عقدت نقابة المهندسين مركز القدس وبالتعاون مع جامعة القدس ندوة علمية بعنوان "التقنيات المستقبلية في الهندسة"، بتنظيم من اللجنة العلمية المركزية في نقابة المهندسين، وبالشراكة مع وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، واتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية "بيتا"، وذلك يوم أمس الأحد 27-1- 2019 في حرم الجامعة الرئيس في أبو ديس.
وتهدف الندوة التي إستمرت من الساعة العاشرة صباحاً حتى الرابعة عصراً إلى مناقشة التقنيات المستقبلية في الهندسة وبحث سبل مواكبة التطور العالمي في هذا المجال، إضافة الى دعم المهندسين وطلاب كليات الهندسة خاصة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومساعدتهم للإستفادة من تكنولوجيا المستقبل، وتعزيز فرصهم في الحصول على وظائف.
وعبر نقيب المهندسين أ.د.جلال الدبيك عن سعادته بتنظيم هذه الندوة والشراكة التي تجمع النقابة بجامعة القدس، كونها صرح علمي عريق ومؤسسة وطنية رائدة، وقال الدبيك أن أهمية هذه الندوة تكمن في ضرورة مواكبة التكنولوجيا وان مدى تطور وتقدم أي دولة يقاس بمدى تطورها التكنولوجي.
وأضاف الدبيك " رغم قلة الإمكانات والصعوبات التي نواجها في فلسطين بشكل خاص، الا أننا نمتلك الإنسان والإرادة والعقول المبدعة والمبتكره، وهي أساس أي تطور تكنولوجي."
وأشار الدبيك الى أن نقابة المهندسين تضع دفع عجلة التطور والتقدم على رأس أولوياتها، ووضعت على عاتقنا دعم الإبداع والتميز في فلسطين، وقد خصصت برامج وميزانية خاصة لتحقيق هذا الهدف.
وقال رئيس جامعة القدس أ.د. عماد أبو كشك إن هذه الندوة تركز على العديد من مجالات تكنولوجيا المستقبل والتقنيات الحديثة المستخدمة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتي تساهم مساهمة ايجابية في تطوير استخداماتها في المؤسسات الحكومية أو مؤسسات المجتمع المدني و الحكم المحلي أو مؤسسات القطاع الخاص و مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية، مؤكداً على الدور الحيوي والاستراتيجي لنقابة المهندسين والجامعات في تهيئة الخريجين واعدادهم وتمكينهم بالقدرات والمهارات التي تؤهلهم لتلبية متطلبات سوق العمل والقطاع الخاص الفلسطيني.
وعبر أ.د. أبو كشك عن سعادته بالتعاون المثمر والبناء مع مؤسساتنا الفلسطينية كافة ومنها نقابة المهندسين، مؤكداً استمرارية جامعة القدس في تعزيز وخلق المزيد من الشراكات بما يخدم مجتمعنا الفلسطيني.
وقال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينية د. علام موسى: "يسعدني أن تعقد هذه الندوة في هذا الصرح العلمي العريق في جامعة القدس، والذي يرتبط اسمها بالعاصمة الأبدية لفلسطين، فجامعة القدس أول محطاتي في العمل الأكاديمي في فلسطين.
وأكد الوزير موسى أن عقد مثل هذه الندوة التي تطرح مواضيع معاصرة، على درجة عالية من الأهمية؛ يهدف لإثراء المعرفة وتحفيز عمليات البحث والاكتشاف، مشيراً ان مواضيع الندوة تمثل بامتياز تحدي العصر وامل المستقبل القريب، مضيفا أن مثل هذه الأفكار تشكل فرصة للتطور والنمو، وأخذ زمام المبادرة لتطوير المهارات والقدرات ونقل المعرفة لاستيعاب اخر ما أنتجه العلم والتكنولوجيا وتوظيفه للنهوض بفلسطين ومواطنيها.
وبين رئيس مجلس إدارة المجلس الأعلى للإبداع والتميز المهندس عدنان سمارة أنه مع حلول عام 2050 وحسب دراسات أجريت في العالم فإن الكثير من المهن سيتم إعادة تقسيمها، وذلك مع التطور التكنولوجي وانتشار تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة واختراقها لمجالات جديدة ومتزايدة من أوجه النشاط الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
وأوضح عضو مجلس ادارة اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية "بيتا" المهندس خالد صبري أن التكنولوجيا تشكل أحد أهم روافع الاقتصاد العالمي والمحلي، مشيراً إلى "أننا في فلسطين أحوج ما نكون إلى استثمار التكنولوجيا بأقصى درجاتها في تعزيز اقتصادنا".
وخلال الندوة وقع نقيب المهندسين أ.د.جلال الدبيك ورئيس جامعة القدس أ.د.عماد ابو كشك مذكرة تفاهم بين الطرفين لتعزيز التعاون المشترك في عدة مجالات للإتقاء بالعمل الهندسي وتوطيد العلاقة بين القطاع التعليمي والنقابي ورفع وتعزيز قدرات الكوادر الوطنية في المجالات الهندسية.
وتخلل الندوة ثلاث جلسات، حيث تناولت الجلسة الأولى والتي أدارها أ.د. سمير أبو عيشة رئيس اللجنة العلمية في نقابة المهندسين، التوجهات المستقبلية في تكنولوجيا المعلومات والهندسة، وتحدث فيها الدكتور رشدي حمامرة من دائرة هندسة الحاسوب في جامعة القدس حول دور أمن المعلومات في تطوير العلاقة بين ادارة الأعمال وطرح المشكلات وكيفية حلها، من خلال مصادقة الشهادة الالكترونية والامضاء الالكتروني.
وتحدث المهندس نزار شناعة مدير ادارة تقنية المعلومات في شركة الاتصالات الفلسطينية حول موضوع هندسة البنية التحتية في مراكز البيانات، وقدم المهندس عبدالله أبو عيشة من المجموعة العالمية للهندسة والاستشارات "معالم"، موضوع استخدام Big Data في مجال هندسة الطرق والمواصلات.
ومن جانبه فقد تحدث المهندس أسامة طه رئيس لجنة فرع رام الله والبيرة حول واقع نقابة المهندسين من حيث تكنولوجيا المعلومات والإهتمام العميق الذي توليه النقابة لهذا المجال، والتقنيات التكنولوجية المستخدمة في النقابة، مرحباً بأي اقتراح من الزملاء المهندسين.
وفي الجلسة الثانية والتي أدارتها الدكتورة صفاء ناصر الدين نائب رئيس جامعة القدس لشؤون القدس، وهي عضواً في لجنة تكنولوجيا المعلومات في نقابة المهندسين تناولت الفجوة بين الوسط الاكاديمي والقطاع الخاص.
وتحدث في الجلسة السيد مهند حجاوي من اتحاد شركات تكنولوجيا المعلومات حول وجهة نظر الاتحاد لهذه الفجوة مقارنة مع وجهة نظر القطاع الخاص، فيما تناول الدكتور عصام اسحق من جامعة القدس موضوعه بعنوان ماذا يستطيع الوسط الاكاديمي تقديمه في هذا المجال وعلى وجه الخصوص جامعة القدس.
وتطرقت الدكتورة يارا السيفي من جامعة القدس الى حاضنة معارض المهندسين ، وأشرفت ايضا على عرض عدد من الطلبة في الجامعة لمشاريع هندسية، فيما تحدث المهندس محمود عمور من شركة المهندسين الشباب حول مسابقة مشاريع التخرج للمهندسين.
وكانت الجلسة الختامية بعنوان الريادة والعمل والتي ادارها الدكتور رشدي حمامرة من دائرة هندسة الحاسب في جامعة القدس.
حيث تحدث فيها الدكتور عماد حمادة من جامعة القدس حول فرص العمل للمهندسين، وقدم الدكتور احمد عبده من جامعة القدس قصة نجاح المهندس الرائد، وتحدثت الدكتورة صفاء ناصر الدين نائب رئيس جامعة القدس لشؤون القدس والعضو في مجلس إدارةمؤسسة الفتيات في التكنولوجيا فرع فلسطين حول موضوع الفتيات في التكنولوجيا، أما المهندس محمود عمور من مؤسسة عمور للمعماريين فقد تحدث حول فرص العمل عبر الانترنت.
وحضر الندوة عدد من المشاركين والمختصين من داخل الجامعة وخارجها، بالاضافة الى اساتذة وطلبة الجامعة، حيث انتهت كل جلسة بفتح حلقة نقاش شارك فيها الحضور بإثراء المعلومات وتقديم افكار جديدة تسهم في تدعيم إستخدام التقنيات المستقبلية في الهندسة.