أكَّد مستشار الرئيس للشؤون الدينية، قاضي قضاة فلسطين، د. محمود الهباش أنَّ القيادة الفلسطينية بصدد اتّخاذ إجراءات قانونية ضد حماس، بالإضافة إلى العديد من الخطوات والأفكار التي بجعبتها.
و كشف الهباش في حوار مع "النجاح الاخباري"، أنَّ الرئيس محمود عباس أبلغ جميع الأطراف العربية والفلسطينية والدولية، بالإجراءات التي سيتخذها ضد حركة حماس في قطاع غزَّة، حال استمرارها في الانقسام.
وقال: "هناك العديد من الإجراءات التي تدرسها القيادة وسبق للرئيس تحدَّث بها بوضوح، وأبلغ جميع الأطراف التي لها علاقة بها الأمر سواء على الصعيد الفلسطيني أو العربي أو الدولي، لأنَّ الاستمرار على السكوت أو تحمل هذا الواقع غير ممكن.
وأضاف: "إما أن تأتي حماس إلى إنهاء حقيقي للانقسام أو تتحمل تبعات ومسؤوليات إصرارها على اختطاف قطاع غزَّة والاستمرار في الانقسام وتغييب المصلحة الوطنية وتغليب المصالح الحزبية".
وتابع الهباش: "نعمل كلَّ ما بوسعنا سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي لإنهاء هذا الواقع المأساوي (الانقسام)، مهما طال الزمن كونه واقع غير شرعي وغير أخلاقي وغير وطني ويجب أن ينتهي"، لافتاً إلى أنَّ القيادة تريد استعادة قطاع غزة وتتحمل المسؤولية الأخلاقية والوطنية والسياسية والقانونية عن (2) مليون فلسطيني في القطاع المحاصر.
واعتبر أنَّ الاحتلال والانقلاب عملان لوجهة واحدة، مشدّداً على أنَّ الرئيس والقيادة لا تريد أن ترفع الراية البيضاء أمام الإملاءات الأمريكية والإسرائيلية وصفقة القرن، وهذا جزء من مقاومة صفقة القرن ومقاومة الاحتلال.
حماس لا تؤمن بالمصالحة
وأكَّد مستشار الرئيس للشؤون الدينية، أنَّ حماس لن تؤمن يومًا بالمصالحة الوطنية، مبيّناً أن َّحماس تريد تصفية المشروع الوطني "وهي لديها مشروعها الخاص مشروع جماعة الأخوان وأصبح مرتبطاً بصفقة القرن وبالسياسات الأمريكية وبالسياسة الإسرائيلية "سياسة الليكود"، على حدِّ قوله.
وتابع: "التقاء المصالح هو الذي يحرّك مواقف حركة حماس، أما المصالحة فليست على أجندتها ولن تكون"، متسائلاً: "إذا كانت حماس تريد المصالحة فلماذا انقلبت على الشرعية ؟".
وأشار الهباش إلى أنَّ هناك مصلحة "إسرائيلية" لإبقاء الانقسام، و"إسرائيل" تناضل وتبذل كلَّ الجهود الممكنة لاستمرار الانقسام؛ مستدركًا، " لكن رغم هذه العقبات والعراقيل ورغم كل الصعوبات التي وضعتنا فيها حماس و"إسرائيل" على حدٍ سواء، إلا أنَّنا سنستمر في العمل وفي التواصل مع أهلنا في قطاع غزة".
وشدَّد على أنَّ هذا الانقلاب سينتهي لأن الشعب الفلسطيني وأهلنا في غزة لا يمكن أن يسكتوا للأبد على هذا الانقلاب الدموي المجرم، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنَّهم على دراية بما يدور في الأجواء والكواليس لإبقاء الانقسام والانقلاب في قطاع غزة.
خدمة لإسرائيل
وفي ذات الإطار، أكَّد قاضي قضاة فلسطين أنَّ أيَّ طرف أو أيَّة محاولة لمساعدة الانقلاب وإمداده بالمال أو بالدعم السياسي من أجل الإبقاء عليه هو عمليًّا يقدِّم خدمة للاحتلال الإسرائيلي، منوّهًا إلى أنَّ "إسرائيل" حريصة كلَّ الحرص على إبقاء هذا الوضع وحريصة على أن تمدَّ حماس بالأموال.
وشدَّد الهباش على أنَّ أيَّ أموال تصل إلى قطاع غزَّة من خلال أيَّة قناة غير القناة الشرعية عمليًّا تضرُّ بمصلحة الشعب الفلسطيني".
وكشف أنَّ "إسرائيل" تقتطع من أموال المقاصة الفلسطينية وتقدّمها لحركة حماس، ثمن الكهرباء والماء وبعض الخدمات، موضّحًا أنَّ "إسرائيل" تقتطعها بدون إرادة السلطة وتقدّمها لحماس التي تجبي من المواطنين وتنفق على نفسها.
خطوات لتحسين واقع موظفي السلطة بغزة
وشدَّد على أن الرئيس والقيادة حريصة على أهالي قطاع غزَّة وحريصة على طبقة الموظفين الحكوميين في غزة، مشيراً إلى أن هناك خطة لتحسين أوضاعهم المعيشية سيتنفذ قريبًا "لأنَّ هؤلاء أبناء شعبنا ولن ننساهم".
وتابع: "القيادة تدرس كلَّ البدائل والخيارات والإمكانات للتخفيف عنهم وستقوم بعملها في القريب العاجل لصالحهم".