شهد هذا الأسبوع مواجهة حادة على غير العادة داخل الكونغرس الأميركي في واشنطن بين المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين حول قوانين محاربة حركة المقاطعة الدولية ضد إسرائيل، ما دفع بعض الجهات المدعومة من إسرائيل لمهاجمة الفلسطينية رشيدة طليب التي أصبحت عضوًا في الكونغرس مؤخرًا.
وبحسب صحيفة هآرتس العبرية، فإن الصراع امتد إلى اتهامات بمعاداة السامية، والعنصرية، وإلى صراع داخل الحزب الديمقراطي.
وأوضحت الصحيفة، أن الكونغرس شهد نقاشًا حادًا بعد أن قدم السيناتور الجمهوري ماركو روبيو مشروع قانونًا لفرض قيود على كل من يدعم حركة المقاطعة الدولية وكذلك المستوطنات، سواء من أشخاص أو شركات أو مؤسسات وغيرها، ويمنع الجهات المحلية والفيدرالية الرسمية من توقيع عقود مع تلك الجهات.
وفي حال تمت الموافقة على القانون فسيكون رمزيًا لا قيمة له، خاصةً وأن محاكم فيدرالية في العام الماضي جمدت مثل هذه التشريعات لانتهاكها حرية التعبير.
ولفتت الصحيفة، إلى أن الكونغرس سيناقش قانونًا أكثر أهمية ويدعمه أعضاء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري يطلق عليه قانون مقاطعة إسرائيل، والذي يهدف بحسب بعض التفسيرات إلى فرض عقوبات تصل إلى السجن لمن يشاركون في مقاطعة إسرائيل دوليًا، ويستهدف بالأساس المؤسسات والشركات وليس المواطنين الأميركيين.
وأشارت إلى أن الجمعية الأميركية للحقوق المدنية حذرت من الصياغة الغامضة لمشروع القانون والذي يهدف لتقييد حرية التعبير لمواطني الولايات المتحدة.
وتقول الصحيفة إن الجدل حول القانونين شغل شخصيات بارزة في واشنطن خلال اليومين الماضيين، من بينهم السيناتور بيرني ساندرز من الحزب الديمقراطي والذي أصبح أحد أبرز الديمقراطيين انتقادًا لإسرائيل وحكومتها.
وهاجم ساندرز، روبيو وقال إنه سيكون من غير المنطقي التعامل مع هذه القضية، في حين أن الحكومة الفيدرالية الأميركية متعطلة عن العمل وهناك مئات الآلاف من العمال غير مدفوعي الأجر. مضيفًا "من العبث أن مشروع القانون الأول الذي سنناقشه يعاقب الأميركيين على استنفاد حقهم الدستوري في الانخراط في النشاط السياسي".
ووصف روبيو، ساندرز بأنه "كذاب". وقال إن "مشروع القانون لن يضر بمواطنين عاديين". مضيفًا "الديمقراطيون يعارضون الاقتراح ليس بسبب تعليق الإدارة الفيدرالية لأعمالها، ولكن لأن جزءًا كبيرًا من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين يؤيدون المقاطعة وأن قيادة الحزب لا تريد فضحها".
وجاء الرد الأكثر حزمًا من الديمقراطيين في الكونجرس من رئيسة البرلمان الفلسطيني- الأمريكي الجديدة، رشيدة طليب وهي واحدة من أول عضوين في الكونغرس من المسلمين، وكلاهما يدعمان حركة المقاطعة BDS.
وقالت "لقد نسينا أي بلد يمثلونه، نحن في الولايات المتحدة، حيث المقاطعة هي حق، وجزء من كفاحنا التاريخي من أجل الحرية والمساواة، وربما يجب عليهم تحديث الدستور".
واتهم روبيو، طليب بأنها معادية للسامية، وقال "هذا الاتهام من الولاء المزدوج، هو خط معاد للسامية".
كما هاجمت المنظمات البارزة في الجالية اليهودية الأميركية طليب بشكل حاد وسط اتهامات لها بالولاء المزدوج تجاه الأقليات في أميركا. بينما اتهمها الائتلاف اليهودي الديمقراطي بمحاولة تقويض احتمالات السلام من خلال هذا السلوك.
ويأمل الجمهوريون في رفع مشروع قانون روبيو للتصويت يوم الأربعاء، ولكن ما يزال من غير الواضح ما إذا كان سيحصل على 60 صوتًا مطلوبة في مجلس الشيوخ.
وقد صوت عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين ضد مشروع القانون، في حين أعلن أعضاء آخرون في مجلس الشيوخ ممن كانوا يعتزمون دعمه أنهم سيرفضون التصويت في مجلس الشيوخ، بغض النظر عن القضية، طالما استمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب والجمهوريون في إغلاق الإدارة في واشنطن.
وقالت لارا فريدمان من معهد السلام في الشرق الأوسط في واشنطن لصحيفة هآرتس "إن الجمهوريين سيستخدمون مشروع القانون الخاص بالمقاطعة لمهاجمة الديمقراطيين ويتهمونهم بعدم الولاء لإسرائيل".
وأضافت "طالما أن اليسار الأميركي لا يعيد تعريف معنى ما يعنيه أن يكون مؤيدًا لإسرائيل، وسمح لنتنياهو وشركائه بتعريف معنى المصطلح، فإن هذه المناقشة ستنتهي دائمًا بخسارة للديمقراطيين".