مجلس الإفتاء يحمل الاحتلال المسؤولية عن حياة الأسرى

الخميس 24 يناير 2019 12:05 م / بتوقيت القدس +2GMT



رام الله / سما /

حمَّل مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين سلطات الاحتلال الإسرائيلي وإدارة معتقل "عوفر" على وجه الخصوص، المسؤولية الكاملة عن حياة المعتقلين الفلسطينيين، حيث الاعتداءات مستمرة عليهم، بشكل انتقامي ووحشي وإرهابي، وأن المئات من عناصر وحدات القمع نكلوا بالأسرى، محدثين في صفوفهم إصابات متفاوتة، ووجه المجلس تحية إعزاز وإكبار إلى الأسرى البواسل الرازحين في زنازين الاحتلال وسجونه، والتي تفتقر لأبسط متطلبات حقوق الإنسان، بهدف النيل من عزيمتهم وصبرهم، مطالباً المجتمع الدولي بهيئاته ومؤسساته التي تعنى بالإنسان وحريته وكرامته العمل على الإفراج العاجل عن الأسرى كافة، وتبييض السجون الإسرائيلية، وإدانة القمع الاحتلالي الذي تنفذه سلطات الاحتلال، ومحاسبتها على جرائمها النكراء التي ترتكبها بحق أسرانا الأبطال وأهاليهم.

من جانب آخر؛ حذر المجلس من محاولات سلطات الاحتلال تصفية قضية اللاجئين، وذلك من خلال قيامها بإغلاق مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القدس المحتلة، بدءا من العام الدراسي المقبل، ويأتي هذا القرار الجائر بالتزامن مع قرار سلطات الاحتلال بإغلاق مدرسة "القادسية" في القدس، بهدف تهويد التعليم في القدس، ومحاولات الاستيلاء على مبانٍ تطل على المسجد الأقصى مباشرة.

وحذر المجلس من تسليم المباني لأذرع الاستيطان كجزء من الخطة الكاملة لتهويد القدس، داعياً أبناء القدس إلى أخذ الحيطة والحذر من هذه الإجراءات الجائرة، التي تتزامن مع مواصلة انتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك بإغلاق أبوابه في وجه رواده، ومواصلة الاقتحامات المتتابعة والمتصاعدة.

وشجب المجلس قيام سلطات الاحتلال بإبعاد ستة من حراس المسجد الأقصى المبارك عن المسجد الأقصى المبارك، في محاولة منها لتسهيل اقتحام قطعان المستوطنين المتطرفين إليه وتدنيس ساحاته، ما يستدعي بذل الوسع والطاقة في سبيل شد الرحال إليه، وتعزيز التواجد فيه من أجل حمايته، ومساندة حراسه والمرابطين في رحابه، وحذر المجلس من محاولات تزييف الوضع التاريخي والقانوني لحائط البراق، الذي أقرته المواثيق الدولية والعالمية في القدس، وذلك بعد قيام سلطات الاحتلال بوضع "سقائل البناء" في جزء من الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك من جهة الـمتحف الإسلامي، ونفذت حفريات عميقة كشفت عن أساسات الـمسجد الأقصى الـمبارك، مما أدى إلى سقوط أحد حجارته ومن ثم سرقته ونقله إلى مكان مجهول، منبهاً إلى أن الأوقاف الإسلامية تقوم بمسؤولياتها تجاه الـمسجد الأقصى الـمبارك وتصون جدرانه كلما لزم الأمر، وتنفذ المشروعات المهمة فيه لصيانته وإعماره.

وعلى صعيد ذي صلة؛ شجب المجلس الاعتداء على مشفى المقاصد باقتحامه ومنع إقامة احتفال بيوبيله الذهبي يوم أمس الأول.

وناشد المجلس أحرار العالم بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، والعمل على بذل الجهود الحثيثة للتعريف بالانتهاكات الإسرائيلية وفضحها في المحافل الدولية، ولجم الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته السافرة، التي تمارس بوحشية ضد المسجد الأقصى المبارك بخاصة، والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين بعامة.

جاء ذلك خلال عقد الجلسة السبعين بعد المائة، لمجلس الإفتاء الأعلى بدورته التاسعة الجديدة، برئاسة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، التي رحَّب فيها بأعضاء الدورة التاسعة الجديدة للمجلس، وقدم الشكر والتقدير والتكريم لأعضاء الدورة السابقة، وتخلل الجلسة مناقشة المسائل الفقهية المدرجة على جدول أعمالها، بحضور أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس من مختلف محافظات الوطن.