أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي واصلت استهداف الأطفال الفلسطينيين والاعتقال والتنكيل بشكل متعمد حيث رصد (67) حالة اعتقال لقاصرين خلال شهر يناير من العام الجاري .
الناطق الإعلامي للمركز الباحث " رياض الأشقر" اعتبر ان الهجمة على الاطفال ليست حالات فردية او استثنائية انما تأتى بتعليمات مباشرة من المستوي السياسي والأمني للاحتلال، حيث ان استهدافهم لا يتوقف على مدار الساعة وبشكل متصاعد وملفت.
وأضاف "الأشقر" بأن الاحتلال لم يكتفى باعتقال الأطفال وتعذيبهم بل تعمد اصدار احكام قاسية وانتقامية بحقهم، ولن يكون الطفل الجريح "أيهم باسم صباح" 16 عاماً من بيتونيا " الاخير الذى يفرض عليه حكم قاسى بالسجن لمدة 35 عام، في ظل استمرار الاحتلال في انتهاك حقوق الاطفال الفلسطينيين، والضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات الدولية التي تحرم اللجوء لاعتقال الاطفال الا في اضيق الحالات.
وأفاد "الأشقر" بان الاحتلال صعد بشكل كبير من استهداف الاطفال بالاعتقال خلال انتفاضة القدس، حيث وصلت حالات الاعتقال بين الأطفال منذ اكتوبر 2015 الى ما يقارب من (5000) حالة اعتقال، غالبيتهم تعرضوا للتنكيل والضرب والاهانة عند الاعتقال، بينما لا يزال الاحتلال يعتقل في سجونه 250 طفلاً، في ظروف قاسية.
واستطرد بأنه على الرغم من أن الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان وتحديداً اتفاقية حقوق الطفل، شددت على ضرورة توفير الحماية للأطفال ولحياتهم وتوفير فرص النماء والنمو، وقيّدت هذه المواثيق سلب الأطفال حريتهم، وجعلت منه "الملاذ الأخير ولأقصر فترة ممكنة"، إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي جعلت من اعتقال الأطفال الفلسطينيين هدفا أولياً ، واقدمت على اعتقال الالاف منهم منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية.
وأشار "الاشقر" الى ان الاحتلال لم يتورع عن اعتقال العديد من الأطفال وهم مصابين بعد اطلاق النار عليهم، بل ومارس بحقهم التحقيق وهم مصابين قبل ان يتم نقلهم الى العلاج، وواصل التحقيق معهم وهم غرف المستشفيات بشكل غير إنساني، كذلك اقدم على اعتقال اطفال مرضى واصحاب احتياجات خاصة .
وتواصل ادارة السجون اجراءاتها التنكيلية والتعسفية بحق الأطفال الاسرى وابرزها عمليات الاقتحام والتفتيش لغرفهم واقسامهم، والتي كان اخرها اقتحام قسم الاشبال في سجن عوفر خلال الهجمة الشرسة التي تعرض لها السجن قبل اسبوعين، و قامت الوحدات الخاصة القمعية المدججة بالسلاح ترافقها الكلاب البوليسية المتوحشة، باجبارهم على الوقوف صفاً واحداً على الحائط مع تهديدهم بالسّلاح الامر الذى اصابهم بحالة من الهلع والخوف، واصيب بعضهم بحالة صدمة.
فيما يحرم الاحتلال العشرات من الاطفال من زيارة ذويهم او من زيارة المحامي الخاص بهم، اضافة الى استمرار المعاملة السيئة من قبل السجانين الذين يتعاملون مع الأطفال كإرهابيين ويوجهون لهم الشتائم والتهديدات بشكل مستمر، وخاصة فى مراكز التوقيف والتحقيق .
وناشد مركز أسرى فلسطين المجتمع الدولي، والمؤسسات المعنية بقضايا الاطفال، ان تتحمل مسؤولياتها، تجاه اطفال فلسطين، وما يتعرضون له من جرائم فاقت كل الحدود، وإلزام الاحتلال بتطبيق المواثيق والاتفاقيات الخاصة بالأطفال لوضع حدّ لمعاناتهم المتفاقمة.