حذر سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح هذا اليوم من استمرارية حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي خاصة وان السلطات الاحتلالية الغاشمة انما تستثمر هذه الانقسامات سواء كانت الانقسامات الفلسطينية او العربية وذلك بهدف تمرير مشاريعها وسياساها واجندتها في مدينة القدس .
ان اسرائيل هي المستفيد الحقيقي من الانقسام الفلسطيني والعربي وهي تستغل وتستثمر هذه الحالة التي نمر بها وتسعى جاهدة لسرقة القدس وطمس معالمها وتشويه صورتها وتهميش واضعاف الحضور الفلسطيني المسيحي والاسلامي فيها .
ندعو السياسيين الفلسطينيين بكافة مسمياتهم واوصافهم كما وندعو كافة الفصائل والاحزاب والتيارات السياسية والمستقلين وغيرهم بأن يقوموا بدورهم المأمول في تصحيح هذه الحالة الفلسطينية الداخلية التي كنا نتمنى بألا تكون موجودة ولكن بما انها موجودة فإنه يجب ان تعالج ولا يجوز ان تستمر هذه الانقسامات بأي شكل من الاشكال .
اما الوضع العربي المترهل فنتمنى ان يتغير وان يتبدل نحو الافضل وليس نحو الاسوء ، ونعتقد بأن ما حل ببعض الاقطار العربية المحيطة بنا انما استفادت منه سلطات الاحتلال واستثمرته بشكل غير مسبوق بهدف تمرير مشاريعها الاستيطانية الاحتلالية الاقصائية في مدينة القدس .
ان ما سمي زورا وبهتانا بالربيع العربي انما كان في الواقع ربيعا اسرائيليا امريكيا دفعت فاتورته شعوبنا العربية كما ان هنالك ثمنا باهظا لهذا الربيع المزعوم يدفعه شعبنا الفلسطيني لان كل ما حصل في هذه المنطقة العربية كان هدفه وما زال هو تفكيك المفكك وتجزئة المجزء وتحويل الامة العربية الواحدة الى طوائف وقبائل وعشائر متناحرة فيما بينها لكي يتسنى للاستعمار تمرير مشاريعه واجنداته في هذه المنطقة وفي فلسطين وفي مدينة القدس بشكل خاص .
ان مدينة القدس هي التي تدفع فاتورة الانقسامات الفلسطينية وهي التي تدفع فاتورة ما حل بمنطقتنا العربية وحالة الضعف والترهل وانعدام البوصلة لدى البعض .
ولذلك فإننا نحذر مجددا من استمرار حالة الانقسام الفلسطيني والعربي والتي لا يستفيد منها الا اعداء امتنا العربية والذين لا يريدون خيرا لا لفلسطين ولا للاقطار العربية وشعوبها .
مئات المليارات من الدولارات العربية النفطية دفعت حتى الان على الدمار والخراب والحروب في منطقتنا ، اعداء امتنا وفي مقدمتهم القابع في البيت الابيض يخططون لتدميرنا وبعض العرب يمولون هذا الدمار(بكرمهم المعهود).
لن نألوا جهدا من تذكير العرب بواجباتهم تجاه القضية الفلسطينية والتي من المفترض ان تكون قضية العرب الاولى ونتمنى ان تكون كذلك بالفعل وليس على الورق فقط .
القدس تمر بمرحلة خطيرة وظروف استثنائية ومرحلة عصيبة ، القدس تُسرق منا في كل يوم ونتمنى من الجميع ان يصحوا من كبوتهم وان يلتفتوا الى القدس ومعاناتها وما يحدث فيها فخسارة القدس هي خسارة لنا جميعا ونتمنى ان لا نصل الى مرحلة نبكي فيها على اطلال ما تبقى من مدينتنا المقدسة.
وقد جاءت كلمات سيادة المطران هذه لدى لقاءه صباح هذا اليوم الثلاثاء مع عدد من الشخصيات المقدسية الفاعلة في الحقل الوطني المقدسي .