على "م ت ف " واستقلالية قرارنا الوطني مهما بلغت التضحيات فالحقوق تضيع دون ممثلين شرعيين للدفاع عنها وسنتصدى لكل محاولات النيل او القفز عن المنظمه وستستمر فتح بايلاء الشتات كل الاهتمام والرعايه وتدعو لاتخاذ اجراءات عملية لتوحيد الجاليات وتعظيم دورها وتنسيق عملنا الخارجي بين ما هو رسمي (السفارات) وما هو شعبي ومحلي (تنظيم الجاليه ) على قاعدة "م ت ف " والمصلحه العليا لشعبنا.
12 : يثمن المجلس الثوري رئاسة دولة فلسطين لمجموعة ال 77 الصين لما في ذلك من انجاز سياسي دبلوماسي غير مسبوق يضاف للانجازات المتراكمه بقيادة الرئيس محمود عباس ،مما يعزز مكانه دوله فلسطين ويزيد من قدرتنا على التحرك الدولي الفاعل وسعينا لنيل العضويه الكامله في الامم المتحده.
13 : ان استمرار اسرائيل بتحدي الشرعيه الدوليه وقراراتها يتطلب رداً حاسماً من المجتمع الدولي فعدم تجديدها لعمل بعثة المراقبين في الخليل ( TIPH ) يلقي على عاتق الامم االمتحده الاسراع بتوفير الحمايه الدوليه لشعبنا كما يجب ان يكون حافزاً لتقوم الدول الاعضاء في المنظومه الدوليه بالايفاء بالتزاماتها ازاء القانون الدولي والقانون الدولي الانساني وتحديداً اتفاقية جنيف الرابعه وفرض عقوبات على القوه القائمه بالاحتلال وقيامها بفرض احترام تلك الاتفاقيه على اسرائيل واسناد هذه المنظومه الدوليه في مواجهة الاحتلال بدعم واضح لحركة المقاطعه الدوليه BDS وسحب الاستثمارات من اسرائيل.
14 : كما ان المجلس الثوري يدعو المجتمع الدولي لمواجهة صفقات وقرارات الإداره الامريكيه بالدعوه لمؤتمر دولي متعدد للسلام على قاعدة القرارات الامميه ذات الصله لتحديد آليات انسحاب الاحتلال الاسرائيلي من اراضي دولة فلسطين المحتلة.
15 : يدين المجلس الثوري بقوه ما يسمى قانون القوميه " الذي سنته الكنيست الاسرائيلي مما يشرع لنظام فصل عنصري يجب مقاومته وادانته على كافة الاصعده وستعمل الحركه بكل الوسائل المتاحه على فضح هذا القانون وتبعاته الخطيره على فرص التعايش والسلام واعتبار اسرائيل دولة تمييز عنصري ومعاملتها على هذا الاساس.
16 : يدعو المجلس الثوري المجتمع الدولي للاستمرار بدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجيئن الفلسطينين (الانروا) للقيام بمسؤولاتها وواجباتها تجاه جموع اللاجيئن الفلسطينين حتى تتمكن المنظومه من ايجاد حل عادل لهم على اساس قرار الجمعيه العامه للامم المتحده 194.
ويحيي المجلس مخيمات اللجوء الممثل الحي لقضيتنا العادله ورحم الثوره الفلسطينيه المعاصره في كل اماكن تواجدهم خاصة في سوريا ولبنان
17 : يحيي المجلس الثوري مسيرات العوده في قطاعنا الصامد وينحني امام الشهداء والجرحى ويستنكر محاولات البعض لحرف مسار هذا الحشد المبارك نحو اهداف انفصالية او مصالح حزبية ضيقة.
18 : ان المجلس الثوري يحيي اعضاء الذين حرموا من المشاركه في الدوره والذين منعهم الاحتلال الاسرائيلي من مغادرة قطاع غزه للالتحاق بهذه الدوره وهم كانوا معنا بروحهم وعطائهم.
ان المجلس الثوري يؤكد على قيمة الانتصار رغم صعوبة المرحله وعظيم التحدي ويؤكد على تمسكنا بانجاز الاستقلال الوطني بدولتنا المستقله التي ترزخ تحت الاحتلال الاسرائيلي على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.