قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس لدى استقباله اليوم وفدا اعلاميا اردنيا بأن القضية الفلسطينية هي قضية الشعب الفلسطيني الواحد بكافة مكوناته كما انها قضية الامة العربية الواحدة وقد قال العرب في وقت من الاوقات بأن فلسطين هي قضيتهم الاولى ونحن بدورنا نتمنى بأن تبقى قضيتهم الاولى وان يترجم هذا القول الى فعل.
لا يجوز ان يُترك الفلسطينيون لوحدهم يقارعون جلاديهم وقاهريهم ومضطهديهم ونحن على يقين بأن من اوجد لنا ما يسمى زورا وبهتانا بالربيع العربي المزعوم انما كان هدفه وما زال هو تفكيك الامة العربية واضعافها وشرذمتها .
لقد اوتي بهذا الربيع الاسرائيلي الامريكي بهدف تمرير مشروع سايسبيكو جديد هدفه تقسيم المقسم وتجزئة المجزء وما يحزننا ويؤلمنا ان امريكا وحلفائها هي التي تخطط لتدمير الوطن العربي وتصفية القضية الفلسطينية.
اما بعض العرب فيغدقون بأموالهم بغزارة على هذا المشروع الذي هدفه الاساسي هو تدمير حضارتنا وتاريخنا وتراثنا وتحويلنا من امة واحدة الى طوائف وقبائل متناحرة فيما بينها لكي يتسنى للاستعمار تمرير مشاريعه في المنطقة العربية .
نمر بمرحلة في غاية الخطورة والصورة تكاد ان تكون قاتمة ولكن وبالرغم من كل ذلك فإنه لا يجوز لنا ان نستسلم ولا يجوز لنا ان نتراجع الى الوراء قيد انملة كما ان معنوياتنا وارادتنا يجب ان تبقى صلبة ولا يجوز الاستسلام ايضا لاولئك الذين يريدوننا ان نكون في حالة يأس واحباط وقنوط وقبول لما يرسمه الغرب لنا خدمة لاسرائيل واطماعها الاستعمارية في منطقتنا .
نعيش في مرحلة عصيبة تحتاج منا جميعا ان نكون على قدر كبير من المسؤولية ففي زمن الكذب والنفاق اصبح من الاهمية بمكان ان يكون عندنا اناس صادقون مؤتمنون يدافعون عن اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث الا وهي قضية الشعب الفلسطيني .
لن تعود فلسطين الى اصحابها بالشعارات الرنانة والخطابات البليغة التي شبعنا منها بل نحن بحاجة الى خطة عمل استراتيجية هادفة لاستعادة ما يمكن استعادته والنهوض بهذه الامة لكي تعود اليها وحدتها ولكي يعود اليها مجدها وان تكون بوصلتها فلسطين فوحدتنا هي قوة لنا في دفاعنا عن فلسطين وفي دفاعنا عن كافة قضايا العدالة التي تهمنا .
ما اود ان اقوله لكم باسم شعبنا الفلسطيني الذي يقدم التضحيات في كل يوم بأننا لن نستسلم للمؤامرات والمشاريع المشبوهة التي هدفها تصفية قضيتنا ، ولاولئك الذين يفكرون بصفقة القرن نقول لهم بأن هذه الصفقة ليست موجودة الا في عقول من يفكرون بها اما في فلسطين وعلى الارض الفلسطينية وفي مدينة القدس بشكل خاص فهنالك شعب ابي وطني متشبث بانتماءه لهذه الارض ومتمسك بحقوقه الوطنية ولن تتمكن اية قوة غاشمة في هذا العالم من شطب وجودنا وحقوقنا واقتلاع انتماءنا وجذورنا العميقة في تربة هذه الارض المقدسة .
نتمنى ان تتجولوا في القدس لكي تعاينوا ما يحدث فيها وما يحدث في القدس امر لا يمكن ان يستوعبه عقل بشري فالقدس ليست بحاجة الى الشعارات والى من يتغنون بعروبتها بل هي بحاجة الى من يحافظون على هويتها العربية الفلسطينية المنهوبة والمسلوبة والمستهدفة في كل يوم وفي كل ساعة.
قدم سيادته للوفد تقريرا تفصيليا عن واقع مدينة القدس وما تتعرض له اوقافنا ومقدساتنا وابناء شعبنا مؤكدا بأنه من واجب الاعلاميين العرب ان ينقلوا حقيقة ما يحدث في القدس الى شعوبهم .
لا يجوز ان تغيب الحقائق والوقائع عن الشعوب العربية فالقدس في كارثة حقيقية وهي تضيع من بين ايدينا يوما بعد يوم ووجب علينا جميعا ان نعمل على ايقاف هذه الكارثة والدفاع والحفاظ على القدس المستهدفة في كافة تفاصيلها .
انقلوا لشعوبكم الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون الذين يعانون من النكبات والنكسات والمظالم في كافة مفاصل حياتهم ولكننا وبالرغم من كل احزاننا وآلامنا الا اننا لن نتخلى عن حقنا المشروع في النضال من اجل ان نعيش احرارا وبكرامة في وطننا وفي ارضنا المقدسة .