أجرى وفد من أبناء الرعية الارثوذكسية في مدينة رام الله اليوم،زيارة معايدة للمطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس والذي استقبل الوفد في كنيسة القيامة في القدس القديمة، وقد رحب المطران بزيارة الوفد الاتي الينا من مدينة رام الله موجها التحية والمعايدة لابناء الرعية هناك كما وفي سائر ارجاء ارضنا المقدسة.
وقال: افتخروا بانتمائكم لكنيستكم والتي تعتبر اقدم واعرق كنيسة مسيحية في العالم وتمسكوا بايمانكم القويم واحبوا كنيستكم ودافعوا عنها امام ما تتعرض له من مؤامرات ومن محاولات هادفة الى اضعافها ونهب اوقافها وتهميش حضورها التاريخي العريق في هذه الأرض المقدسة. هنالك بعض من ابنائنا والذين يشعرون بالإحباط واليأس والقنوط في ظل ما يحيط بنا من مؤامرات ونحن نقول لكم عشية عيد الميلاد المجيد بأن هذه المناسبة الروحية انما تعزز في قلوبنا الامل والرجاء نحو مستقبل افضل لحضورنا ولارضنا المقدسة ولشعبنا المناضل من اجل الحرية.
وأضاف: "لا تخافوا اذا ما لاحظتم بأنكم قلة في عددكم فهذه القلة مطالبة لكي تكون ملحا وخميرة لهذه الأرض ومصدر خير وبركة لهذا الشعب. لا تتقوقعوا ولاتنعزلوا عن محيطكم العربي الفلسطيني فقوتنا نستمدها من ايماننا وانجيلنا كما اننا نستمدها من انتماءنا لهذه الأرض ولهذا الشعب الذي نحن مكون أساسي من مكوناته. اعداءنا يريدوننا ان نتحول الى اقلية مهمشة مستضعفة لا حول لها ولا قوة في هذه الأرض المقدسة ، والشرق الأوسط الجديد الذي بشرتنا به الإدارة الامريكية قبل عدة سنوات هو شرق أوسط خال من المسيحيين ، وقد اوجد الاستعمار أدوات مُسخرة في خدمة هذا الهدف".
وأشار إلى "أن حضورنا المسيحي مستهدف ومستباح في هذه الأرض المقدسة كما وفي هذا المشرق العربي فقد تعددت الوسائل والانماط والمسميات ولكن الهدف الواحد وهو النيل من وجودنا وعراقة انتمائنا لهذه الأرض المقدسة وأولئك الذين يسرقون اوقافنا وينهبون عقاراتنا انما هم أدوات مسخرة في خدمة هذا المشروع الهادف الى تصفية ما تبقى من حضور مسيحي في هذه الأرض المقدسة وخاصة في مدينة القدس. نقول لاولئك الذين يبيعون اوقافنا ويكدسون ملايينهم في البنوك العالمية بأن هذا المال الذي تملكونه هو حرام وكما كان يقول ابائنا واجدادنا " مال الوقف بهد السقف " فلن تهنئوا بهذا المال حتى وان شعرتم بنشوة الغناء والثروة وامتلاككم للملايين والمليارات".
وتم التداول في هذا اللقاء في أحوال الحضور المسيحي في هذه الأرض المقدسة وضرورة التقارب وتكريس ثقافة المحبة بين كافة الكنائس المسيحية في بلادنا والعمل ايضا على تكريس ثقافة العيش المشترك والوحدة الوطنية المسيحية الإسلامية التي تميزت بها ديارنا منذ مئات السنين. كما قدم المطران حنا للوفد بعض المنشورات الروحية وأجاب على عدد من الأسئلة والاستفسارات.