وجه رامي الحمد الله رئيس خكومة تسيير الأعمال ، اليوم السبت، رسالة إلى حركة حماس في قطاع غزة، ذلك خلال كلمته في وضع حجر الأساس لمدرسة نور شمس الثانوية للبنات، في مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم، بحضور محافظ طولكرم عصام أبو بكر، ووزير التربية والتعليم صبري صيدم، ومستشار رئيس الوزراء لشؤون الصناديق العربية والاسلامية ناصر قطامي، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية.
وقال الحمدلله "إننا اليوم في مرحلة نحشد لها كل أسباب ومقومات وحدتنا وإلتفافنا خلف مشروعنا الوطني الذي يقوده الرئيس محمود عباس، والتصدي لكل محاولات تشتيت وتفكيك حقوقنا الوطنية".
ودعا الحمدلله مجددا حركة حماس للاستجابة لدعوة الرئيس والعودة إلى حضن الشرعية، وتلبية نداء الشعب الفلسطيني الذي ينادي بإنهاء الإنقسام وتغليب المصلحة الوطنية العليا.
واضاف: فإسرائيل اليوم، إنما تتجاوز الإرادة والشرعية الدولية، وتواصل عدوانها على الشعب الفلسطيني وعلى حقوقه المشروعة، وتشن حربها القاسية على أسرانا البواسل، والتي أسفرت عن استشهاد عميد أسرى غزة، "فارس بارود" نتيجة للإهمال الطبي المتعمد، وبعد ثمانية وعشرين عاما قضاها في سجون الاحتلال، ليصل عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967، إلى مئتين وثمانية عشر شهيدا منهم ثلاثة وستون استشهدوا بفعل الإهمال الطبي.
وتابع: يأتي هذا في وقت يستمر فيه التوسع الإستيطاني الإسرائيلي، ومصادرة الأرض وهدم البيوت، وتمعن إسرائيل بأعمال القتل والاعتقال ضد أبناء شعبنا".
وأردف رئيس الوزراء "ستبقى مخيماتنا الرازحة تحت الاحتلال، حية نابضة مفعمة بالأمل وبحتمية الانتصار، وستواصل القيادة، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، حشد الدعم الدولي لحل قضية اللاجئين وإنهاء معاناتهم. أنتم لستم منسيين أو مهمشين، أنتم حراس هويتنا، وحماة حقوقنا، والبوصلة التي ستقودنا دوما إلى القدس، عاصمة دولتنا الأبدية".
وتابع: "أحمل لكم جميعا اعتزاز الرئيس محمود عباس بصمود المخيمات الفلسطينية هنا على أرض الوطن أو في بلدان الشتات، فهي ذاكرة شعبنا المتقدة، وشاهدة على حق العودة المتأصل والمتجذر فينا مهما مر الزمان، ورغم النكبات المتعاقبة ومرور عقود طويلة وقاهرة على التغريبة الفلسطينية".
وأضاف: "لقد أكد شعبنا حتى في ظل أعتى التحديات ورغم الحصار المالي والسياسي، أنه مع السلام، ومع المقاومة الشعبية السلمية، ومع تحقيق وتعزيز الصمود في كل شبر من أرضنا وفي مخيمات اللاجئين في الشتات، في وقت تجنح فيه إسرائيل نحو العنف. لهذا فإن العالم بأسره، مطالب وبما لا يحتمل التأجيل، بتوفير الحماية الدولية الفاعلة لشعبنا، بل أنهم مطالبون أيضا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي أطول احتلال عرفه التاريخ المعاصر، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين، التي تعتبر أطول أزمة لجوء عرفها تاريخنا المعاصر".
وأردف: "إنه لشرف وفخر كبيران أن أتواجد اليوم بين أهلي في مخيم نور شمس، فقد لا يعلم الكثيرون أن لهذا المكان خصوصية جميلة، حيث تحفر طفولتي ذكريات زياراتي المتكررة مع والدي رحمه الله لإصدقائه في مخيمي نور شمس وطولكرم، لقد حافظت بدوري على هذا الإرث، فنشأت علاقة تاريخية ومودة خاصة لأهلي هنا في مخيم نور شمس وفي مخيم طولكرم".
واستدرك الحمدلله: "يشرفني أن أكون معكم لوضع حجر الأساس لما سيكون مدرسة نور الشمس الثانوية للبنات، استجابة لاحتياجات أهالي المخيم والمناطق المجاورة، وتخفيفا للاكتظاظ في مدارس طولكرم. لقد خصصنا قطعة الأرض بمساحة (4.4) دونم، ورصدنا لها التمويل المناسب الذي وفرته مشكورة الصناديق العربية، لنشرع في بناء هذه المدرسة، لتستوعب مئتين وأربعين طالبة في المرحلة الثانوية، وتصبح بنية تعليمية ووطنية هامة. لقد كنا ولا نزال نؤكد، أن واجب الحكومة بل ومبرر وجودها هو الالتفات إلى احتياجات شعبنا الصغيرة والكبيرة، وتوفير الخدمات الأساسية والطارئة، في كل وقت وتحت أي ظرف، حتى وإن خلف الجدار، ومهما حوصرنا بالمستوطنات وبالقيود الإسرائيلية".
واستطرد الحمد الله: "لقد تحدت حكومتي أعتى الصعاب وعملت في ظل انخفاض المساعدات الدولية، وسعت إلى مراكمة الإنجازات خاصة في قطاعي التعليم والصحة، لارتباطهما بالمستقبل والصمود الفلسطيني، فأنشأنا مدارس التحدي في المناطق المهمشة والمهددة من الجدار والاستيطان ومدارس الإصرار في المستشفيات الحكومية والأهلية والخاصة، وبدأنا ببناء مئة مدرسة في قطاع غزة، وأطلقنا "برنامج حماية التعليم في القدس"، بمرتكزات وتدخلات فاعلة، لدعم المعلمين فيها، وترميم أبنيتها وتوفير الكتب والمنح الدراسية لطلبتها. إن كل هذه التدخلات، والشروع ببناء مدرسة للإناث في قلب مخيم نور شمس، هي من مقومات الدولة، وأبرز ركائز التعليم ودعم الصمود. أجدد تأكيدي على أننا جاهزون للعمل والانجاز، حتى مع انخفاض المساعدات الخارجية، فنحن لن نقبل أية مساعدات مالية تهدف للمقايضة أو المساومة على الحقوق والثوابت الوطنية".
وأضاف الحمد الله: "من "نور شمس" أحد مخيمات الصمود والوجود الفلسطيني، نطالب أعضاء المجتمع الدولي ومنظماته، إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه اللاجئين وتقديم الدعم الضروري والمساعدة المالية التي تحتاجها "الأونروا"، للوفاء بالتزاماتها هذا العام، الى حين إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية بكافة جوانبها، وعلى أساس قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194".
وتابع رئيس الوزراء: "عندما نتحدث عن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وعلى ضرورة توفير مقومات بقائها، لا يمكن أن ننسى الدور التاريخي والريادي الذي تضطلع به اللجان الشعبية للخدمات على صعيد كل مخيم من خلال الدفاع عن مصالح وحقوق اللاجئين فيه، وصون المكانة السياسية والقانونية لهذه المخيمات، لإبقاء قضية اللاجئين حية في الوعي العام وحاضرة في المحافل الدولية".
وقال في ختام كلمته "كل الشكر والتقدير للجنة الشعبية لخدمات مخيم نور شمس ولرئيسها طه إيراني، على عملهم الدؤوب لخدمة أهالي المخيم وتلبية احتياجاتهم. سنستمر في العمل معكم ومن خلالكم، لتوفير متطلبات الحياة الكريمة للاجئين من أبناء شعبنا، وبما لا يعفي الأونروا" بل يتكامل مع مسؤولياتها في تقديم الخدمات وتعزيز بقاء المخيمات".